بلازما الدم لمواجهة «كوفيد-19»... علاج حقيقي أم أداة سياسية؟

بلازما لمعالجة مريض بـ«كوفيد-19» في العاصمة البوليفة لاباز (أ.ب)
بلازما لمعالجة مريض بـ«كوفيد-19» في العاصمة البوليفة لاباز (أ.ب)
TT

بلازما الدم لمواجهة «كوفيد-19»... علاج حقيقي أم أداة سياسية؟

بلازما لمعالجة مريض بـ«كوفيد-19» في العاصمة البوليفة لاباز (أ.ب)
بلازما لمعالجة مريض بـ«كوفيد-19» في العاصمة البوليفة لاباز (أ.ب)

سمحت الولايات المتحدة بصفة مستعجلة بنقل بلازما الدم من أشخاص شفيوا من «كوفيد-19» إلى مرضى يعالجون منه في المستشفى. فهل هذا العلاج فعال وآمن؟ أم أن السماح به يعود لأسباب سياسية؟ في ما يلي ما يجب أن نعرفه عنه:

- ما هو علاج البلازما؟
عندما يصاب أحد بـ«كوفيد-19»، يُنتج جسمه أجساماً مضادة لمحاربة فيروس كورونا المستجد المسبب له. وتتركز هذه الأجسام في البلازما، الجزء السائل من الدم.
ويقوم العلاج الذي سُمح به الأحد على أخذ أجسام مضادة من أشخاص أصيبوا بالعدوى لكنهم تعافوا، مما يُسمى بلازما النقاهة، وحقنها في المرضى.
وقد جُربت هذه الطريقة للمرة الأولى عام 1892 لمكافحة الدفتيريا، ثم ضد الأنفلونزا الإسبانية عام 1918.

- هل العلاج آمن؟
لم تُعط إجابة محددة لهذا السؤال حتى الآن، لكن النتائج الأولية مشجعة ففي يونيو (حزيران) ، تابعت شبكة مستشفيات مايو كلينيك الأميركية نقل البلازما لدى مجموعة من 20 ألف مريض ولاحظت معدلاً منخفضاً للغاية من الآثار الجانبية المعروفة.
وقال الدكتور سكوت رايت الذي أجرى الدراسة لوكالة الصحافة الفرنسية: «خلصنا إلى أن استخدام بلازما النقاهة آمن».

- هل هو فعال؟
يتفق جميع الخبراء على أن هناك حاجة إلى مزيد من التجارب الإكلينيكية لمقارنة البلازما بطرق الرعاية العادية.
وقالت الدكتورة سوميا سواميناثان، كبيرة العلماء في منظمة الصحة العالمية: «في بعض الحالات، تشير النتائج إلى تسجيل فوائد، لكنها لم تكن قاطعة».
وبيّنت دراسة أخرى من مايو كلينيك أن البلازما ساعدت في تقليل معدل الوفيات لدى المرضى عند ما حقنوا بها مبكراً. لكن الدراسة لم تخضع بعد لمراجعة الأقران ولم تستخدم دواءً وهمياً.
ويجري باحثون في جامعة جونز هوبكنز دراسة موازية تستخدم فيها البلازما لمحاولة تحصين المرضى ضد فيروس كورونا قبل أن يمرضوا. وقد قارنها الدكتور ديفيد سوليفان، المشرف على التجربة، بما يشبه «اللقاح الفوري». وقال لوكالة الصحافة الفرنسية إنه إذا كانت النتائج قاطعة «يمكننا إخبار الأشخاص المعرضين لخطر كبير بأنه يمكنهم الحصول على العلاج في وقت مبكر وبأن ليس عليهم أن يقلقوا بشأن الذهاب إلى المستشفى».
لكن هذا الخيار، إذا ثبت أنه فعال، لا يمكن استخدامه على نطاق واسع. ويعتقد بعض العلماء أنه سيكون من الأهمية بمكان تطوير أجسام مضادة صناعية، تسمى الأجسام المضادة الأحادية النسيلة، والتي يسهل توزيعها على نطاق واسع.

- هل سُمح باستخدامه لأسباب سياسية؟
شكك المعلقون السياسيون في توقيت صدور الإذن عن وكالة الأدوية الأميركية باستخدام هذا العلاج قبل شهرين فقط من الانتخابات الرئاسية الأميركية، وفيما يتعرض دونالد ترمب للانتقاد بسبب إدارته الأزمة الصحية ويبدو متخلفاً عن منافسه الديمقراطي جو بايدن في استطلاعات الرأي.
وفي الإعلان الأحد عن الإذن باستخدام علاج البلازما، قدم ترمب وكذلك وكالة الأدوية إحصائية رئيسية بشكل محرّف، بقولهما إن البلازما خفضت معدل الوفيات بنسبة 35%.
وأوضحت متحدثة باسم إدارة الغذاء والدواء في وقت لاحق أن الرقم يشير في الواقع إلى انخفاض خطر الوفاة لدى لأشخاص الذين تلقوا مستويات عالية من الأجسام المضادة في دراسة مايو كلينك، مقارنة بأولئك الذين تلقوا مستويات منخفضة منها.
حتى أن مدير إدارة الغذاء والدواء الدكتور ستيفن هان اعتذر عن تحريف مدلول هذا الرقم.
واستنكر الدكتور ماثيو هاينز الذي عمل في وزارة الصحة في ظل إدارة باراك أوباما الأمر قائلاً إن «هذا يقوض مصداقية الحكومة الأميركية بأكملها».
لكن الدكتور دانيال هانلي الذي يرأس التجارب الإكلينيكية في جامعة جونز هوبكنز أكد أنه تم بالفعل الوصول إلى مستوى النتائج اللازمة لإعطاء الإذن بصفة عاجلة.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.