فريد رمضان: تشغلني «إشكاليات الهوية» لأنني أبحث عن ذاكرة مشتركة مع الآخر

الروائي البحريني قال لـ «الشرق الأوسط» إنه لا يوجد شيء يصمد أمام انفجار الهويات

فريد رمضان
فريد رمضان
TT

فريد رمضان: تشغلني «إشكاليات الهوية» لأنني أبحث عن ذاكرة مشتركة مع الآخر

فريد رمضان
فريد رمضان

يُعدّ الروائي البحريني فريد رمضان، وهو روائي وسينارست ومنتج سينمائي (مواليد المحرق 1961)، من أبرز الروائيين الخليجيين الذين اشتغلوا بموضوع الهويات الثقافية، خصوصاً في البحرين، حتى أطلق عليه نُقّاد لقب «روائي الهويات».
يبرز هذا الاشتغال في أغلب أعمال رمضان: «البياض» (قصص قصيرة - 1984)، «التنور؛ غيمة لباب البحرين» (رواية - 1994)، التي يبحث فيها في هويات «الهولة» (العرب القاطنين برّ فارس، حيث هاجروا مجدداً إلى أقاليم عربية في الخليج)، ويتناول تحولاتهم من الساحل الفارسي، حتى استقرارهم في الجانب العربي من الخليج.
رواية «السوافح ماء النعيم» (2006)، التي تتقصى المجموعات السكانية التي هاجرت من الجنوب العراقي، ومن شرق السعودية. ورواية «البرزخ» (2000)، حيث يتناول فريد رمضان فيها جذور هويات مواطنين بحرينيين من أصول عمانية وعراقية، تمتد في الهجرة والاستيطان في البحرين، ومثلها كتابه «تلك الصغيرة التي تشبهك» (نصوص - 1991). في حين تبحث رواية «المحيط الإنجليزي» بشكل استقصائي في «هجرة البلوش والأفارقة إلى البحرين، وشبه الجزيرة العربية».
الحوار التالي أجرته «الشرق الأوسط» عبر التواصل الإلكتروني، مع الروائي البحريني فريد رمضان، وينبغي التنويه إلى أن جزءاً من هذا الحوار شارك في إعداد محاوره الناقدان البحرينيان: الدكتور نادر كاظم، والدكتور فهد حسين.

