طموحات سان جيرمان تصطدم بخبرة بايرن ميونيخ في نهائي دوري الأبطال اليوم

«لقاء السحاب» يشهد مواجهة بين أبرز المهاجمين بمشاركة أغلى اللاعبين في العالم

سان جيرمان يبحث عن اللقب الأوروبي الأغلى (أ.ف.ب)
سان جيرمان يبحث عن اللقب الأوروبي الأغلى (أ.ف.ب)
TT

طموحات سان جيرمان تصطدم بخبرة بايرن ميونيخ في نهائي دوري الأبطال اليوم

سان جيرمان يبحث عن اللقب الأوروبي الأغلى (أ.ف.ب)
سان جيرمان يبحث عن اللقب الأوروبي الأغلى (أ.ف.ب)

تتجه أنظار الملايين من عشاق الساحرة المستديرة اليوم صوب العاصمة البرتغالية لشبونة لمتابعة لقاء السحاب الأوروبي بين باريس سان جيرمان الفرنسي وبايرن ميونيخ الألماني في المباراة النهائية لبطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم. ويتطلع كل من الفريقين إلى تتويج مسيرته في هذا الموسم المثير باللقب الغالي الذي أصبح هدفا ملحا لكل من الناديين.
وتشهد المباراة اليوم مواجهة من نوع خاص بين مجموعة من أبرز المهاجمين حيث يقود الخط الأمامي في سان جيرمان أغلى لاعبين في العالم وهما البرازيلي نيمار دا سيلفا والفرنسي الشاب كيليان مبابي حيث انتقلا إلى صفوف الفريق قبل سنوات بمقابل إجمالي بلغ نحو 400 مليون يورو. وفي المقابل، يقود البولندي الخطير روبرت ليفاندوفسكي هجوم بايرن ميونيخ كما يلعب إلى جواره المهاجم الخطير توماس مولر الذي حقق رقما قياسيا للدوري الألماني (بوندسليغا) خلال الموسم المنقضي حيث أصبح أول لاعب يصنع 21 هدفا لزملائه في موسم واحد بالبطولة. كما يتألق إلى جوارهما في الهجوم اللاعب سيرجي غنابري الذي سجل هدفين للفريق في مباراة المربع الذهبي التي فاز فيها على ليون الفرنسي 3/ صفر. هذا بالإضافة إلى المواجهة الألمانية البحتة على مقاعد اللاعبين الاحتياطيين بقيادة المدربين هانزي فليك (بايرن ميونيخ) وتوماس توخل، وكلاهما كال المديح للآخر قبل أيام من المواجهة المرتقبة. وقال فليك بعد فوز فريقه على ليون الفرنسي في نصف النهائي بثلاثية نظيفة «قام توخل بعمل رائع في باريس. فريقه يعمل جيدا، هو يقوم بعمل استثنائي. أتشوق لرؤيته الأحد».
وإذا كانت مقاطعة بافاريا لم تحتفل بتأهل فريقها إلى المباراة النهائية للمرة الحادية عشرة في تاريخه خلافا لما حصل في العاصمة الفرنسية، فذلك لأن بايرن دأب على بلوغ مراحل متقدمة من المسابقة القارية الأهم. فمنذ انطلاق دوري الأبطال عام 1955 (كانت تدعى حينها كأس أبطال الأندية)، خاض بايرن ميونيخ الذي تأسس عام 1900. عشر مباريات نهائية، وإذا نجح في التتويج بلقبه السادس اليوم، فإنه سيعادل رقم ليفربول الإنجليزي مع ستة ألقاب في المركز الثالث وراء ريال مدريد الإسباني حامل الرقم القياسي (13 لقبا) وميلان الإيطالي مع 7.
ومن الفريق الذي توج بطلا عام 2013. لا يزال بايرن يحتفظ بأربعة لاعبين خلال الموسم الحالي وهم قائده حارس المرمى مانويل نوير، وتوماس مولر، وجيروم بواتنغ والإسباني خافي مارتينيز. وفي غياب ريال مدريد والنجمين الكبيرين البرتغالي كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي الفائزين بتسعة من الألقاب الـ13 الأخيرة في هذه المسابقة، يبدو أن تواجد بايرن ميونيخ يعتبر صمودا في وجه العالم الجديد المتمثل بقوى جديدة على المسرح القاري التي يجسدها سان جيرمان.
وتُعتبر المواجهة بين بايرن ميونيخ وسان جيرمان تجسيدا لرؤيتين مختلفتين من الناحيتين الاقتصادية والاستراتيجية، ففي الوقت الذي لا يتردد فريق العاصمة الفرنسية في إنفاق أموال طائلة للتعاقد مع أبرز نجوم اللعبة أمثال نيمار (220 مليون يورو من برشلونة) وكيليان مبابي (185 مليون يورو من موناكو)، فإن الفريق البافاري يحافظ على توازن مالي وهو انتظر حتى الموسم الماضي لكي ينفق قرابة 85 مليون يورو للتعاقد مع المدافع الفرنسي لوكا هرنانديز من أتلتيكو مدريد.
وإذا كانت الترشيحات تصب في مصلحة بايرن ميونيخ على حساب سان جيرمان لا سيما بعد فوزه المدوي على برشلونة 8 - 2 في دور الثمانية، فإن الفريق البافاري أظهر بعض الخلل الدفاعي في مواجهة ليون من دون أن يتمكن الفريق الفرنسي من استغلاله. ويعتقد مراقبون بأنه في حال لم يبادر فليك مدرب بايرن في تدارك الأمور في خط فريقه الخلفي، فقد يعاني كثيرا في مواجهة سرعة مبابي والتمريرات الدقيقة لنيمار.
نقطة أمل أخرى بالنسبة إلى سان جيرمان هو صعود مستواه تدريجيا من مباراة إلى أخرى، فبعد معاناته لتخطي أتالانتا الإيطالي الذي تقدم عليه 1 - صفر حتى الدقيقة 90، لم يجد أي صعوبة في الفوز بثلاثية نظيفة ضد لايبزيغ الألماني. كما أنه بدأ يستعيد معظم لاعبيه المصابين ولا سيما حارس مرماه الكوستاريكي كيلور نافاس ولاعب وسطه الإيطالي ماركو فيراتي الذي شارك أواخر المباراة ضد لايبزيغ. وأشار فيراتي «المدرب هو الذي سيتخذ القرار (في مشاركته من عدمها)، سأبذل قصارى جهدي لكي أكون ضمن المجموعة» مشيرا إلى أن فريقه يستعد لعيش «أهم تسعين دقيقة في مسيرتهم الكروية وفي تاريخ النادي».
ويبدو أن مفتاح النجاح للفريق هذا الموسم كان تحول سان جيرمان أخيرا إلى الأداء الجماعي كفريق والرغبة القوية لدى نجومه في الفوز باللقب على عكس ما كان عليه الحال في السنوات القليلة الماضية التي كان الاعتماد فيها على أسلوب الأداء الفردي.
وقال توخيل: «الفريق تطور سويا. لدينا عقلية الفريق الصغير ولكننا لسنا فريقا صغيرا. هذا أمر رائع. لا نتسم الآن بالأداء والإمكانيات الفردية ونلنا المكافأة على هذا». وتخلى نيمار عن كل عيوب الماضي وألقى وراء ظهره بكل إخفاقات السنوات الماضية وتحول إلى لاعب يحب اللعب الجماعي ليصبح الآن على بعد خطوة واحدة وانتصار واحد من الفوز باللقب والتخلص من ظلال الأرجنتيني ليونيل ميسي التي حاصرته خلال فترة اللعب بجوار ميسي في برشلونة منذ 2013 وحتى 2017 قبل الانتقال إلى سان جيرمان.
وبعد الفوز الكاسح على برشلونة في دور الثمانية، أظهر بايرن بعض نقاط الضعف في أدائه الدفاعي خلال مباراة ليون بالمربع الذهبي رغم الفوز 3/ صفر. وخلال المباراة النهائية اليوم، لن يكون بإمكان الفريق ارتكاب نفس الأخطاء في مواجهة الهجوم القوي والسريع لسان جيرمان. وقال غنابري، الذي سجل تسعة أهداف في المسابقة حتى الآن،: «نحرص بشدة على الفوز بالثلاثية، وسنبذل كل ما بوسعنا في نهائي يوم الأحد». ويعتبر فليك هو المهندس والعقل المدبر وراء كل هذا النجاح الذي حققه بايرن في الموسم الحالي حيث حقق طفرة هائلة في أداء الفريق منذ تولى المسؤولية في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي خلفا للمدرب الكرواتي نيكو كوفاتش.


