انفجار لغم حوثي في البحر الأحمر يقتل 3 صيادين مصريين

TT

انفجار لغم حوثي في البحر الأحمر يقتل 3 صيادين مصريين

قتل 3 صيادين مصريين ونجا آخرون بعد انفجار قاربهم الذي ارتطم بلغم زرعته الميليشيات الحوثية في البحر الأحمر.
وكشف مسؤول رفيع في القوات المسلحة اليمنية، أن عمليات البحث والتحري رصدت بشكل تقديري إجمالي عدد الألغام التي زرعتها الميليشيات الانقلابية على امتداد الساحل الغربي للبلاد، يتجاوز 300 لغم، كما عمدت الميليشيات على تفخيخ العشرات من القوارب التي تستخدمها الميليشيات الانقلابية المدعومة من إيران لاستهداف سفن في المياه الإقليمية.
وجاء حديث المسؤول بالتزامن مع إعلان تحالف دعم الشرعية في اليمن، استمرار الميليشيات الحوثية في نشر الألغام البحرية عشوائياً لعرقلة الملاحة في مضيق باب المندب وجنوب البحر الأحمر، الأمر الذي تسبب في مقتل 3 صيادين مصريين بالبحر الأحمر.
وأوضح تحالف دعم الشرعية في اليمن، «أنه عند الساعة الثانية من فجر الخميس، قامت قوات التحالف البحرية بتنفيذ عملية استجابة لبلاغ عن غرق أحد قوارب الصيد بالمياه الدولية بالبحر الأحمر نتيجة انفجار لغم بحري، وكان على متنه ستة صيادين من الجنسية المصرية جرى إنقاذ ثلاثة منهم، واستشهد ثلاثة نتيجة انفجار اللغم البحري». وقال التحالف، إن الميليشيات الحوثية مستمرة في نشر وزراعة الألغام البحرية التي تمثل تهديداً حقيقياً لحركة الملاحة البحرية والتجارة العالمية بمضيق باب المندب وجنوب البحر الأحمر، مؤكدا استمرار جهود التحالف في تحييد التهديدات البحرية وخطر الألغام البحرية، حيث بلغ مجموع ما تم اكتشافه وتدميره من الألغام 137 لغماً بحرياً قامت الميليشيا الحوثية بزراعتها ونشرها عشوائياً بمضيق باب المندب وجنوب البحر الأحمر.
وبالعودة إلى المسؤول اليمني، فقد أكد العميد ركن عبده مجلي المتحدث الرسمي للقوات المسلحة اليمنية، لـ«الشرق الأوسط» أن الميليشيات الانقلابية استغلت فترات الهدنة في السنوات الماضية لنشر أكثر من مليون لغم في جميع المناطق التي تسيطر عليها، كما عمدت على زرع أكثر من 300 لغم في مياه البحر الأحمر، والتي تندفع بفعل الرياح والأمواج من مواقعها فتشكل خطراً حقيقيا على التجارة الدولية والممرات الرئيسية.
وشدد العميد مجلي، أن هدف الميليشيات في المقام الأول حماية وجودها في المدن الواقعة على البحر الأحمر، ومن ثم استهداف أمن وسلامة اليمن والمنطقة والعالم بضرب السفن في المياه الإقليمية، مما يهدد التجارة الدولية التي يشكل عبورها من البحر الأحمر أساسا للوصول إلى جميع القارات.
ولفت، إلى أن الميليشيات الانقلابية، تقوم بعمليات زرع للألغام بطرق عشوائية، وهي لا تمتلك إلا بعض الخرائط لمواقع الألغام والتي يتوقع أن الرياح جرفتها إلى مواقع أخرى، ورغم ذلك ترفض الميليشيات تسليم هذه الخرائط، وهنا يأتي دور الأمم المتحدة لتمارس دورها في الضغط على هذه الجماعة الإرهابية لتسليم ما لديها من خرائط حتى نتمكن من نزعها، لافتا أن قوات تحالف دعم الشرعية نجحت في نزع العشرات من هذه الألغام التي كادت أن تتسبب في أضرار كبيرة.
