«الطاقة الذرية» تبدأ مشاورات مع طهران لإتاحة مواقع غير معلنة للمتفشين

ظريف نفى وصول غروسي إلى طهران بتفعيل آلية «سناب باك»

المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي يستقبل المدير العام للوكالة الدولية رافائيل غروسي في مطار الخميني بطهران أمس (التلفزيون الإيراني)
المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي يستقبل المدير العام للوكالة الدولية رافائيل غروسي في مطار الخميني بطهران أمس (التلفزيون الإيراني)
TT

«الطاقة الذرية» تبدأ مشاورات مع طهران لإتاحة مواقع غير معلنة للمتفشين

المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي يستقبل المدير العام للوكالة الدولية رافائيل غروسي في مطار الخميني بطهران أمس (التلفزيون الإيراني)
المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي يستقبل المدير العام للوكالة الدولية رافائيل غروسي في مطار الخميني بطهران أمس (التلفزيون الإيراني)

تبدأ الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإيران جولة مشاورات في طهران، تهدف إلى إتاحة موقعين سريين للمفتشين الدوليين، بعد نحو شهرين من إدانة طهران في مجلس حكام الوكالة الدولية بسبب عدم تلبية مطالبها والرد على أسئلة حول أنشطة غير معلنة.
وهبطت طائرة المدير العام للوكالة الدولية، رافائيل غروسي بمطار «الخميني الدولي» في جنوب طهران، حيث استقبله بهروز كمالوندي، نائب رئيس والمتحدث باسم المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية، حسب صور نقلها التلفزيون الرسمي الإيراني.
وسبق وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، وصول غروسي، بتصريحات لوسائل الإعلام الإيرانية قال فيها، إن «لا صلة بین زیارة مدير الوكالة الدولية وبين تفعيل آلية (سناب باك)».
وتحفظ ظريف على تسمية آلية «سناب باك» المنصوص عليها في الاتفاق النووي، وقال إنها «مصطلح غير صحيح روّجه الأميركيون»، معرباً عن استعداد بلاده إقامة العلاقات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقال «لن نسمح للذين يعارضون الوكالة الدولية ويخلون الأمن الدولي بامتلاكهم الأسلحة النووية، أن يستغلوا أهداف الوكالة».
وكان مجلس حكام الوكالة الدولية، تبنى قراراً في يونيو (حزيران) الماضي، هو الأول من نوعه بعد ثماني سنوات، باقتراح من الثلاثي الأوروبي المشارك في الاتفاق النووي؛ فرنسا وألمانيا وبريطانيا، وعارضته روسيا والصين، وهو يطالب إيران بالتعاون الكامل دون تأخير في تنفيذ معاهدة حظر الانتشار النووي والبروتوكول الإضافي، وإتاحة موقعين يشتبه بوجود أنشطة نووية غير معلنة فيهما، وكشفت عنهما معلومات استخباراتية إسرائيلية.
وأثار القرار مخاوف بين الإيرانيين من نقل ملف إيران إلى مجلس الأمن، في حال قررت الوكالة تقديم تقرير حول عدم التعاون الإيراني إلى مجلس الأمن. وقالت إيران قبل تبني القرار، إن سعي المفتشين الدوليين للوصول إلى أماكن معينة مبني على أساس «معلومات ملفقة»، واتهمت الولايات المتحدة وإسرائيل بممارسة الضغوط على الوكالة الدولية.
وعشية اجتماع مجلس الحكام، وبعد نشر مذكرة من الوكالة الدولية بشأن الأنشطة الإيرانية، حاول ظريف قطع الطريق على التحرك الدولي، بإعلان استعداد بلاده «حل جميع المشكلات التي واجهتها».
وهذه أول زيارة يقوم بها غروسي منذ انتخابه مديراً للوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقالت المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية، أول من أمس، إن الوكالة الدولية تريد الوصول إلى موقع بمدينة شهرضا، في محافظة أصفهان، وموقع آخر في طهران لم تحدده.
وفي أول مؤتمر صحافي، قال المتحدث الجديد باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، إن «سناب باك» مفردة «مزيفة، جرى ترويجها من الأميركيين».
وخلال الأيام الماضية، نشر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو تسجيل فيديو لوزير الخارجية الأميركي الأسبق، جون كيري، الذي قاد فريق التفاوض ووقّع الاتفاق النووي مع إيران، وهو يشرح آلية «سناب باك»، وذلك في رد ضمني على مفاوضين في فريق كيري انتقدوا سياسة إدارة ترمب.
وقال خطيب زاده، إن المشاورات التي يجريها مدير الوكالة الدولية، اليوم وغداً (الأربعاء)، ستشمل الرئيس الإيراني حسن روحاني ووزير الخارجية محمد جواد ظريف ورئيس منظمة الطاقة الذرية، علي أكبر صالحي، حسب ما نقلت عنه وكالات رسمية إيرانية.
وقال خطيب زاده، إن بلاد تتوقع أن يكون الهدف من زيارة غروسي «مثل الزيارات السابقة، تثبيت وتعزيز التعاون الثنائي»، مضيفاً «إننا واثقون من أن الحوار وفق أصل الحياد ومع أخذ المعايير الفنية بعيداً عن القضايا السياسية، سيساعد على حل المشكلات الأخيرة بين إيران والوكالة الدولية». وأضاف لاحقاً، إن «المفاوضات ستكون مثمرة ما دامت الوكالة تكون حيادية ومستقلة وبعيدة من الضغوط السياسية وتدخل أطراف ثالثة».
ورفض خطيب زاده التعليق على تصريحات المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، حول وجود عمل تخريبي في انفجار شهدته منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم الشهر الماضي. وقال إن الخارجية تتوقع إصدار تقرير رسمي حول ما حدث في نطنز لإعلان موقفها من الحادث. وفي جزء آخر من تصريحاته، قال خطيب زاده، إن مسؤولين من الوكالة الدولية يقومون بزيارة إيران، لكن بلاده كانت تنتظر زيارة غروسي منذ تعيينه في الخريف الماضي، موضحاً أن الزيارة تأجلت قبل هذا بسبب «كورونا»، موضحاً أن مفاوضات «مكثفة جرت بعد بروز خلافات بين إيران والوكالة الدولية».
حول طلب روسي لعقد اجتماع لجنة الاتفاق النووي، في مطلع سبتمبر (أيلول)، في فيينا، إن الاجتماع «يقام وفق المسار السابق، لكنه تأجل لأيام، ولا علاقة بالتطورات الأخيرة في عقد الاجتماع»، غير أنه أثنى على دخول العلاقات الإيرانية - الروسية إلى «مرحلة استراتيجية بشكل طبيعي».
وأعرب خطيب زاده، دون أن يذكر اسم حظر السلاح، أن تستفيد بلاده من بنود في الاتفاق النووي تنص على رفع العقوبات. وقال «نأمل أن نسمع صوتاً واحداً يخص الاتفاق النووي في اللجنة المشتركة»، لافتاً إلى أن كبير المفاوضين الإيرانيين ونائب وزير الخارجية، عباس عراقجي سيقود الفريق الإيراني في الاجتماع المقبل.