مقالات ذات صلة

«الأجندة السياسية» تفرض حضورها في قرعة أوروبا المؤهلة للمونديال

رياضة عالمية من مراسم قرعة تصفيات أوروبا المؤهلة إلى كأس العالم 2026 (رويترز)

«الأجندة السياسية» تفرض حضورها في قرعة أوروبا المؤهلة للمونديال

أسفرت قرعة تصفيات أوروبا المؤهلة لكأس العالم 2026، التي سحبت في زيورخ بسويسرا، الجمعة، عن مواجهة جديدة بين إنجلترا وصربيا.

«الشرق الأوسط» (زيورخ)
رياضة عالمية الجماهير الصربية تسببت في عقوبات من «يويفا» (رويترز)

«يويفا» يعاقب صربيا بسبب سوء سلوك مشجعيها

قرر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)، الجمعة، معاقبة الاتحاد الصربي للعبة، بسبب تصرفات عنصرية من قبل المشجعين في مباراتين ببطولة دوري أمم أوروبا.

«الشرق الأوسط» (زيوريخ)
رياضة عالمية فولر في حديث مع مدرب المنتخب الألماني ناغلسمان (الشرق الأوسط)

ألمانيا تستضيف إيطاليا في دورتموند بدوري الأمم

أعلن الاتحاد الألماني، في بيان، أن مدينة دورتموند سوف تستضيف مباراة منتخب ألمانيا ضد ضيفه الإيطالي، في إياب دور الثمانية لبطولة دوري أمم أوروبا.

«الشرق الأوسط» (فرنكفورت)
رياضة عالمية جمال موسيالا (أ.ف.ب)

موسيالا أفضل لاعب في المنتخب الألماني لهذا العام

اختير جمال موسيالا، لاعب وسط فريق بايرن ميونيخ الألماني لكرة القدم، اليوم الخميس، أفضلَ لاعب في منتخب ألمانيا للرجال لهذا العام.

«الشرق الأوسط» (برلين)
رياضة عالمية الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (د.ب.أ)

«يويفا»: الأدوار النهائية ستقام في بلد الفائز بين ألمانيا وإيطاليا 

من المقرر أن تقام الأدوار النهائية لبطولة دوري أمم أوروبا لكرة القدم في ألمانيا أو إيطاليا، حسبما أفادت صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية، الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (برلين)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».