> ما السر وراء تكريس فريد رمضان لـ«إشكاليات الهوية» في رواياته منذ «التنور» حتى «المحيط الإنجليزي»؟
- ربما لأنني أبحث عن ذاكرة مشتركة مع الآخر، ذاكرة تؤسس لفهم أوسع، اشتباك أعمق، وانزياح نحو «الأنا» في ذاتها وذوبانها. مذهبها، ودينها. إيمانها، وكفرها. في حقها وحقوقها. فيما لها وما عليها. هل لنا أن نتحدث بجرأة أكثر، ونتخيل أن شبه الجزيرة العربية بحجمها كانت محمية بين بحرين؛ البحر الأحمر وأفريقيا، والخليج العربي وآسيا على الجانب الآخر. هذا التوسيط كرس عزلة شبه كاملة لها، إلا عبر طريق رحلة الشتاء والصيف، وموسم الحج الإبراهيمي في مكة، حتى تأسست الدولة الإسلامية المتعطشة للتوسع وعبور البحار نحو الآخر. أي آخر؟ حيث الهويات والأعراق واللغات، وحيث العالم وهو يبتلع كل شيء بما فيها حكم الدولة الإسلامية الذي انتهى بهويات وأجناس وأعراق أخرى تحكم باسمه ولا تمت بصلة بشبه الجزيرة العربية أو الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم). وهذه صيرورة تاريخية ينبغي أن نعترف بها ونمضي نحو فهم الآخر فهما حضارياً، إذ ليس من المعقول أن نظل نتنادى باسم القبيلة والأصالة والنقاء العرقي ونحن في القرن الحادي والعشرين، حيث العالم قرية صغيرة. وفي غياب كامل لحق المواطنة الكاملة للإنسان العربي. وكأننا خارج التاريخ.
> تناولت أعمالك الفئات والقوميات والجاليات، هل ثمة سبب يدفعك لمثل هذا الاشتغال بالهويات المهمشة؟
- ينبغي النظر للمعطيات الاجتماعية والفسيولوجية للمجتمعات في المنطقة، هذا الخليج الصغير الذي كان منطقة انتقال حر على أطرافه؛ قوارب صغيرة تقطع الخليج شرقه بغربه، شماله بجنوبه، من أجل لقمة عيش كريمة، أو هرباً من تحولات اقتصادية كبيرة دفعت بالإنسان للتنقل والهجرة دون ورقة مرور، ودون إذن من رجال الجمارك، لأنه ببساطة لم تكن هناك دول ومكاتب جمارك. فجأة وجد نفسه مع تأسيس الدولة الحديثة منتصف القرن العشرين ضمن سياقات مجبَر عليها بحكم سلطة القبيلة والعشيرة العربية من جانب، ونزعة عرقية آرائية فرضها شاه إيران ومن بعده حكم الملالي المتطرف من جانب آخر. وفي الجانبين ثمة شعوب تكافح لقمة العيش، بانضوائها تحت عباءة القبيلة، أو المذهب على حساب دساتير حقيقية غائبة تدفع بالتنمية البشرية نحو واقع أفضل.
أما في إشارتك لموضوع الجاليات؛ فهذا موضوع آخر لم أتناوله في تجربتي، وهو يخص مهاجرين عاملين جاءوا من آسيا في مرحلة الطفرة النفطية لحاجة دول الخليج العربية إلى العمالة مع سرعة التنمية الاقتصادية، وتركت آثاراً خطيرة في الوقت الحاضر. انظر معي وقل لي: ماذا ترى؟ أليست ثمة ملامح لسنغافورة أخرى في الخليج العربي، أو صحراء تمتد على طول الخليج. ما شكل دول الخليج بعد مائة سنة من اليوم؟

«المحيط الإنجليزي»

