موجز دولي

TT

موجز دولي

ترمب: التصويت عبر البريد يؤدي لانتخابات مزورة
واشنطن - «الشرق الأوسط»: ادعى الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن التصويت عبر البريد يؤدي إلى «انتخابات مزورة»، بينما انتقد المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي لإظهار «كراهية شديدة» تجاهه. وقال ترمب خلال مقابلة مع شين هانتي على قناة «فوكس نيوز»: «إنها انتخابات مزورة، الجميع يعرفها. ليس عليك حتى معرفة السياسة لتعرفها. إنهم يحاولون سرقة الانتخابات».
وقال الرئيس إنه شاهد الليلة السابقة لمؤتمر الديمقراطيين و«شاهد الكثير من الكراهية. إنها كراهية هائلة». وأضاف ترمب أنه سيراقب قبول جو بايدن ترشيح الحزب الديمقراطي له لخوض انتخابات الرئاسة ليلة الخميس، بينما زعم أن سياسات منافسه ستزيد الضرائب وتدفع الاقتصاد الأميركي إلى الركود.

قانون اللاجئين الجديد في ألمانيا لم يؤدِ إلى مزيد من الترحيلات
برلين - «الشرق الأوسط»: قالت وزارة الداخلية في ألمانيا إن «قانون الترحيل المنظم» الذي دخل حيز التنفيذ في البلاد قبل نحو عام، لم يؤدِ إلى زيادة حالات الترحيل خلال الشهور الستة الأولى من تطبيقه. وذكرت الوزارة في معرض ردها على استفسار من وكالة الأنباء الألمانية، أنه خلال الفترة من سبتمبر (أيلول) عام 2019 حتى فبراير (شباط) الماضي، تم ترحيل 10 آلاف و276 شخصاً من ألمانيا، بتراجع قدره ألف شخص مقارنة بالفترة الزمنية نفسها للعام السابق (11 ألفاً و204 حالات).
وفي المقابل، قالت الوزارة إنه من السابق لأوانه تقييم فاعلية القانون الجديد، الذي يهدف في الأساس إلى تعزيز تطبيق إلزام المغادرة. ومع انتشار فيروس كورونا المستجد في ألمانيا انخفض عدد عمليات الترحيل على نحو سريع إلى 28 حالة فقط في أبريل (نيسان) الماضي. وبلغ عدد الترحيلات في يوليو (تموز) الماضي 787 حالة، أي أقل من نصف عدد المُرحلين في فبراير (شباط) الماضي. ولذلك، فإن المقارنة مع العام السابق ممكنة فقط في الأشهر الستة الأولى منذ دخول القانون الجديد حيز التنفيذ. ولم يتغير كثيراً عدد الحالات التي لم تتمكن فيها السلطات الألمانية من تنفيذ الترحيل، حيث بلغت منذ سبتمبر (أيلول) عام 2019 حتى فبراير الماضي 13 ألفاً و759 حالة، مقابل 13 ألفاً و825 حالة في الفترة الزمنية نفسها للعام السابق. ولا تتم عمليات الترحيل بسبب أحكام قضائية أو عدم العثور على الأشخاص الملزمين بالترحيل أو غياب التعاون مع الدولة التي سيُجرى الترحيل إليها. تجدر الإشارة إلى أن ألمانيا أوقفت الترحيل إلى سوريا تماماً منذ سنوات بسبب الحرب الدائرة في البلاد. وكانت وجهة العديد من حالات الترحيل منذ أغسطس (آب) 2019 حتى يوليو 2020 إلى إيطاليا وألبانيا.

دبلوماسي صيني بارز يزور ميناء بوسان الكوري الجنوبي
سيول - «الشرق الأوسط»: توجه الدبلوماسي الصيني البارز، يانغ جيتشي أمس (الجمعة)، إلى ميناء بوسان جنوب كوريا الجنوبية، بعد إجراء محادثات رفيعة المستوى في سنغافورة، طبقاً لما ذكرته شبكة «كيه.بي.إس.وورلد» الإذاعية الكورية الجنوبية. وذكرت صحيفة «ذا ستريت تايمز» السنغافورية أن يانغ، مدير مكتب الشؤون الخارجية للحزب الشيوعي الصيني، سافر إلى بوسان بعد زيارة استمرت يومين إلى الدولة الجزيرة. وفي سنغافورة، أجرى يانغ محادثات مع رئيس الوزراء، لي هسين لونغ ومسؤولين كبار آخرين. ولم يتم بعد الكشف عن تفاصيل، لكن يانغ ومسؤولين من سنغافورة ناقشوا قضايا ذات اهتمام مشترك مثل التجارة الثنائية والدبلوماسية وقضايا إقليمية. ومن المتوقع أن تكون زيارة محتملة يجريها رئيس الصين شي جينبينغ إلى كوريا الجنوبية من النقاط الرئيسية للنقاش خلال زيارة يانغ إلى بوسان.

