مؤتمر الجمهوريين ينطلق الليلة مستعيناً بنجوم اليمين الأميركي

مقر انعقاد المؤتمر الجمهوري بولاية نورث كارولاينا (أ.ف.ب)
مقر انعقاد المؤتمر الجمهوري بولاية نورث كارولاينا (أ.ف.ب)
TT

مؤتمر الجمهوريين ينطلق الليلة مستعيناً بنجوم اليمين الأميركي

مقر انعقاد المؤتمر الجمهوري بولاية نورث كارولاينا (أ.ف.ب)
مقر انعقاد المؤتمر الجمهوري بولاية نورث كارولاينا (أ.ف.ب)

يسود التوتر أروقة اللجنة المنظمة لمؤتمر الحزب الجمهوري الذي سينعقد على مدى أربع ليالٍ، بدءاً من الليلة، نظراً إلى التحديات التقنية والعملية التي فرضها وباء «كورونا» على تنظيم المؤتمر، بعد إلغاء الفعاليات الحية في مدينة شارلوت بولاية نورث كارولاينا، ثم من مدينة جاكسونفيل في فلوريدا، وتحويل غالبيتها إلى العالم الافتراضي.
نجاح الديمقراطيين في إنجاز مؤتمرهم بأقل قدر ممكن من المشكلات وتمكنهم من اجتذاب ملايين المشاهدين، وضع ضغوطاً كبيرة على الجمهوريين الذين استعانوا بمنتجين تلفزيونيين كبيرين؛ هما سادوكس كيم ومارك بورنيت، اللذين صنعا الشهرة لنجم برنامج «المتدرب» أو «أبرنتيس» الرئيس دونالد ترمب نفسه، على أمل تقديم برنامج متكامل يستطيع الرد على الديمقراطيين الذين استعانوا بهوليوود، لتقديم الدعم والخبرة الفنية، على ما قالته كيلي آن كونواي، مستشارة الرئيس ترمب. كما يشارك المدير التنفيذي السابق للترفيه في شبكة «إن بي سي» تشاك لابيلا الذي شارك أيضاً في إنتاج فيلم عن ترمب.
وبحسب البرنامج الذي بقيت أجزاء كبيرة منه غير معلنة، لأسباب بعضها يتعلق بإضفاء أجواء من الإثارة، وبعضها يتعلق بتحديات الجمع بين العالمين الافتراضي والحقيقي، يرغب الجمهوريون في إقامة فعاليات حية تأخذ في الاعتبار قواعد التباعد الاجتماعي والحفاظ على إجراءات السلامة ولو بحضور محدود، لكنهم يراهنون على أن إشراك عدد من نجومهم وقياداتهم في تلك الفعاليات سيعطي رسالة ثقة وتحدٍ.
ترمب وحلفاؤه وصفوا مراراً مؤتمر الحزب الديمقراطي بأنه «مظلم ومحبط ومضعف». وقال ترمب لشبكة «فوكس نيوز» يوم الخميس: «سنبقي الكثير منه (مؤتمر الحزب الجمهوري) على الهواء أكثر مما فعلوه (الديمقراطيون)... أعتقد أنه أمر ممل للغاية عندما تقوم بتسجيل الأشرطة». وسيظهر ترمب كل ليلة خلال الليالي الأربع عند الساعة العاشرة مساء، وهي ساعة الذروة، من البيت الأبيض، ملقياً خطابات سيحاول من خلالها الرد على الهجمات التي تعرض لها من الديمقراطيين خلال ليالي مؤتمرهم، خصوصاً الدفاع عن سياساته في التصدي لجائحة «كورونا». وتم بناء مسرح في قاعة أندرو دبليو ميلون في واشنطن، حيث سيخاطب معظم المتحدثين جمهوراً مباشراً، بعدما استعان الجمهوريون بخبراء في الوباء لتحديد عدد المتفرجين الذين يمكنهم دخول القاعة، علماً بأن العاصمة واشنطن تحظر التجمعات لأكثر من 50 شخصاً.