> تختلف «المحيط الإنجليزي» عن كل رواياتك وأعمالك الأخرى، في الحجم وفي التكنيك الروائي؛ لماذا هذا النفَس الطويل بعد سلسلة روايات قصيرة أقرب لـ«النوفيلا»؟
- هذا الأمر كان واضحاً منذ البداية، مع وضع المعالجة ورسم خريطة الرواية وبناء الشخصيات وتعددها. رواياتي السابقة كانت قائمة على البطل الواحد ومحيطه الاجتماعي والمكان الواحد، وهي إما قرية أو مدينة في البحرين. هنا المسألة أضحت مختلفة مع بناء خطين زمنين مختلفين، تتوالد معهما شخصيات رئيسية كثيرة، تنتقل في فضاء مكاني شاسع ما بين الهند الغربية وأفريقيا الشرقية وشبه الجزيرة وعمان وبلوشستان والبحرين.
> لماذا تخفّفت من الكتابة الفانتازية في «المحيط الإنجليزي»؟ هل هي صحوة روائية متأخرة، أم مجاراة رغبات القارئ العام الذي صار ينتظر رواية بحبكة متماسكة؟
- أنا شخصياً لم أكتب أدباً «فانتازيا» بمعنى المصطلح حتى أتخفف منه، كتاباتي السابقة تميل إلى الاهتمام اللغوي والشعري في بناء جملة السرد الروائي، وهو الأمر الذي ما زلتُ أهتم به عبر اللغة، ومتخففاً من الصورة والجملة الشعرية لصالح طبيعة السرد وحبكتها.
> هذه الرواية، «المحيط الإنجليزي»، التي وُصفت مراراً بأنها سرديّة للتعايش، وقد سبقتها تجربتك الروائية الأولى «التنور... غيمة لباب البحرين»، وكل هذه اللوحة التي تم رسمها لمجتمع متعدد ومتنوع في الهويات والأصول والأعراق، إلى أي حد يمكن أن تصمد هذه الصورة الزاهية إذا تعرضت لامتحان انفجار الهويات؟
- لا يوجد شيء يصمد أمام انفجار الهويات، ويكفي النظر إلى كتب التاريخ لتبيان حجم القتل والاضطهاد بداعي اختلاف الهويات، والمفاضلة بينها على كل المستويات. منذ اشتغال التخيّل عند الإنسان، وضمن صراعه للبقاء أضحى الآخر المختلف عن الجماعة، وهو شخص خارج عنها ويتوجب الخضوع لهم، وإلا يُطرَد أو يُقتل. وهكذا سارت الحضارات القديمة في بناء ذاتها، فهي إما ثمرة النزعة العدمية والميتافيزيقية، أو ثمرة مصالح المجتمع الزراعي الأول. وهكذا سارت بأممها نحو مسارات لفهم ذاتها وفهم محيطها. وهذا أدى إلى حروب بشعة وتمثيل في الآخر المختلِف.
ورغم ما وصلنا إليه اليوم من رؤية في فهم التاريخ البشري للإنسان، فإن النزعات الطائفية ما زالت ماثلة في المجتمعات. وأعتقد أننا نحملها من جين «الأنا» القديم الذي ما زال له موقع قدم في المخ. وبدليل أن ما يجري الآن منذ مقتل الأميركي الأسود، جورج فلويد، يؤكد على حضور الصياغات الإدراكية في تفسير العلاقة الشائكة بين الأميركي الأبيض والأسود، مع أنه في التعريفات للأميركي الأبيض نقول: أميركي فقط. أما إن كان أسودَ فهو أميركي أفريقي وأميركي أصفر للآسيويين. وما زال زلزال «فلويد» يواجه هذا البلد الديمقراطي بكثير من التحديات، فما بالك بالحديث عن واقعنا العربي الذي يغيب فيه كل شيء؟!
> كتّبتَ مجموعة قصصية واحدة هي (البياض)، ثم كتبتَ أربع روايات؛ ما الأسباب التي دعتك للانتقال من القصة إلى الرواية؟
- لم أنقطع عن كتابة القصة القصيرة بعد «البياض»، بل نشرت كثيراً منها في المجلات الأدبية والثقافية، ولكنني لم أجمعها في كتاب، ومع انشغالي بكتابة «التنور» ارتكزت التجربة بعدها على موضوع الهويات، وتكريس المرحلة في الاهتمام بكتابة السيناريو الأمر الذي أبعدني عن كتابة القصة القصيرة. لقد وجدت في كتابة الرواية والسيناريو السينمائي إمكانيات وتحديات صعبة وجميلة.
> في ضوء اهتمامك بالسينما، وقد كتبت نحو 16 فيلماً روائياً، ما علاقة السرد بالسينما؟
- السينما كخطاب سردي له مقوماته الخاصة، ولعل أهم هذه العناصر توفر الحكاية أو القصة، عبر بناء الشخصيات بسياقات درامية، والكتابة بطريقة تسمح لنقلها عبر الكاميرا إلى صور متتابعة تحافظ على السرد بصرياً، وتمنحه جمالياته الخاصة.
> لك اهتمام بكتابة النص المفتوح، وكذلك النص المسرحي فهل حققتَ ما ترغب فيه من هذا الاهتمام؟
- الكتابة مشروع مفتوح على كل الاحتمالات.
> كتبت نصوصاً مسرحية، وحصلَتْ مسرحيتك «درب المصل» على الجائزة الأولى في مسابقة التأليف المسرحي لوزارة الإعلام (2005)، لماذا يعاني المسرح دائماً من أزمة النصّ؟
- لا أرى مسرحاً يعاني فيه المسرح، ثمة خلل في الرؤية تجاه المسرح تتحملها الدولة والمؤسسات المسرحية. أعتقد أن المسرح يعاني من أزمة مسرحيين أكثر من أزمة النص المسرحي. ويعاني من افتقار الرؤية لأهميته ودوره في المجتمع من قبل الدولة والمسرحي نفسه.



