كوشنير لاصطحاب الوفد الإسرائيلي المفاوض إلى أبوظبي الاثنين

تسوية الخلافات وبلورة اتفاق البلدين ضمن أجندته

TT

كوشنير لاصطحاب الوفد الإسرائيلي المفاوض إلى أبوظبي الاثنين

كشفت مصادر سياسية في تل أبيب، أمس الأربعاء، أن جاريد كوشنير، صهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب وكبير مستشاريه، سيصل الأحد إلى إسرائيل، ويغادر يوم الاثنين في رحلة من تل أبيب إلى أبوظبي، وسيحمل معه أعضاء الوفد الإسرائيلي المفاوض، بقيادة رئيس مجلس الأمن القومي في ديوان رئيس الوزراء، مئير بن شبات.
وسيباشر الوفد الإسرائيلي المفاوضات مع وفد رسمي من الإمارات، لتسوية بعض الخلافات الناشئة، ودفع جهود بلورة اتفاق سلام بين البلدين، يتضمن اتفاقيات ثنائية عديدة، في مجال مكافحة «كورونا» وفتح خط طيران مباشر، وتبادل السياحة والتجارة والاقتصاد والأموال والصحة والطاقة والأمن، وغيرها. وسينضم الأميركيون إلى جولات التفاوض في بدايتها، ولهذا الغرض سيضم الوفد الأميركي إضافة إلى كوشنير، كلاً من روبرت أوبراين مستشار الأمن القومي، وآفي بركوفتش المبعوث الخاص للمفاوضات الدولية، والمبعوث الأميركي للشأن الإيراني بريان هوك.
وقد حرصت الحكومة الإسرائيلية على ضم كبار المسؤولين في الوزارات إلى وفد المفاوضات، حتى تختصر عقبات بيروقراطية. وسيتولى القائم بأعمال مدير عام مكتب رئيس الوزراء المفاوضات في الملف الاقتصادي، ومدير عام وزارة الخارجية المفاوضات حول العلاقات السياسية، ومدير عام وزارة الدفاع المفاوضات حول القضايا الأمنية، ورئيس هيئة الطيران المدني لنسج اتفاق يرمي إلى فتح خط طيران مباشر، ومسؤولون كبار آخرون.
وستكون هذه الرحلة الأميركية الإسرائيلية الأولى التي تتم بشكل رسمي ومباشر، من تل أبيب إلى أبوظبي، وستقوم بها لأول مرة شركة «إل عال» الإسرائيلية.
وذكر تقرير إسرائيلي أن الوفد الأميركي سيقوم بمهمات أخرى وبزيارة لعدة دول خليجية، ليحاول إقناعها بأن تحذو حذو الإمارات، والإعلان عن تطبيع العلاقات الرسمية مع إسرائيل.
ومن مراجعة برنامج الوفد الأميركي الذي سيصل الأحد المقبل إلى إسرائيل، فإن كوشنير سيعقد سلسلة من اللقاءات مع المسؤولين الإسرائيليين، وفي مقدمتهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ورئيس الوزراء البديل وزير الأمن بيني غانتس، ووزير الخارجية غابي أشكنازي. وسيحاول بلورة خطاب سياسي إيجابي معهم حتى لا تطغى الأمور الخلافية التي انفجرت في الأيام الأخيرة بخصوص وقف مخطط الضم للأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية، وبيع أسلحة أميركية متطورة بينها طائرة «إف 35» للإمارات، علماً بأن تصريحات نتنياهو بهذا الشأن أغضبت قادة أبوظبي.
وفي السياق، كشفت قيادة المستوطنين في الضفة الغربية، أن نتنياهو جمد خطط البناء الاستيطاني المقررة، ولم يمنح تصاريح لتوسيع الاستيطان لأكثر من ستة أشهر. وقالت «القناة السابعة» التابعة للمستوطنين، إن المجلس الأعلى للتخطيط، وهو الهيئة التي تصادق على مخططات البناء الاستيطاني في الضفة الغربية، كان من المفترض أن يجتمع هذا الأسبوع، ولكن تم إلغاء الاجتماع بشكل مفاجئ بأوامر عليا. وأضافت أن «آخر مرة تمت فيها المصادقة على مخططات البناء الاستيطاني في الضفة الغربية كانت في شهر فبراير (شباط) الماضي»، وأنه «كان من المفترض عقد المؤتمر التالي في نهاية مايو (أيار)، ولكن منذ ذلك الحين تم تأجيل الموعد دون سبب».
وقال المستوطنون إنه «في الأسابيع الأخيرة تم تأجيل اجتماعات خاصة باللجنة بأوامر من نتنياهو مباشرة، ما أدى إلى تجميد التخطيط الفعلي للبناء في المستوطنات، بالإضافة إلى إلغاء تطبيق السيادة على الضفة وغور الأردن». وأكدت «القناة السابعة» أن هناك حوالي 5500 وحدة استيطانية من المفترض أن يتم رفعها للحصول على الموافقة، وكانت تنتظر منذ فترة طويلة، ومن المفترض أن تتم الموافقة على نصفها.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.