نمو اقتصاد منطقة اليورو يتوافق مع التوقعات

نمو اقتصاد منطقة اليورو  يتوافق مع التوقعات
TT

نمو اقتصاد منطقة اليورو يتوافق مع التوقعات

نمو اقتصاد منطقة اليورو  يتوافق مع التوقعات

قال بيتر كازيمير، عضو المجلس الحاكم للبنك المركزي الأوروبي، الأربعاء، إن اقتصاد منطقة اليورو ينمو وفقاً للمسار الذي توقعه البنك المركزي الأوروبي في يونيو (حزيران)، ومن ثم لا يزال أمام واضعي السياسات وقت لانتظار مزيد من البيانات المفصلة.
في البداية بدا أن اقتصاد منطقة اليورو يتعافى أسرع من المتوقع من الركود الناجم عن الجائحة، ولكن البيانات الأحدث التي من بينها قراءة ضعيفة لمؤشر مديري المشتريات، ألمحت لثبات وتيرة التعافي، وأن الكتلة قد لا تحقق التوقعات للربع الثالث.
وقال كازيمير محافظ بنك سلوفاكيا المركزي، وفق «رويترز»، على هامش مؤتمر صحافي: «يبدو أننا نسير وفق التصور الأساسي. لدينا وقت لانتظار بيانات مفصلة موضع ثقة».
وتوقع البنك نمو الناتج المحلي الإجمالي 8.3 في المائة في الربع الثالث، ومن المتوقع أن يحدِّث الرقم في اجتماعه في العاشر من سبتمبر (أيلول).
كان البنك المركزي الأوروبي قد توقع انكماشاً كبيراً في منطقة اليورو هذه السنة، في ظل تفشي فيروس «كورونا» المستجد، يليه انتعاش تدريجي، بينما يبقى التضخم بعيداً عن الهدف المحدد له حتى 2022 على أقرب تقدير.
وقالت رئيسة المؤسسة المالية الأوروبية كريستين لاغارد في يونيو الماضي، إن منطقة الوحدة النقدية تشهد «انهياراً حاداً في النشاط الاقتصادي بفعل فيروس (كورونا) المستجد والتدابير المتخذة لاحتوائه».
وتوقع البنك المركزي الأوروبي تراجع إجمالي الناتج الداخلي في منطقة اليورو بنسبة 8.7 في المائة خلال عام 2020، يليه انتعاش بنسبة 5.2 في المائة عام 2021، ثم 3.3 في المائة عام 2022؛ لكن لاغارد لفتت إلى أن هذه التوقعات تترافق مع «مستوى استثنائي من عدم اليقين». وترى أن الانكماش الاقتصادي والانتعاش «سيتوقفان على مدة وفاعلية» تدابير الحجر المنزلي، وسياسات الإنعاش الاقتصادي ودعم الوظائف، كما على «الوطأة البعيدة الأمد» لوباء «كوفيد- 19» على الطلب.
وأُدرجت توقعات الاقتصاد الكلي هذه في السيناريو «الأساسي» الذي وضعه البنك المركزي الأوروبي، في حين أعد خبراؤه الاقتصاديون مسارين «بديلين». غير أن «ميزان المخاطر» يبقى سلبياً بحسب لاغارد، إذ لا يتوقع البنك المركزي مفاجأة إيجابية بل يرجح سيناريو قاتماً.
وخفض البنك المركزي الأوروبي توقعاته للتضخم في منطقة اليورو في 2020 و2021 و2022. وهو يتوقع نسبة تضخم قدرها 0.3 في المائة خلال العام الجاري و0.8 في المائة عام 2021 و1.3 في المائة عام 2022، مخفضاً توقعاته السابقة الصادرة في مارس (آذار)، وقدرها 1.1 في المائة و1.4 في المائة و1.6 في المائة على التوالي.
وتبتعد هذه الأرقام الجديدة أكثر عن هدف البنك المركزي لتضخم «قريب إنما أدنى من 2 في المائة» في منطقة اليورو.



من واحة الأحساء إلى المحميات الملكية... نموذج للسياحة المستدامة في السعودية

واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)
واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)
TT

من واحة الأحساء إلى المحميات الملكية... نموذج للسياحة المستدامة في السعودية

واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)
واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)

تعد السياحة المستدامة أحد المحاور الرئيسية في السعودية لتعزيز القطاع بما يتماشى مع «رؤية 2030»، وبفضل تنوعها الجغرافي والثقافي تعمل المملكة على إبراز مقوماتها السياحية بطريقة توازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة والتراث.

يأتي «ملتقى السياحة السعودي 2025» بنسخته الثالثة، الذي أُقيم في العاصمة الرياض من 7 إلى 9 يناير (كانون الثاني) الجاري، كمنصة لتسليط الضوء على الجهود الوطنية في هذا المجال، وتعزيز تعاون القطاع الخاص، وجذب المستثمرين والسياح لتطوير القطاع.

وقد أتاح الملتقى الفرصة لإبراز ما تتمتع به مناطق المملكة كافة، وترويج السياحة الثقافية والبيئية، وجذب المستثمرين، وتعزيز التوازن بين العوائد الاقتصادية من السياحة والحفاظ على المناطق الثقافية والتاريخية، وحماية التنوع البيئي.

وعلى سبيل المثال، تعد الأحساء، المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لـ«اليونسكو»، ببساتين النخيل وينابيع المياه والتقاليد العريقة التي تعود لآلاف السنين، نموذجاً للسياحة الثقافية والطبيعية.

أما المحميات الطبيعية التي تشكل 16 في المائة من مساحة المملكة، فتُجسد رؤية المملكة في حماية الموارد الطبيعية وتحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة.

جانب من «محمية الإمام عبد العزيز بن محمد» (واس)

«محمية الإمام عبد العزيز بن محمد»

في هذا السياق، أكد رئيس إدارة السياحة البيئية في «محمية الإمام عبد العزيز بن محمد»، المهندس عبد الرحمن فلمبان، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أهمية منظومة المحميات الملكية التي تمثل حالياً 16 في المائة من مساحة المملكة، والتي تم إطلاقها بموجب أمر ملكي في عام 2018، مع تفعيل إطارها التنظيمي في 2021.

وتحدث فلمبان عن أهداف الهيئة الاستراتيجية التي ترتبط بـ«رؤية 2030»، بما في ذلك الحفاظ على الطبيعة وإعادة تنميتها من خلال إطلاق الحيوانات المهددة بالانقراض مثل المها العربي وغزال الريم، بالإضافة إلى دعم التنمية المجتمعية وتعزيز القاعدة الاقتصادية للمجتمعات المحلية عبر توفير وظائف التدريب وغيرها. ولفت إلى الدور الكبير الذي تلعبه السياحة البيئية في تحقيق هذه الأهداف، حيث تسعى الهيئة إلى تحسين تجربة الزوار من خلال تقليل التأثيرات السلبية على البيئة.

وأضاف أن المحمية تحتضن 14 مقدم خدمات من القطاع الخاص، يوفرون أكثر من 130 نوعاً من الأنشطة السياحية البيئية، مثل التخييم ورياضات المشي الجبلي وركوب الدراجات. وأشار إلى أن الموسم السياحي الذي يمتد من نوفمبر (تشرين الثاني) إلى مايو (أيار) يستقطب أكثر من نصف مليون زائر سنوياً.

وفيما يخص الأهداف المستقبلية، أشار فلمبان إلى أن «محمية الإمام عبد العزيز بن محمد» تستهدف جذب مليون زائر سنوياً بحلول 2030، وذلك ضمن رؤية المحميات الملكية التي تستهدف 2.3 مليون زائر سنوياً بحلول العام نفسه. وأضاف أن الهيئة تسعى لتحقيق التوازن البيئي من خلال دراسة آثار الأنشطة السياحية وتطبيق حلول مبتكرة للحفاظ على البيئة.

أما فيما يخص أهداف عام 2025، فأشار إلى أن المحمية تهدف إلى استقطاب 150 ألف زائر في نطاق المحميتين، بالإضافة إلى تفعيل أكثر من 300 وحدة تخييم بيئية، و9 أنواع من الأنشطة المتعلقة بالحياة الفطرية. كما تستهدف إطلاق عدد من الكائنات المهددة بالانقراض، وفقاً للقائمة الحمراء للاتحاد الدولي لشؤون الطبيعة.

هيئة تطوير الأحساء

بدوره، سلّط مدير قطاع السياحة والثقافة في هيئة تطوير الأحساء، عمر الملحم، الضوء لـ«الشرق الأوسط» على جهود وزارة السياحة بالتعاون مع هيئة السياحة في وضع خطط استراتيجية لبناء منظومة سياحية متكاملة. وأكد أن الأحساء تتمتع بميزة تنافسية بفضل تنوعها الجغرافي والطبيعي، بالإضافة إلى تنوع الأنشطة التي تقدمها على مدار العام، بدءاً من الأنشطة البحرية في فصل الصيف، وصولاً إلى الرحلات الصحراوية في الشتاء.

وأشار الملحم إلى أن إدراج الأحساء ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي التابعة لـ«اليونسكو» يعزز من جاذبيتها العالمية، مما يُسهم في جذب السياح الأجانب إلى المواقع التاريخية والثقافية.

ورحَّب الملحم بجميع الشركات السعودية المتخصصة في السياحة التي تسعى إلى تنظيم جولات سياحية في الأحساء، مؤكداً أن الهيئة تستهدف جذب أكبر عدد من الشركات في هذا المجال.

كما أعلن عن قرب إطلاق أول مشروع لشركة «دان» في المملكة، التابعة لـ«صندوق الاستثمارات العامة»، والذي يتضمن نُزُلاً ريفية توفر تجربة بيئية وزراعية فريدة، حيث يمكنهم ليس فقط زيارة المزارع بل العيش فيها أيضاً.

وأشار إلى أن الأحساء منطقة يمتد تاريخها لأكثر من 6000 عام، وتضم بيوتاً وطرقاً تاريخية قديمة، إضافةً إلى وجود المزارع على طرق الوجهات السياحية، التي يصعب المساس بها تماشياً مع السياحة المستدامة.

يُذكر أنه يجمع بين الأحساء والمحميات الطبيعية هدف مشترك يتمثل في الحفاظ على الموارد الطبيعية والثقافية، مع تعزيز السياحة المستدامة بوصفها وسيلة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وكلاهما تمثل رمزاً للتوازن بين الماضي والحاضر، وتبرزان جهود المملكة في تقديم تجربة سياحية مسؤولة تُحافظ على التراث والبيئة.