بطلة «سنو وايت»: الفيلم يُنصف قِصار القامة ويواجه التنمر

مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)
مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)
TT

بطلة «سنو وايت»: الفيلم يُنصف قِصار القامة ويواجه التنمر

مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)
مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)

رغم وقوفها أمام عدسات السينما ممثلة للمرة الأولى، فإن المصرية مريم شريف تفوقت على ممثلات محترفات شاركن في مسابقة الأفلام الطويلة بالدورة الرابعة لـ«مهرجان البحر الأحمر السينمائي» التي تَنافس على جوائزها 16 فيلماً، وترأس لجنة تحكيمها المخرج العالمي سبايك لي، لتحوز جائزة «اليسر» لأفضل ممثلة عن أدائها لشخصية «إيمان»، الشابة التي تواجه التّنمر بسبب قِصرِ قامتها في فيلم «سنو وايت»، وذلك خلال حفل ختام المهرجان الذي أقيم الخميس في مدينة جدة السعودية.

وعبّرت مريم عن سعادتها بهذا الفوز قائلة لـ«الشرق الأوسط»: «الحمد لله، هذه فرحة كبيرة تكلّل جهودنا طوال فترتي التحضير والتصوير، لكنني أحتاج وقتاً لأستوعب ذلك، وأشكر أستاذة تغريد التي أخضعتني لورشِ تمثيلٍ عدة؛ فكُنا نجلس معاً لساعات طوال لتُذاكر معي الدّور وتوضح لي أبعاد الشخصية، لذا أشكرها كثيراً، وأشكر المنتج محمد عجمي، فكلاهما دعماني ومنحاني القوة والثقة لأكون بطلة الفيلم، كما أشكر مهرجان (البحر الأحمر السينمائي) على هذا التقدير».

المخرجة تغريد أبو الحسن بين منتج الفيلم محمد عجمي والمنتج محمد حفظي (إدارة المهرجان)

سعادة مريم تضاعفت بما قاله لها المخرج سبايك لي: «لقد أذهلني وأبهجني برأيه حين قال لي، إن الفيلم أَثّر فيه كثيراً بجانب أعضاء لجنة التحكيم، وإنني جعلته يضحك في مشاهد ويبكي في أُخرى، وقلت له إنه شرفٌ عظيم لي أن الفيلم حاز إعجابك وجعلني أعيش هذه اللحظة الاستثنائية مع أهم حدث في حياتي».

وأضافت مريم شريف في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أنها لم تُفكّر في التمثيل قبل ذلك لأن السينما اعتادت السخرية من قِصار القامة، وهو ما ترفضه، معبّرة عن سعادتها لتحقيق العمل ردود أفعال إيجابية للغاية، وهو ما كانت تتطلّع إليه، ومخرجته، لتغيير أسلوب تعامل الناس مع قِصار القامة لرؤية الجمال في الاختلاف، وفق قولها: «نحن جميعاً نستحق المساواة والاحترام، بعيداً عن التّهكم والسخرية».

وكان قد شهد عرض الفيلم في المهرجان حضوراً لافتاً من نجوم مصريين وعرب جاءوا لدعم بطلته من بينهم، كريم فهمي الذي يشارك بصفة ضيف شرف في الفيلم، وبشرى التي أشادت بالعمل، وكذلك أمير المصري ونور النبوي والمنتج محمد حفظي.

قُبلة على يد بطلة الفيلم مريم شريف من الفنان كريم فهمي (إدارة المهرجان)

واختارت المخرجة أن تطرح عبر فيلمها الطويل الأول، أزمة ذوي القامة القصيرة الذين يواجهون مشاكل كبيرة، أقلّها تعرضهم للتنمر والسخرية، وهو ما تصدّت له وبطلتها عبر أحداث الفيلم الذي يروي قصة «إيمان» قصيرة القامة التي تعمل موظفة في أرشيف إحدى المصالح الحكومية، وتحلم مثل كل البنات بلقاءِ فارس أحلامها وتتعلق بأغنية المطربة وردة الجزائرية «في يوم وليلة» وترقص عليها.