قائمة المتحدثين حافلة بأقارب الرئيس وموظفي البيت الأبيض، بما في ذلك دان سكافينو، نائب رئيس الأركان للاتصالات، ولاري كودلو، المستشار الاقتصادي الوطني، ورودي جولياني، المحامي الشخصي للرئيس. وسيشارك أيضاً مارك وباتريشيا مكلوسكي، الزوجان من ولاية ميسوري اللذان حملا السلاح ضد المتظاهرين السود وأصبحا منذ ذلك الحين من نجوم الإعلام اليميني، ونيكولاس ساندمان المراهق من ولاية كنتاكي الذي رفع دعوى قضائية ضد وسائل الإعلام بسبب تغطية لقائه العام الماضي مع مواطن أميركي من السكان الأصليين خلال مظاهرة في واشنطن.
كما سيتحدث تيم سكوت من ساوث كارولاينا، وهو الجمهوري الأسود الوحيد في مجلس الشيوخ، مع اثنين من المرشحين الجمهوريين المحتملين للرئاسة في المستقبل؛ هما السيناتور توم كوتون من أركنساس، ونيكي هايلي السفيرة السابقة لدى الأمم المتحدة.
وبحسب البرنامج، يتوقع أن تبدأ الفعاليات الليلية في الثامنة والنصف مساء، أي قبل نصف ساعة من برنامج الديمقراطيين، علماً بأن شبكات البث الرئيسية لا تبدأ تغطيتها قبل العاشرة. ستتحدث السيدة الأولى ميلانيا ترمب الثلاثاء من حديقة الورود، فيما سيظهر نائب الرئيس مايك بنس الأربعاء، من موقع فورت ماكهنري في ولاية ماريلاند الذي شهد معركة شهيرة في حرب عام 1812 مع البريطانيين التي ألهمت وضع النشيد الوطني الأميركي. وهو ما يعتبره بعض الخبراء القانونيين انتهاكاً لقانون «هاتش» الذي يمنع استخدام الأماكن العامة والتاريخية في أنشطة سياسية. ورد مساعدو ترمب أن مواقع البيت الأبيض المستخدمة تعد جزءاً من إقامة الرئيس، وبالتالي فهي مرخصة للاستخدام السياسي. كما يسخر بعض مساعديه من قانون «هاتش» ويقولون إنهم فخورون بانتهاكه. ومن المقرر أن يقبل الرئيس ترمب ترشيح حزبه الخميس من البيت الأبيض، على أن يتبع ذلك إطلاق الألعاب النارية فوق الحديقة الجنوبية.
لكن بعد ساعات قليلة من قبول ترمب الترشيح، تشهد واشنطن مسيرة ضخمة يوم الجمعة إلى النصب التذكاري للرئيس الأميركي أبراهام لينكولن، الذي يعتبر محرراً للعبيد، للاحتجاج على أوضاع الحقوق المدنية. وتأتي المسيرة في الذكرى السابعة والخمسين لخطاب مارتن لوثر كينغ الشهير «لدي حلم»، تتويجاً لفعاليات اجتماع المجلس الوطني للحقوق المدنية الذي يبدأ أعماله اليوم. واعتبر البعض المسيرة رداً غير مباشر على فعاليات مؤتمر الحزب الجمهوري، بعدما اتهم بأنه سيشرك فيها أشخاصاً مثيرين للجدل في ظل التوتر العرقي القائم في البلاد في الآونة الأخيرة.
ومع القيود الصارمة التي وضعتها عمدة العاصمة مورييل باورز، بسبب وباء «كورونا»، والتي تمنع التجمعات من دون الحفاظ على التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات الإلزامي وفرض قيود على القادمين من ولايات شهد سجل الإصابات فيها ارتفاعاً أخيراً، يسعى المنظمون والمشاركون إلى الالتفاف على تلك الإجراءات، عبر القدوم باكراً إلى ولايتي فيرجينيا وميريلاند، كي لا يفرض عليهم الحجر فيما لو قدموا مباشرة من إحدى الولايات التي تعد بقعة ساخنة بالوباء مثل تكساس وفلوريدا وجورجيا.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.