محافظ عدن بعد عودته: لننبذ الخلاف وننقذ المدينة

TT

محافظ عدن بعد عودته: لننبذ الخلاف وننقذ المدينة

دعا محافظ عدن أحمد حامد لملس في أول تصريحاته أمس (الخميس) بعد وصوله إلى المدينة قادما من الرياض إلى نبذ الخلاف والعمل بروح الفريق الواحد لإنقاذ المدينة التي تعاني من تدهور حاد في الخدمات إلى جانب ما تعانيه في مشكلات تتعلق بالجوانب الأمنية والصحية.
وجاءت عودة المحافظ لملمس من الرياض بعد أن كان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أصدر قرارا بتعيينه في المنصب إلى جانب تعيين اللواء أحمد الحامدي مديرا للأمن بموجب آلية تسريع «اتفاق الرياض» التي وافقت عليها الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي أواخر الشهر الماضي برعاية سعودية.
وفي حين تنتظر المحافظ الجديد لعدن ملفات عدة لإنجازها على صعيد تعزيز الخدمات مثل الكهرباء والمياه، أفادت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» بأن مدير الأمن الجديد لم يعد برفقته لأسباب تتعلق بترتيب الأجواء الأمنية اللازمة لمباشرة مهمته.
ودعا المحافظ الجديد لعدن في تصريحات لوسائل الإعلام إلى توحيد صفوف الأطراف السياسية ونبذ الخلاف سعيا لإنقاذ المدينة - بحسب قوله، وإلى العمل بروح الفريق الواحد وتناسي الصراع من أجل مصلحة المحافظة.
ووعد لملس الذي حظي باستقبال واسع من قيادات السلطة المحلية وأعضاء المجلس الانتقالي الجنوبي ببذل كافة الجهود الممكنة لخدمة سكان المحافظة، لافتا إلى الأدوار المعول عليها من قبل البرنامج السعودي لإعمار اليمن.
وتشكو المدينة التي لا تزال تعاني من آثار السيول والأمطار التي ضربتها خلال الأسابيع الماضية، من الانقطاع المتكرر للكهرباء، إلى جانب انقطاع مياه الشرب في العديد من الأحياء، كما تنتظر أن يؤدي تنفيذ «اتفاق الرياض» في الشقين الأمني والعسكري إلى توحيد القوى الأمنية والعسكرية واستباب الأمن تمهيدا لعودة الحكومة التي يجري التفاوض لتشكيلها إليها وعودة البرلمان وبقية قيادات الشرعية إليها. يشار إلى أن المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يسيطر فعليا على المدينة وعلى أجزاء من محافظة أبين ومحافظات لحج والضالع وسقطرى، كان أعلن الثلاثاء الماضي تعليق مشاركته في مشاورات تشكيل الحكومة في الرياض احتجاجا على ما وصفه في بيان رسمي بالتصعيد العسكري للقوات الموالية للحكومة الشرعية شرق مدينة زنجبار في محافظة أبين، وبالتزامن مع تجدد المواجهات بين الطرفين.
في السياق نفسه كان رئيس الوزراء المكلف الدكتور معين عبد الملك، التقى المحافظ لملس ومدير أمن عدن الحامدي الأسبوع الماضي في الرياض وذكر المصادر الرسمية أنه «أثنى على وضوح الرؤية التي تحملها القيادة الجديدة لمحافظة عدن واعتمادها مبدأ الأولويات الملحة للعمل عليها وتحقيق إنجازات ملموسة تنعكس بشكل سريع على حياة المواطنين اليومية وتعيد الاعتبار لمدينة عدن وتستعيد دورها الريادي على كافة الأصعدة».
وأكد رئيس الوزراء المكلف - بحسب ما نقلته وكالة «سبأ» أن الحكومة ستكون عونا وسندا لتنفيذ هذه الرؤية بما تحمله من مقترحات تراعي التحديات القائمة وتتعاطى معها بمسؤولية وفاعلية، وقال «إن عنوان المرحلة القادمة في العاصمة المؤقتة عدن هي تفعيل عمل مؤسسات الدولة وتوحيد القرار الأمني تحت مظلة الدولة بموجب اتفاق الرياض وآلية تسريع تنفيذه».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.