في اليوم الأول للإقفال العام لمدة أسبوعين الذي فرضته الحكومة في لبنان بعد ارتفاع غير مسبوق لإصابات «كورونا»، إذ سجل أمس (الجمعة) 628 إصابة و3 وفيات، لم يكن الالتزام عاماً، وسجل خروقات متفاوتة بين المناطق، فيما أعلن وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن، أنّه سيتم التشهير إعلامياً بالمخالفين، مشيراً إلى أنّ أطباء الأقضية والمحافظات سيحضّرون تقريراً يومياً عن مدى التزام المناطق لمتابعة المعطيات الميدانية والتصرف على أساسها.
وفي العاصمة بيروت، كانت لافتة زحمة السير الذي شهدتها الشوارع والمناطق مع تسجيل شبه إقفال تام مع بعض الخروقات في القطاعات غير المشمولة بالاستثناءات.
وفي الجنوب، التزمت صيدا بقرار الإقفال، وبدت حركة السير عادية في الشوارع، وسيرت القوى الأمنية دوريات، لا سيما عند الكورنيش البحري لفض أي تجمعات.
في المقابل، ناشدت جمعية التجار، وزير الداخلية محمد فهمي، عدم شمول محلات السوق بالإقفال باعتبارها تعتمد البيع بالتجزئة، ولا تشهد حركة إقبال من المواطنين على عكس محلات بيع المواد الغذائية، مع تأكيدهم على الحرص على اتخاذ التجار التدابير الوقائية كافة، ربطاً بتدهور الواقع الاقتصادي والمعيشي وما يترتب على التجار من التزامات ومستحقات مالية.
إلى ذلك، التزمت المطاعم والنوادي والمقاهي وأماكن الترفيه والمراكز التجارية والمؤسسات الخاصة الإقفال التام، مع تسجيل بعض الخروقات لعدد من المحلات، باستثناء محطات الوقود والصيدليات ومحلات بيع المواد الغذائية.
أما بالنسبة لأداء الصلوات في الجوامع، لا سيما صلاة الجمعة، فلم يتم تعليقها في جوامع مدينة صيدا، شرط تقيد المصلين بإجراءات السلامة والتدابير الوقائية.
وفي عاصمة الشمال، طرابلس، قامت شرطة البلدية برفقة عناصر من فصائل قوى الأمن الداخلي، بتوجيه الإرشادات والتعليمات الصحية، الخاصة بفيروس «كورونا»، للمواطنين في الشوارع، في إطار خطة الطوارئ الصحية تنفيذاً لتعميم وزارة الداخلية بالتعبئة.
وقام عناصر الجيش اللبناني بتسيير دوريات راجلة في مناطق التل والأسواق في طرابلس وفي مدينة الميناء، حيث يتم الطلب من أصحاب المحلات التجارية التزام قرار التعبئة العامة والإقفال، حسب «الوكالة الوطنية للإعلام».
وفي عكار شمالاً، لم يكن الالتزام عاماً، حيث لُوحظ أن القسم الأكبر من المقاهي والمطاعم في حلبا والجوار لم يتقيد بخطة الطوارئ، وكذلك المحلات التجارية غير الملحوظة بالاستثناءات، وقد فتحت أبوابها أيضاً بشكل اعتيادي، بالإضافة إلى عدم احترام مسافات التباعد الأمنة، وعدم وضع القسم الأكبر من المتجولين الكمامات.
وقد عمدت عناصر دوريات قوى الأمن الداخلي وشرطة بلدية حلبا إلى تسطير محاضر ضبط بحق المخالفين والطلب من أصحاب المحلات المخالفة لقرار التعبئة بإقفال أبوابها.
وشهدت منطقة البقاع الشمالي والهرمل التزاماً جزئياً بقرار التعبئة العامة، حيث سجل إقفال المحلات والمؤسسات التجارية، واقتصرت الحركة على محلات السمانة والخضار والأفران، فيما انتشرت عناصر من الشرطة البلدية في الهرمل للتأكيد على حسن سير التزام القرار.
وفيما كانت حركة السير نشطة خلال النهار، لم تشهد دور العبادة أي صلاة جماعية، وأقيمت خطب الجمعة عن بعد فيما جالت دوريات من الأمن الداخلي لتأكيد التزام التعليمات.
أتى ذلك في وقت أعلن وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن، أنّه سيتم التشهير إعلامياً بالمخالفين، وبكل من لا يلتزم بالحجر المنزلي، مشيراً إلى أنّ أطباء الأقضية والمحافظات سيحضّرون تقريراً يومياً عن مدى التزام المناطق بالتعبئة العامة لمتابعة المعطيات الميدانية والتصرف على أساسها.
وقال بعد اجتماع خلية الأزمة المختصة بوباء «كورونا»، «اتفقنا مع البنك الدولي على دفع الفواتير العلاجية التي تقدم للمرضى، ولدينا متابعة للمستشفيات الحكومية لرفع عدد الأسرّة».
ولفت حسن إلى أنّ المساعدات متاحة لكل المستشفيات الحكومية والخاصة بالتنسيق بين وزارة الصحة وقيادة الجيش، مؤكّداً أنّه خلال أسبوع من الانفجار تم ترميم مستودعات الأدوية في الكرنتينا، ويتم العمل على توزيعها على المراكز في مختلف المناطق.
وفيما يخصّ اللقاح، قال: «نعمل على تأمين الهبات ونزيد عدد المختبرات التي تقوم بفحوصات الـ(PCR)، ونحن كوزارة في جهوزية تامة»، مشدداً على أنّ المعركة لم تنته، وما زلنا في الميدان، ويجب إعادة حملات التوعية عبر الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، ودعا إلى التكاتف «لننجح هذه المرحلة الحساسة التي وصلنا إليها، وستكون فترة التعبئة لتخفيف الاحتكاك بين المواطنين والأطقم الطبية».
إلى ذلك، أشرف وزير الصحة، أمس، في مطار رفيق الحريري في بيروت، على التجارب الأخيرة للكلاب البوليسية التي سيتم اعتمادها بشأن التشخيص المبكر لفيروس كورونا. وقد وضعت أمام الكلاب عينات لمصابين بفيروس كورونا وأخرى لأشخاص أصحاء، وقد أثبتت التجارب العملية التي جرت في المطار اليوم سرعة اكتشاف تلك الكلاب العينات الصحيحة لأشخاص مصابين بالفيروس، ونسق حسن مع المسؤولين في المطار التدابير والإجراءات التي ستساعد في اعتماد تلك المرحلة.
التزام متفاوت بالإقفال العام في لبنان ووزير الصحة يهدد بـ«التشهير»
ارتفاع غير مسبوق للإصابات... وكلاب بوليسية {تشخص} المصابين في المطار
التزام متفاوت بالإقفال العام في لبنان ووزير الصحة يهدد بـ«التشهير»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة