«الوفاق» تفرض حظر التجول الكلي بالتزامن مع احتجاجات طرابلس

متظاهرون خلال احتجاجات مناهضة لحكومة الوفاق في طرابلس (رويترز)
متظاهرون خلال احتجاجات مناهضة لحكومة الوفاق في طرابلس (رويترز)
TT

«الوفاق» تفرض حظر التجول الكلي بالتزامن مع احتجاجات طرابلس

متظاهرون خلال احتجاجات مناهضة لحكومة الوفاق في طرابلس (رويترز)
متظاهرون خلال احتجاجات مناهضة لحكومة الوفاق في طرابلس (رويترز)

أعلنت حكومة الوفاق الليبية في طرابلس، فرض حظر التجول الكامل على مدار 24 ساعة، ولمدة أربعة أيام، بدءاً من الساعة السادسة من اليوم (الأربعاء)، وذلك بالتزامن مع احتجاجات شعبية تشهدها العاصمة طرابلس منذ أيام ضد حكومة فائز السراج بسبب تردي الخدمات والأوضاع المعيشية.
وأضافت حكومة الوفاق في بيان عبر صفحتها الرسمية على «فيسبوك»، أنه «سيتم إغلاق الحدود الإدارية بين المدن ومنع التنقل بينها خلال الحظر الكلي، على أن يكون الحظر بعد انتهاء هذه المدة لمدة عشرة أيام من الساعة التاسعة مساءً إلى الساعة السادسة صباحاً».
وكانت «الوفاق» أعلنت في السادس من أغسطس (آب) الحالي فرض حظر التجول الجزئي من التاسعة مساءً حتى السادسة صباحاً؛ تخفيفاً من حظر كامل فرضته أواخر الشهر الماضي، ضمن إجراءات مواجهة جائحة كورونا.
ويأتي فرض الحظر الكامل بالتزامن مع الاحتجاجات التي تشهدها طرابلس تحت مسمى «حراك الشعب»، وخرج الليبيون في مظاهرة أمس (الثلاثاء) لليوم الثالث على التوالي للمطالبة بإصلاحات سياسية واقتصادية.
ورفع المتظاهرون، الذين بدأوا حراكهم من ميدان الجزائر وسط العاصمة، لافتات وأطلقوا هتافات تطالب بإسقاط النظام.
وانتقل المتظاهرون إلى ميدان الشهداء الذي كان يضم مظاهرة أخرى تطالب بإصلاحات اقتصادية وإبعاد خليفة حفتر عن المشهد، وبعد مشادات كلامية بين الفريقين انتقل شباب حراك الشعب إلى مقر المجلس الرئاسي، ثم إلى مقر إقامة رئيس المجلس بمنطقة النوفليين وسط طرابلس.
وحذرت وزارة الداخلية بحكومة الوفاق في وقت سابق اليوم من إنها «ستتخذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة بشأن أي تجمعات لا تلتزم بالشروط القانونية للتظاهر وفق قانون تنظيم حق التظاهر السلمي».
وطالبت الداخلية، في بيان صحافي، اللجان المسؤولة عن المظاهرات بضرورة التوجه لمديريات الأمن المختصة مكاني للحصول على الاذونات اللازمة للتظاهر السلمي وفق القانون، حتى يتسنى للجهات الأمنية حماية المتظاهرين وضمان سلامتهم وممارسة حقوقهم الدستورية بمظهر حضاري وديمقراطي.
وأشار البيان إلى أن التعليمات الصادرة من وزير الداخلية المفوض بحكومة الوفاق الوطني للأجهزة الأمنية تقضي بحفظ الأمن والنظام العام، وحماية الممتلكات العامة والخاصة، والتعامل مع الخارجين عن القانون وفقاً للقانون.
وقالت الداخلية، إن المظاهرات «تفتقر للمتطلبات القانونية اللازمة من الحصول على الإذن من مديرية الأمن حسب الاختصاص المكاني، وعدم تحديد أماكنها ومواعيدها، وانحراف بعض المجموعات عن حدود المطالبة بشكل سلمي، وانتقال بعض المجموعات دون سند أو مبرر إلى محل إقامة رئيس المجلس والتعدي على حرمة مسكنه مما ينحرف بالمظاهرات عن حدودها السلمية التي قررها الدستور وكفلها القانون»، وفق نص البيان.
ووعد السراج بإجراء تعديل وزاري عاجل يطال خصوصاً الوزارات الخدمية، متعهداً أن يتم «اختيار الوزراء الجدد على أساس الكفاءة والقدرات وطهارة اليد»، مؤكداً بأنه قد يتم اللجوء إلى اتخاذ إجراءات استثنائية لتنفيذ التعديلات الحكومية لتجاوز مشكلة المحاصصة.



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.