«حماس» تهدد إسرائيل برد غير متوقع على الاغتيالات

إصابات بالقصف والقمع الإسرائيلي

TT

«حماس» تهدد إسرائيل برد غير متوقع على الاغتيالات

مع التقدم في المفاوضات التي تجريها مصر لخفض التوتر على الحدود ما بين إسرائيل وقطاع غزة، تصاعدت التهديدات بين الطرفين. فهددت إسرائيل بالعودة إلى سياسة الاغتيالات. وهددت «حماس» بالرد على أي اغتيال بـ«طريقة ستصدم إسرائيل». وتواصَل القصف المتبادل؛ إسرائيل تقصف بغارات الطائرات والصواريخ المدفعية والبحرية و«حماس» وغيرها من الفصائل تقصف ببالونات مفخخة وصواريخ بدائية.
ومع أن صاروخين أُطلقا من غزة سقطا في المنطقة الفلسطينية داخل حدود غزة وصاروخاً ثالثاً سقط في منطقة مفتوحة، في حقل إسرائيلي، ردت إسرائيل بثلاث جولات من الغارات جعلت ليل غزة نهاراً، وألحقت دماراً كبيراً. وردت الفصائل الفلسطينية بقصف وصل إلى مدينة سدروت وأصاب بيتين، وبأعجوبة لم يوقع خسائر بشرية، إذ إن أحد الصواريخ كسر جدران غرفة اختبأ فيها والدان وأطفالهما. وأدى القصف الإسرائيلي إلى دمار عدة مبانٍ في القطاع وعدد من الإصابات البشرية.
وهددت «الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة في قطاع غزة»، أمس، بأن «المقاومة ردّت وسترد على كل استهداف من العدو لمواقعها أو أي عدوان على أبناء شعبنا، ولن نسمح باستمرار الحصار الظالم، ومن حق شعبنا التعبير بكل الوسائل عن رفضه لهذا الحصار، ولن نقبل باتخاذ العدو للأدوات السلمية -كالبالونات وغيرها- ذريعة لقصف مواقع المقاومة».
وتوعد وزير الأمن الإسرائيلي بيني غانتس، أمس (الجمعة)، فصائل المقاومة الفلسطينية، بتلقي «ضربة قوية». وقال، خلال لقائه مع مسؤولين أمنيين، لتقييم الوضع على الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة: «الجيش الإسرائيلي مستعدّ، ويدافع، وسيواصل حماية سكان الجنوب، وسيهاجم من يهاجموننا وسيُلحق أضراراً بالغة بهم». وفي نهاية الاجتماع الذي شمل مراجعة استخباراتية، وافق رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، على خطة معدة لسيناريوهات محتملة في المنطقة الجنوبية، حسب الناطق بلسانه.
وأغلق الجيش الإسرائيلي عدة طرق في محيط غزة بالقرب من السياج الحدودي، بالإضافة إلى تغيير الطرق المؤدية إلى مناطق قريبة من السياج، «لتحسين الحماية للقادمين إلى المنطقة». وأُعطيَت تعليمات للمزارعين المستوطنين، بعدم العمل بالقرب من السياج الحدودي، فيما اندلعت خمسة حرائق في محيط غزة، نتيجة انفجار بالونات حارقة، لم تتسبب بأي إصابات. وتواصل السلطات الإسرائيلية إجراءاتها العقابية الجماعية ضد غزة، فتمنع إدخال مواد البناء والوقود لقطاع غزة، عبر معبر «كرم أبو سالم»، المنفذ التجاري الوحيد، وأغلقت كذلك البحر أمام الصيادين. وبسبب نفاد الوقود، هناك احتمال أن تتوقف محطة الكهرباء عن العمل تماماً.
المعروف أن جهود الوساطة بين الطرفين مستمرة، عن طريق مصر، وكذلك عن طريق «حماس». فقد تم تعزيز وقف إطلاق النار الساري منذ سنوات، والذي تم تجديده عدة مرات، بملايين الدولارات من المساعدات المالية من قطر لحكومة «حماس» في غزة. وقد شكت «حماس» من أن إسرائيل فشلت في الوفاء بجانبها من الصفقة ترافقت مع اشتباكات متفرقة على الحدود. وتقول إن الهدنة نصت على منح تصاريح لسكان غزة للعمل في إسرائيل وتمويل مشاريع التنمية في غزة، ومن شأن كلا الإجراءين أن يوفر بعض الراحة الاقتصادية في منطقة فقيرة، حيث تتجاوز نسبة البطالة 50%. وقال مصدر مقرب من «حماس» إن الحكومة الإسرائيلية أبلغت الوفد المصري بأنها تتوقع «عودة الهدوء» قبل النظر في تنفيذ بنود التهدئة مثل توسيع المنطقة الصناعية شرقي غزة وإنشاء خط كهرباء جديد للمنطقة.
تجدر الإشارة إلى أن شرطة الحدود الإسرائيلية، بثّت شريط فيديو، مساء أول من أمس (الخميس)، يُظهر نظام ليزر يعترض مجموعات بالونات تحمل أجساماً حارقة متجهة نحو إسرائيل من قطاع غزة ويقوم هذا الجهاز بتدمير الصاروخ المهاجم وهو في الجو. وحسب تقارير صحافية فإنه تم بناء نظام عمل واحد فقط بتكلفة نحو مليون دولار.
من جهة أخرى، شهدت الضفة الغربية أمس، عدة صدامات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي. ففي يطا، جنوبي الخليل، اعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي، على المشاركين في فعالية ضد الاستيطان، ومنعتهم من إقامة الصلاة فوق أراضيهم المهددة بالاستيلاء. وقال منسق اللجان الوطنية والشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان راتب الجبور، إن هذه الفعالية تأتي رفضاً لسياسة الاستيطان، وضم الأراضي لصالح توسيع المستوطنات، والتصدي لمخطط حكومة الاحتلال التي أقرت الاستيلاء على 3600 دونم في منطقة «الثعلة»، التي تقام على أراضيها مستوطنتا «كرمئيل» و«ماعون» شرق يطا. وأضاف الجبور أن مستوطناً اعتدى على المواطنين وأصحاب الأراضي، وهددهم بإطلاق النار، ومنعهم من الاقتراب من «كرفان» و«بركس» أقامهما على أراضي المواطنين. كما اعتدت قوات الاحتلال على المشاركين والصحافيين الذين كانوا في المكان.
وفي مسيرة قرية نعلين الأسبوعية غرب مدينة رام الله، أُصيب عدد من المواطنين بالاختناق، نتيجة استنشاقهم الغاز المسيل للدموع، الذي أطلقه جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال قمعه مسيرة. وأدى المشاركون في المسيرة التي خرجت إحياءً لذكرى إحراق المسجد الأقصى المبارك، صلاة أمس (الجمعة)، في الحقل جنوب القرية، ثم توجهوا ناحية بوابة جدار الضم والتوسع المقام على أراضيها، حيث قمعهم جنود الاحتلال بقنابل الصوت، وأطلقوا الغاز المسيل للدموع تجاههم، ما أدى إلى إصابة عدد منهم بالاختناق.
وفي كفر قدوم، قرب قلقيلية، أُصيب شابان بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، أمس، خلال قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي المسيرة السلمية الأسبوعية. وقال منسق المقاومة الشعبية في كفر قدوم مراد شتيوي، إن قوات الاحتلال هاجمت المسيرة بقنابل الصوت والأعيرة المعدنية، ما أدى لإصابة شابين بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.