واشنطن لرفع العقوبات عن أعضاء «طالبان» غداً

يُظهر سجناء «طالبان» اتفاقيات الإفراج عنهم حيث يغادرون سجناً بعد إطلاق سراحهم في قندهار منتصف يوليو الماضي (إ.ب.أ)
يُظهر سجناء «طالبان» اتفاقيات الإفراج عنهم حيث يغادرون سجناً بعد إطلاق سراحهم في قندهار منتصف يوليو الماضي (إ.ب.أ)
TT

واشنطن لرفع العقوبات عن أعضاء «طالبان» غداً

يُظهر سجناء «طالبان» اتفاقيات الإفراج عنهم حيث يغادرون سجناً بعد إطلاق سراحهم في قندهار منتصف يوليو الماضي (إ.ب.أ)
يُظهر سجناء «طالبان» اتفاقيات الإفراج عنهم حيث يغادرون سجناً بعد إطلاق سراحهم في قندهار منتصف يوليو الماضي (إ.ب.أ)

من المفترض أن تدخل الولايات المتحدة الأميركية وحركة طالبان مرحلة جديدة من الاتفاقية المبرمة بين الطرفين في فبراير (شباط) الماضي، وذلك برفع العقوبات الأميركية على أعضاء حركة طالبان غداً (الخميس)، وذلك مقابل التزام الحركة بتعهداتها التي وافقت عليها مع واشنطن، بعدم تأييد «القاعدة» والمنظمات الإرهابية أو إيوائهم، أو مساعدتهم في استخدام الأراضي الأفغانية لمهاجمة المصالح الأميركية أو قواتها العسكرية.
وبحسب الاتفاقية بين الطرفين التي تم إبرامها في نهاية فبراير (شباط) الماضي، بعد رحلات مكوكية ومشاورات طويلة، فإن الالتزامات الأميركية الأخرى ستعمل على تسهيل تبادل الأسرى بين «طالبان» والحكومة الأفغانية، ورفع العقوبات الأميركية على أعضاء «طالبان»، والسعي مع مجلس الأمن في الأمم المتحدة لرفع العقوبات أيضاً عن «طالبان».
ونصت الاتفاقية على أن «طالبان» ملزمة بعدم السماح لأعضاء الحركة أو الجماعات الأخرى، بما في ذلك «القاعدة»، باستخدام الأراضي الأفغانية لتهديد الولايات المتحدة أو حلفائها، عن طريق منع التجنيد والتدريب وجمع الأموال لمثل هذه الأنشطة. وسبق الاتفاق على وقف إطلاق النار لمدة أسبوع بين الطرفين قبل إبرام الاتفاقية، لكن العنف بين «طالبان» وقوات الحكومة الأفغانية لم يتوقف منذ 29 فبراير (شباط).
وكانت الحكومة الأفغانية قد رفضت، تحت ضغوطات خارجية من دول كثيرة، إطلاق سراح 400 شخص من القائمة التي حددتها «طالبان»، وذلك بذريعة أنهم «خطيرين جداً»، وعرضت على الحركة استبدال أسرى آخرين بهم.
وأكدت حكومة الرئيس أشرف غني أنها أفرجت عن 4600 سجين مدرجين في قائمة مساجين «طالبان»، وذلك بضغط من واشنطن، فيما أعلنت «طالبان» عن إفراجها عن نحو ألف معتقل. ومع ذلك، يقاوم الرئيس الأفغاني إطلاق سراح الـ400 شخص المتبقين في القائمة، زاعماً أنهم متورطون في جرائم خطيرة، بما في ذلك تفجير ضخم عام 2017 ضد السفارة الألمانية، وغيرها من الهجمات الدموية. وبسبب ذلك، توقفت المفاوضات والمناقشات التي كان من المفترض أن تبدأ الأسبوع الماضي، وعلمت «الشرق الأوسط» أن الولايات المتحدة حاولت عبر المساعي الدبلوماسية حل الخلاف بين الطرفين، وتقريب وجهات النظر لإنهاء هذا الصراع الدموي المستمر طيلة 18 عاماً، بيد أن حركة طالبان لا تزال ملتزمة بموقفها من الإفراج عن الـ400 سجين.
وفي سياق متصل، كشف المفتش العام في وزارة الدفاع الأميركية، في تقريره الأخير، عن التزام حركة طالبان المسلحة بعدم مهاجمة القوات الأميركية في أفغانستان خلال الأشهر الماضية التي بدأت منذ توقيع اتفاقية السلام المبدئية بين الطرفين، مؤكداً أنها لم تطلق رصاصة واحدة على الجيش الأميركي، بيد أنه لم ينكر استمرار العنف والتفجيرات والاشتباكات بين الحركة المسلحة وقوات الأمن التابعة للحكومة الأفغانية.
وأوضح التقرير الدفاعي الذي اطلعت «الشرق الأوسط» عليه أن حركة طالبان التزمت بالاتفاقية التي أبرمتها مع الولايات المتحدة في نهاية فبراير (شباط) الماضي، ولم تشن هجوماً واحداً ضد القوات الأميركية أو قوات التحالف على مدى 3 أشهر هذا الربيع، وهي الفترة التي يغطيها التقرير؛ من أبريل (نيسان) حتى مطلع يوليو (تموز). وأدى ذلك إلى انخفاض العنف المبلغ عنه في البلاد بنسبة 80 في المائة، مما انعكس أيضاً على انخفاض في الضربات الجوية التي نفذتها القوات الأميركية وقوات التحالف خلال الفترة نفسها.
ومع انخفاض عدد القوات الأميركية إلى أقل من 8600 جندي في أفغانستان، بعد أن كانوا 14 ألف جندي، فإن الحكومة الأميركية تعتزم خفضها أكثر، لتصل قبل نوفمبر (تشرين الثاني) إلى ما يقل عن 5 آلاف جندي هناك، رغم معارضة كثير من القيادات الأميركية العسكرية، وعلى رأسهم وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر الذي عبر في أكثر من مناسبة عن أنه غير راضٍ عن أداء الحركة المسلحة في الميدان، ومدى التزامها بتنفيذ بنود الاتفاقية، وكذلك الحال في تصريحات الجنرال جون كيلي رئيس هيئة الأركان الأميركية، والجنرال كينيث ماكنزي رئيس القيادة المركزية الأميركية في الشرق الأوسط.
ووفقاً لتقرير وزارة الدفاع الأميركية، فإن هذا التصعيد في الهجمات يأتي في الوقت الذي تخطط فيه وزارة الداخلية الأفغانية لحل الشرطة الأفغانية المحلية المسلحة المجهزة الممولة من الولايات المتحدة، التي تتكون من أكثر من 18 ألف فرد منتشرين في مختلف مناطق أفغانستان، مفصحاً عن نقص مقلق في الموظفين بين قوات الشرطة المحلية في مقاطعات قندهار وزابول وهلمند وأوروزغان، وكثير من المقاطعات التي تتنازع عليها طالبان حالياً.



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.