«الصحة العالمية»: استخدام البلازما في علاج كورونا لا يزال «تجريبياً»

متعافية من «كورونا» تتبرع ببلازما الدم الخاصة بها (رويترز)
متعافية من «كورونا» تتبرع ببلازما الدم الخاصة بها (رويترز)
TT

«الصحة العالمية»: استخدام البلازما في علاج كورونا لا يزال «تجريبياً»

متعافية من «كورونا» تتبرع ببلازما الدم الخاصة بها (رويترز)
متعافية من «كورونا» تتبرع ببلازما الدم الخاصة بها (رويترز)

قالت منظمة الصحة العالمية إن استخدام بلازما المتعافين من فيروس «كورونا»، لعلاج المصابين بالوباء، لا يزال «تجريبياً»، وإن النتائج الأولية التي تشير إلى فاعليته لا تزال «غير حاسمة».
وبحسب وكالة أنباء «أسوشييتد برس»، فقد قالت كبيرة العلماء بمنظمة الصحة العالمية، سمية سواميناثان، إن البلازما قد استخدمت في القرن الماضي لعلاج كثير من الأمراض المُعدية، بمستويات مختلفة من النجاح. وأضافت: «منظمة الصحة العالمية لا تزال تعدّ العلاج بالبلازما تجريبياً، وتجب مواصلة تقييمه»، مشيرة إلى أن فاعلية العلاج يصعب تعميمها حيث «ينتج الناس مستويات مختلفة من الأجسام المضادة، ويجب جمع البلازما بشكل فردي من المرضى المتعافين لتقييم الفاعلية بشكل دقيق».
وتقول سواميناثان إن الدراسات السابقة المتعلقة بهذا الشأن كانت صغيرة وقدمت «أدلة منخفضة الجودة».
من جهته، قال الدكتور بروس أيلوارد، كبير مستشاري المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، إن العلاج بالبلازما يمكن أن يكون مصحوباً بكثير من الآثار الجانبية؛ من حمى خفيفة وقشعريرة إلى إصابات أكثر خطورة تتعلق بالرئة.
يأتي ذلك بعد ساعات من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال مؤتمر صحافي المصادقة على استخدام بلازما المتعافين من فيروس «كورونا»، لعلاج المصابين بالوباء.
وقبل دقائق فقط من بدء المؤتمر الصحافي للرئيس الأميركي، سبقته «إدارة الأغذية والأدوية الأميركية (إف دي إيه)» بالإعلان عن المصادقة العاجلة التي تندرج ضمن اختصاصها وليس ضمن اختصاص رئيس الدولة.
ويأتي القرار في توقيت يواجه فيه ترمب ضغوطاً هائلة لكبح تفشي الوباء الذي عرقل دوران عجلة أكبر اقتصاد في العالم وألقى بظلاله على احتمالات فوزه بولاية رئاسية ثانية في انتخابات 3 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، بعدما كانت تبدو واعدة.
ويُعتقد أن البلازما (مصل الدم) تحتوي على أجسام مضادة قوية يمكن أن تساعد المصابين بـ«كوفيد19» في محاربة الفيروس بوتيرة أسرع، كما يمكن أن تسهم في الحد من التداعيات الخطرة للإصابة بالوباء.
ورغم أن البلازما مستخدمة حالياً في علاج مصابين بـ«كوفيد19» في الولايات المتحدة ودول أخرى، فإن الجدل لا يزال قائماً بين الخبراء حول مدى فاعليتها، وقد حذّر بعضهم من آثار جانبية لها.
ووصف ترمب الإعلان بأنه «اختراق تاريخي» على مسار علاج «كوفيد19» من شأنه «إنقاذ عدد كبير من الأرواح».
وأشار وزير الصحة الأميركي أليكس عازار إلى أن النتائج الأولية تبيّن أن معدّل البقاء على قيد الحياة أعلى بنسبة 35 في المائة لدى المصابين الذين تلقوا هذا العلاج.
ويقول لين هوروفيتس، المختص بالأمراض الرئوية في مستشفى «لينوكس هيل» بمدينة نيويورك، إنّ «بلازما المتعافين مفيدة على الأرجح، رغم أن هذا الأمر غير مثبت بتجارب سريرية، لكنه ليس علاجاً إنقاذياً لمرضى مصابين بعوارض حادة».
ويرجّح أن تكون البلازما أكثر فاعلية لدى الذين خالطوا للتو مصابين بالفيروس، أي في المرحلة التي يحاول فيها الجسم القضاء على الالتهاب.
وسبق أن وافقت «إدارة الأغذية والأدوية الأميركية» على استخدام بلازما المتعافين من فيروس «كورونا» في علاج مصابين وفق شروط معينة على غرار التجارب السريرية والمرضى الذين يعانون عوارض بالغة الخطورة.