وفي محاولة لتطوير عمليات استهداف السفن، والحديث لمتحدث القوات المسلحة، عمدت الميليشيات على تفخيخ العديد من القوارب والتي تستخدمها في استهداف السفن التجارية لإرباك المشهد العام، كما تقوم مؤخرا بإخفاء بلد المنشأ لجميع ما يصلها من عمليات تهريب لهذه الألغام وطمس جميع معالمها، موضحا أن جميع ما يجري رصده على الأرض يؤكد أن جميع هذه الألغام والأسلحة تصل عن طريق التهريب من إيران وتسلم عبر وسطاء إلى الميليشيات الانقلابية.
- استهداف الملاحة الدولية
أكد الجيش اليمني لـ«الشرق الأوسط» أن الميليشيات الانقلابية المدعومة من إيران، بدأت عملياتها الإجرامية في البحر الأحمر منذ مطلع عام 2015 في زراعة الألغام بشكل تدريجي على امتداد الساحل الغربي التي تسيطر عليه، الأمر الذي تسبب في عزوف كثير من الصيادين من الدخول إلى البحر خاصة عبر المواقع القريبة من الحديدة والتي تشكل مركزا رئيسيا لتحركات الميليشيات وتهريب السلاح.
وهو ما أكدته حينها وزارة المياه والبيئة اليمنية لـ«الشرق الأوسط»، أن آلاف الصيادين اليمنين حرموا من مصدر رزقهم في الساحل الغربي للبلاد، فيما شددت على أن الشعاب المرجانية التي دمرت بفعل الألغام الحوثية تحتاج إلى 10 أعوام لإعادتها بيئياً.
ولم تكتفِ الميليشيات بتمدير البيئة البحرية، بل سارعت مع تقدم الجيش اليمني في الجبهات القريبة من الساحل خاصة محافظة «المخا» في 2017 بنشر وزراعة الألغام بشكل مكثف في الموانئ الثلاثة الرئيسية «رأس عيسى، الصليف، الحديدة» في محاولة منها لمنع أي تقدم للجيش نحو هذه الموانئ مهددة سلامة المياه الإقليمية والتجارة العالمية.
ونجح الجيش في مطلع مايو (أيار) من 2018 من ضبط كميات كبيرة من الألغام المتطورة وأسلحة مختلفة الاستخدام، كذلك أجهزة اتصال لاسلكي جميعها «إيرانية الصنع» في عدد من الجبهات الرئيسية في الساحل الغربي من البلاد، وأكد الجيش حينها لـ«الشرق الأوسط» أن هذه الضبطية تعد ضربة قوية للميليشيات الانقلابية.
وفي الـ24 من ذات الشهر، أحبط تحالف دعم الشرعية في اليمن محاولة وصفت بـ«الإرهابية»، لاستهداف الملاحة البحرية والتجارة العالمية بالبحر الأحمر، تمثلت في تدمير «التحالف» 3 زوارق سريعة مفخخة مسيرة عن بعد هاجمت 3 سفن تجارية ترافقها سفينتان من سفن قوات «التحالف»، مقابل ميناء الحديدة الخاضع لسيطرة الحوثيين.
ومع سباق الميليشيات المحموم في نشر الألغام لزعزعة الاستقرار الدولي، قال حينها وزير خارجية اليمن السابق، خالد اليماني لـ«الشرق الأوسط» في نهاية يوليو (تموز) من عام 2018 إن إيران، تستغل جزراً غير مأهولة في البحر الأحمر للتهريب، وإن الأدلة التي جرى رصدها التي قُدمت إلى عدد من الدول الحليفة تكشف أن الإيرانيين نفّذوا عمليات إنزال في جزر قرب الساحل الغربي لليمن، وأن الميليشيات الحوثية تقوم لاحقاً بتهريب ما يجري جلبه إلى الداخل اليمني.
وجاء حديث الوزير بعد أقل من شهر، على معلومات نقلها الجيش أن الميليشيات تستبق عملية تقدم الجيش بتفخيخ ميناء الحديدة، إضافة إلى ما تعرضت ناقلتا نفط عملاقتان سعوديتان لهجوم حوثي إيراني في 28 من يوليو، والذي على أثره قررت السعودية تعليق جميع شحناتها النفطية التي تمر عبر مضيق باب المندب بانتظار التأمين الدولي للملاحة في هذه المنطقة.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.