الأردن: العام الدراسي مطلع سبتمبر... ومخاوف من انتشار واسع لـ«كوفيد ـ 19»

رئيس الوزراء شدد على ضرورة التزام الإجراءات الاحترازية

طفل أردني يخضع لفحص «كورونا» في مدينة الرمثا في 17 أغسطس (إ.ب.أ)
طفل أردني يخضع لفحص «كورونا» في مدينة الرمثا في 17 أغسطس (إ.ب.أ)
TT

الأردن: العام الدراسي مطلع سبتمبر... ومخاوف من انتشار واسع لـ«كوفيد ـ 19»

طفل أردني يخضع لفحص «كورونا» في مدينة الرمثا في 17 أغسطس (إ.ب.أ)
طفل أردني يخضع لفحص «كورونا» في مدينة الرمثا في 17 أغسطس (إ.ب.أ)

يرافق اقتراب موعد العام الدراسي الجديد في الأردن، المحدد في الأول من ستمبر (أيلول)، مخاوف من انتشار فيروس كورونا المستجد بين الطلبة، خصوصاً بعد اكتشاف بؤر جديدة للمرض في العاصمة عمّان والزرقاء وإربد، وتنفيذ حملات عزل لعشرات البنايات.
ويتخوف أولياء أمور طلبة من عودة أبنائهم إلى المدارس، بعد ارتفاع أرقام الإصابات المحلية، وضعف البنى التحتية المدرسية خصوصاً في المحافظات والقرى النائية، فيما عبّر كثيرون عن قلقهم من عدم التزام الطلبة بإجراءات السلامة العامة. وأكد وزير التربية والتعليم تيسير النعيمي أن العام الدراسي قائم بموعده ضمن ترتيبات معينة سيعلن عنها خلال الأيام القادمة، مشيراً في تصريحات تلفزيونية إلى أن الوزارة تدرس جملة من الاحتمالات فيما يتعلق بشكل عودة الطلبة في بعض المناطق، وليس جميعها. وحول احتمالات عودة المدارس، كشف رئيس الوزراء عمر الرزاز خلال إيجاز متلفز، أن هناك مجموعة بدائل جاهزة تعتمد على مستوى الخطورة حسب المنطقة، وذلك بحسب تطورات الوضع الوبائي، مشيراً إلى أن بعض المدارس الحكومية والخاصة ستداوم كالمعتاد مع الالتزام بالمتطلبات الصحية، وبعضها بشكل جزئي، والأقلية في الأماكن التي يجري عزلها سيكون التعلم فيها عن بعد.
وشهدت المملكة قفزات في أرقام المصابين بفيروس كورونا المستجد، بعد اكتشاف خلل على المعابر الحدودية وتسرب حالات من المصابين، وضعف إجراءات الموظفين هناك. وكشفت إحصاءات وزارة الصحة ارتفاعاً غير مسبوق في الحالات بعد تسجيل نحو 120 إصابة خلال الأيام الخمسة الماضية، وذلك بالتزامن مع تنفيذ حملات عزل لعشرات البنايات والمؤسسات التي تبين وجود مصابين داخلها، ووسط تحذيرات رسمية من عدم معرفة مصادر العدوى، ليتخلل ذلك عودة لإجراءات متشددة في تضييق حركة المواطنين وإغلاق المنشآت عند الساعة العاشرة ليلاً.
وسجل الأردن، أمس، وفاة جديدة بفيروس كورونا، ليرتفع عدد الوفيات إلى 11 وفاة، مع ارتفاع أرقام المصابين إلى 1576 حالة منذ الإعلان عن أول إصابة في مطلع مارس (آذار) الماضي، ويتلقى العلاج منهم في المستشفيات الحكومية 291 حالة، مع تسجيل ارتفاع متزايد في الإصابات في المدن الرئيسية الكبرى.
وفي إيجاز متلفز، أكّد رئيس الوزراء الأردني أن الحكومة، ولغايات الحد من الأثر الاجتماعي والاقتصادي لجائحة كورونا، ستتدرج بآلية الحظر على مستوى الحي أو اللواء أو المحافظة، مضيفاً: «ولن نتوانى عن أي إجراء من شأنه حماية المواطن من هذه الجائحة»، مشيراً إلى تقديرات منظمة الصحة العالمية بأن العالم لن يتخلص منها قبل عامين من الآن.
وشدد الرزاز على أن الحكومة أصبحت أكثر استعداداً للتعامل مع الموجة الثانية من الجائحة التي تجتاح غالبية دول العالم بوتيرة إصابات أعلى بكثير مما كانت عليه سابقاً، ولفت إلى أنه وبتوجيه من العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني تم افتتاح عدد من المراكز الصحية والمستشفيات، وتطوير مستشفيات أخرى وزيادة أسرة العناية الحثيثة وأجهزة التنفس.
ورد الرزاز على المشككين بأرقام الإصابات في البلاد بقوله: «من حق الإنسان أن يصدّق أو لا يصدّق أي شيء، فقناعات الإنسان حقه ولا يستطيع أي شخص فرض قناعات أخرى عليه؛ لكن ليس من حق الإنسان أن يتصرّف بطريقة تعرّض حياة الآخرين للخطر، أكان عن قناعة، أو مجرد تراخٍ في الالتزام».
وشدد رئيس الوزراء على الإجراءات الاحترازية والوقائية التي اتخذتها الحكومة في الأيام القليلة الماضية للحد من انتشار الوباء، بدءاً «بإغلاق حدود جابر مؤقتاً لضمان سلامة الإجراءات، مروراً بإجراءات إعادة النظر بآليات العمل في معبر العمري، وعزل لواء الرمثا ومراقبة بعض البؤر في العاصمة عن كثب، والاستمرار في زيادة عدد فرق التقصي الوبائي التي تضاعفت من 25 إلى 95 في الأسابيع الأخيرة، وبفحوصاتها الموجهة إلى البؤر المحتملة وانتهاء بالفحص العشوائي لاستباق تفشي العدوى».



مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

جدد بناء «كشك نور» بالطوب الأحمر، في مكان بارز بمنطقة الجمالية الأثرية في مصر، مطالب خبراء أثريين بتشديد الرقابة على المناطق الأثرية وحمايتها من الاعتداء بالاستناد إلى قانون حماية الآثار.

ويرى الخبير الأثري الدكتور محمد حمزة أن واقعة بناء كشك كهرباء داخل «حرم موقع أثري»، صورة من أوجه مختلفة للاعتداء على الآثار في مصر، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، ويضيف: «يمثل هذا الكشك مثالاً لحالات البناء العشوائي التي لا تراعي خصوصية المناطق الأثرية، وتشويهاً معمارياً مثل الذي شهدته بنفسي أخيراً ببناء عمارة سكنية في مواجهة جامع «الحاكِم» الأثري في نهاية شارع المعز التاريخي، بما لا يتلاءم مع طراز المنطقة، وأخيراً أيضاً فوجئنا بقرار بناء مسرح في حرم منطقة سور مجرى العيون الأثرية، وهناك العديد من الأمثلة الأخيرة الخاصة بهدم آثار كالتعدي على قبة الشيخ عبد الله بمنطقة عرب اليسار أسفل قلعة صلاح الدين الأيوبي، وتلك جميعها صور من الاعتداء التي تتجاهل تماماً قوانين حماية الآثار».

كشك كهرباء باب النصر (حساب د. محمد حمزة على فيسبوك)

وحسب الدكتور محمد عبد المقصود، الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار، فإن بناء هذا الكشك «هو حالة متكررة لمخالفة قانون حماية الآثار بشكل واضح»، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، مضيفاً: «يجب أن تتم إزالته، فهو يؤثر بشكل واضح على بانوراما المكان الأثري، علاوة على أنه كيان قبيح ولا يليق أن يتم وضعه في موقع أثري، ويتسبب هذا الكشك في قطع خطوط الرؤية في تلك المنطقة الأثرية المهمة».

ويضيف عبد المقصود: «المؤسف أن وزارة السياحة والآثار لم تعلق على هذا الأمر بعد، مثلما لم تعلق على العديد من وقائع الاعتداء على مواقع أثرية سواء بالبناء العشوائي أو الهدم قبل ذلك، رغم أن الأمر يقع في نطاق مسؤوليتهم».

قانون الآثار المصري يمنع بناء مبان أعلى من المنشآت الأثرية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وأثار تشويه بعض نقوش مقبرة مريروكا الأثرية في منطقة سقارة بالجيزة (غرب القاهرة) ضجة واسعة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وسط دعوات بضرورة تطبيق قانون حماية الآثار الذي تنص المادة 45 منه رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته، على أنه «يعاقَب كل من وضع إعلانات أو لوحات للدعاية أو كتب أو نقش أو وضع دهانات على الأثر أو شوّه أو أتلف بطريق الخطأ أثراً عقارياً أو منقولاً أو فصل جزءاً منه بالحبس مدة لا تقل عن سنة وغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنية ولا تزيد على 500 ألف جنيه أو إحدى هاتين العقوبتين».

الآثار الإسلامية تتوسط غابة من الكتل الخرسانية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وترى الدكتورة سهير حواس، أستاذة العمارة والتصميم العمراني بقسم الهندسة المعمارية بجامعة القاهرة، أن منطقة القاهرة التاريخية مسجلة وفقاً لقانون 119 لسنة 2008، باعتبارها منطقة أثرية لها اشتراطات حماية خاصة، وتقول في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «تشمل تلك الحماية القيام بعمل ارتفاعات أو تغيير أشكال الواجهات، وأي تفاصيل خاصة باستغلال الفراغ العام، التي يجب أن تخضع للجهاز القومي للتنظيم الحضاري ووزارة الثقافة».

شكاوى من تشويه صور الآثار الإسلامية بالقاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وحسب القانون يجب أن يتم أخذ الموافقة على وضع أي كيان مادي في هذا الفراغ بما فيها شكل أحواض الزرع والدكك، وأعمدة الإضاءة والأكشاك، سواء لأغراض تجميلية أو وظيفية؛ لذلك فمن غير المفهوم كيف تم بناء هذا الكشك بهذه الصورة في منطقة لها حماية خاصة وفقاً للقانون.

ويرى الخبير الأثري الدكتور حسين عبد البصير أنه «لا بد من مراعاة طبيعة البيئة الأثرية، خاصة أن هناك العديد من الطرق التي يمكن بها تطويع مثل تلك الضرورات كتوسيع الطرق أو البنية التحتية أو إدخال تطويرات كهربائية بطريقة جمالية تلائم النسيج الجمالي والبصري للأماكن الأثرية».