مقالات ذات صلة

صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

رئيسة «الجنائية الدولية» تنتقد أميركا وروسيا بسبب التهديدات الموجّهة للمحكمة

خارج المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بهولندا 26 يونيو 2024 (أ.ب)
خارج المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بهولندا 26 يونيو 2024 (أ.ب)
TT

رئيسة «الجنائية الدولية» تنتقد أميركا وروسيا بسبب التهديدات الموجّهة للمحكمة

خارج المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بهولندا 26 يونيو 2024 (أ.ب)
خارج المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بهولندا 26 يونيو 2024 (أ.ب)

انتقدت رئيسة المحكمة الجنائية الدولية، الولايات المتحدة وروسيا، بسبب تدخلهما في تحقيقات المحكمة، ووصفت التهديدات والهجمات على المحكمة بأنها «مروعة».

وقالت القاضية توموكو أكاني، في كلمتها أمام الاجتماع السنوي للمحكمة الذي بدأ اليوم (الاثنين)، إن «المحكمة تتعرض لتهديدات بعقوبات اقتصادية ضخمة من جانب عضو دائم آخر في مجلس الأمن، كما لو كانت منظمة إرهابية»، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

وأضافت: «إذا انهارت المحكمة، فإنّ هذا يعني حتماً انهيار كلّ المواقف والقضايا... والخطر على المحكمة وجودي».

وكانت أكاني تشير إلى تصريحات أدلى بها السيناتور الأميركي، ليندسي غراهام، الذي سيسيطر حزبه الجمهوري على مجلسي الكونغرس الأميركي في يناير (كانون الثاني) المقبل، والذي وصف المحكمة بأنها «مزحة خطيرة»، وحض الكونغرس على معاقبة المدعي العام للمحكمة.

القاضية توموكو أكاني رئيسة المحكمة الجنائية الدولية (موقع المحكمة)

وقال غراهام لقناة «فوكس نيوز» الأميركية: «أقول لأي دولة حليفة، سواء كانت كندا أو بريطانيا أو ألمانيا أو فرنسا: إذا حاولت مساعدة المحكمة الجنائية الدولية، فسوف نفرض ضدك عقوبات».

وما أثار غضب غراهام إعلان المحكمة الجنائية الدولية الشهر الماضي، أن قضاة المحكمة وافقوا على طلب من المدعي العام للمحكمة كريم خان بإصدار مذكرات توقيف بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق، والقائد العسكري لحركة «حماس» بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية فيما يتصل بالحرب المستمرة منذ ما يقرب من 14 شهراً في غزة.

وقوبل هذا القرار بإدانة شديدة من جانب منتقدي المحكمة، ولم يحظَ إلا بتأييد فاتر من جانب كثير من مؤيديها، في تناقض صارخ مع الدعم القوي الذي حظيت به مذكرة اعتقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العام الماضي، على خلفية تهم بارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا.

كما وجهت أكاني، اليوم (الاثنين)، أيضاً انتقادات لاذعة لروسيا، قائلة: «يخضع كثير من المسؤولين المنتخبين لمذكرات توقيف من عضو دائم في مجلس الأمن».

وكانت موسكو قد أصدرت مذكرات توقيف بحق كريم خان المدعي العام للمحكمة وآخرين، رداً على التحقيق في ارتكاب بوتين جرائم حرب بأوكرانيا.