قائد «الحرس الثوري» يدافع عن الانسحاب ويلوم الجيش السوري

قائد «الحرس الثوري» يتحدث أمام مؤتمر لقادة قواته اليوم (إرنا)
قائد «الحرس الثوري» يتحدث أمام مؤتمر لقادة قواته اليوم (إرنا)
TT

قائد «الحرس الثوري» يدافع عن الانسحاب ويلوم الجيش السوري

قائد «الحرس الثوري» يتحدث أمام مؤتمر لقادة قواته اليوم (إرنا)
قائد «الحرس الثوري» يتحدث أمام مؤتمر لقادة قواته اليوم (إرنا)

دافع قائد «الحرس الثوري» حسين سلامي عن انسحاب قواته من سوريا، قائلاً إنه «يجب أن تتغير الاستراتيجيات بما يتناسب مع الظروف»، وذلك بعد الإطاحة بحليف طهران الأبرز في المنطقة، بشار الأسد.

ونقلت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن سلامي قوله في اجتماع لقادة «الحرس الثوري» إن «أبناء الحرس كانوا آخر مَن غادروا خطوط المقاومة».

وأضاف سلامي: «البعض يتوقع منا أن نقاتل بدلاً من الجيش السوري»، متسائلاً: «هل من المنطقي أن نُشغل كل قوات الحرس الثوري والباسيج في القتال داخل بلد آخر بينما جيش ذلك البلد يقف متفرجاً؟».

وأوضح: «من جهة أخرى، كانت جميع الطرق المؤدية إلى سوريا مغلقة أمامنا. النظام كان يعمل ليلاً ونهاراً لتقديم كل ما يمكن من الدعم، لكننا كنا مضطرين للتعامل مع حقائق الوضع في سوريا. نحن ننظر إلى الواقع ونعمل وفقاً للحقائق».

وأدان «الحرس الثوري»، في بيان شديد اللهجة، «استمرار العدوان والتدخلات من قبل الحكومة الأميركية والكيان الصهيوني في سوريا».

وأعلن «الحرس الثوري» أنه «بداية عصر جديد من عملية هزيمة أعداء إيران»، عاداً ما حدث في سوريا «دروساً وعبراً تسهم في تعزيز وتقوية وتحفيز جبهة المقاومة لمواصلة سعيها لطرد الولايات المتحدة من المنطقة (...)».

وقال إن «جبهة المقاومة انتصرت على المؤامرة المركبة لجبهة الباطل».

وأشار بيان «الحرس» إلى ضرورة الحفاظ على السيادة الوطنية ووحدة الأراضي السورية. كما أدان الهجمات الإسرائيلية على البنية التحتية والمرافق الحيوية في سوريا.

من جانبه، قال رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف إن سقوط الأسد «سيتسبب في اختلال في العمق الاستراتيجي للقوى المرتبطة بالجمهورية الإسلامية»، لكنه أشار إلى أن «(حزب الله) في لبنان سيتمكن سريعاً من التكيف مع الظروف الجديدة».

وكرر قاليباف ما قاله مسؤولون إيرانيون من توجيه تحذيرات إلى الحكومة السورية. وقال إن ما حدث «لا مفر منه»، وصرح: «ولو تم الأخذ بهذه التحذيرات في وقتها لما وصلت سوريا إلى حافة الفوضى الداخلية».