وجمع الفيلم بين بطلته مريم شريف وبعض الفنانين، ومن بينهم، كريم فهمي، ومحمد ممدوح، ومحمد جمعة، وخالد سرحان، وصفوة، وكان الفيلم قد فاز بوصفه مشروعاً سينمائياً بجائزة الأمم المتحدة للسكان، وجائزة الجمعية الدولية للمواهب الصاعدة في «مهرجان القاهرة السينمائي».

وعلى الرغم من أن مريم لم تواجه الكاميرا من قبل، بيد أنها بدت طبيعية للغاية في أدائها وكشفت عن موهبتها وتقول المخرجة: «كنت مهتمة أن تكون البطلة غير ممثلة ومن ذوات القامة القصيرة لأحقق المصداقية التي أردتها، وحين التقيت مريم كانت هي من أبحث عنها، وكان ينقصنا أن نقوم بعمل ورش تمثيل لها، خصوصاً أن شخصية مريم مختلفة تماماً عن البطلة، فأجرينا تدريبات مطوّلة قبل التصوير على الأداء ولغة الجسد والحوار، ووجدت أن مريم تتمتع بذكاء لافت وفاجأتني بموهبتها».

لم يكن التمثيل يراود مريم التي درست الصيدلة في الجامعة الألمانية، وتعمل في مجال تسويق الأدوية وفق تأكيدها: «لم يكن التمثيل من بين أحلامي لأن قِصار القامة يتعرضون للسخرية في الأفلام، لكن حين قابلت المخرجة ووجدت أن الفيلم لا يتضمّن أي سخرية وأنه سيُسهم في تغيير نظرة كثيرين لنا تحمست، فهذه تجربة مختلفة ومبهرة». وفق تعبيرها.

ترفض مريم لقب «أقزام»، وترى أن كونهم من قصار القامة لا يحدّ من قدرتهم ومواهبهم، قائلة إن «أي إنسان لديه مشاعر لا بد أن يتقبلنا بدلاً من أن ننزوي على أنفسنا ونبقى محبوسين بين جدران بيوتنا خوفاً من التنمر والسخرية».

تغريد أبو الحسن، مخرجة ومؤلفة الفيلم، درست السينما في الجامعة الأميركية بمصر، وسافرت إلى الولايات المتحدة للدراسة في «نيويورك أكاديمي» قبل أن تُخرج فيلمين قصيرين، وتعمل بصفتها مساعدة للمخرج مروان حامد لسنوات عدّة.

المخرجة تغريد أبو الحسن وبطلة الفيلم مريم شريف (إدارة المهرجان)

وكشفت تغريد عن أن فكرة الفيلم تراودها منذ 10 سنوات: «كانت مربية صديقتي من قِصار القامة، اقتربتُ منها كثيراً وهي من ألهمتني الفكرة، ولم أتخيّل أن يظهر هذا الفيلم للنور لأن القصة لم يتحمس لها كثير من المنتجين، حتى شاركنا الحلم المنتج محمد عجمي وتحمس له».

العلاقة التي جمعت بين المخرجة وبطلتها كانت أحد أسباب تميّز الفيلم، فقد تحولتا إلى صديقتين، وتكشف تغريد: «اقتربنا من بعضنا بشكل كبير، وحرِصتُ على أن تحضر مريم معي ومع مدير التصوير أحمد زيتون خلال معاينات مواقع التصوير حتى تتعايش مع الحالة، وأخبرتها قبل التصوير بأن أي مشهد لا ترغب به سأحذفه من الفيلم حتى لو صوّرناه».

مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)

وتلفت تغريد إلى مشروعٍ سينمائيّ يجمعهما مرة أخرى، في حين تُبدي مريم سعادتها بهذا الالتفاف والترحيب من نجوم الفن الذين شاركوها الفيلم، ومن بينهم: كريم فهمي الذي عاملها برفق ومحبة، ومحمد ممدوح الذي حمل باقة ورد لها عند التصوير، كما كان كل فريق العمل يعاملها بمودة ولطف.