كولومبيا تتهم فنزويلا بمحاولة الحصول على صواريخ إيرانية
بوغوتا - «الشرق الأوسط»: قال الرئيس الكولومبي إيفان دوكي الخميس، إن حكومة الرئيس نيكولاس مادورو في فنزويلا المجاورة تعمل للحصول على صواريخ من حليفتها إيران. وأوضح الزعيم الكولومبي اليميني: «هناك معلومات من وكالات استخبارات دولية تعمل معنا تظهر أن هناك اهتماماً من نظام نيكولاس مادورو الديكتاتوري في الحصول على بعض الصواريخ متوسطة وطويلة المدى من إيران». وبحسب دوكي، فإن الصواريخ «لم تصل بعد» إلى فنزويلا. لكنه أكد أن وزير الدفاع في البلاد فلاديمير بادرينو كان مسؤولاً عن اتصال فنزويلا بإيران بشأن الحصول على الأسلحة. ودعم دوكي هجوماً دبلوماسياً واقتصادياً أميركياً ضد حكومة مادورو التي لا تعترف بها كرئيس بعد اعتبارها انتخابات عام 2019 مزورة. واعترفت كولومبيا والولايات المتحدة إضافة إلى أكثر من 50 دولة أخرى بزعيم المعارضة خوان غوايدو كرئيس بالإنابة، رغم استمرار مادورو في تولي زمام السلطة.
وقد لجأت حكومة مادورو الاشتراكية إلى إيران في وقت سابق من هذا العام للمساعدة في سد النقص في الوقود بعد انهيار هذا القطاع في خضم أزمة اقتصادية فاقمتها العقوبات الأميركية.
وتملك فنزويلا أحد أكبر احتياطات النفط في العالم، لكن الإنتاج تدهور وباتت البلاد تعاني نقصاً في الوقود. وقال دوكي إن هناك حملة دولية لتزويد المجموعات غير النظامية التي تعمل في المنطقة الحدودية بين البلدين، بالأسلحة بهدف زعزعة استقرار الحكومة في بوغوتا. وتابع: «لدينا معلومات استخباراتية تفيد بوجود عناصر من الحرس الفنزويلي يقومون بنقل الأسلحة من دول أخرى، خصوصاً روسيا وبيلاروس، إلى هؤلاء المهربين في المناطق الحدودية».



2025... عام ملء الفراغات؟

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
TT

2025... عام ملء الفراغات؟

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)

لا يوجد فراغ مسموح به في الطبيعة. فالطبيعة لا تغيّر طبيعتها، لأنها تكره الفراغ. في الفراغ لا حياة، لا صراع ولا تاريخ. فالتاريخ يتنقّل بين الفوضى والنظام. يُفرض النظام بالإكراه، فتوضع القوانين لتُفرض بالقوّة والإكراه أيضاً. هكذا كتب ألبير كامو، الفيلسوف الفرنسي في كتابه «الإنسان المتمرّد»، (The Rebel): «في النظام، كما في الفوضى، هناك شيء من العبوديّة». تستهدف الثورة النظام القائم، فتخلق الفوضى. لكنها مُلزمة بإعادة تكوين نظام جديد. وبين الفوضى والنظام، يدفع الإنسان العاديّ الأثمان.

يقول السياسيّ الراحل هنري كيسنجر ما معناه: إن الفراغ يجلب الحرب والهجوم. فهل سيكون عام 2025 عام ملء الفراغات، أو خلق بعضها؟

دخان يتصاعد من شمال قطاع غزة خلال قصف الجيش الإسرائيلي (أرشيفية - أ.ف.ب)

بعد عملية 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، تغيّرت موازين القوى في المنطقة. سقطت «حماس». سقط «حزب الله». سقط النظام في سوريا... وبذلك انهارت وحدة الساحات، أو ما يُسمّى محور المقاومة. وبسبب ذلك، سقطت منظومات كانت قائمة. وتظهّرت الفراغات القاتلة. ها هي إسرائيل تدمّر قطاع غزّة، لتخلق فراغاً لا توجد فيه حركة «حماس»، ولتؤسّس لحالة معيّنة قد يُطلَق عليها «الاحتلال التغييريّ»، (Transformative). بكلام آخر، فُرض الاحتلال أمراً واقعاً خارج القانون الدوليّ، لكنه طويل، ومُكلف للمُحتلّ، الأمر الذي قد يخلق ثقافة جديدة، ومختلفة عما كانت قبلها، حتى ولو تطلّب الأمر جيلاً من الزمن.

دخلت إسرائيل لبنان خلال الحرب الأخيرة، فخلقت منطقة عازلة. وها هي اليوم تُحصّنها استباقاً للسيناريو السيّئ. خلقت إسرائيل هذا الفراغ على الحدود اللبنانيّة، كما في داخل قطاع غزّة بالقوّة العسكريّة المُفرطة. لكن البقاء في لبنان واحتلال المنطقة العازلة، هو أمر مختلف تماماً عن احتلال قطاع غزّة.

بعد سقوط النظام في سوريا، سارعت إسرائيل إلى احتلال مزيد من الأراضي السوريّة وتوسيع المنطقة العازلة. لكنه احتلال من دون استعمال للقوّة، حتى ولو دمّر الطيران الإسرائيليّ قدرات الجيش السوريّ المستقبليّ. إنه احتلال مؤقّت-طويل. لكن المفارقة هي إعلان إسرائيل أن الجولان لن يعود إلى سوريا، وهو احتلال كأمر واقع (De Facto). ولتحرير الجولان، لا بد من حرب أو تفاوض، وهذان أمران متعذّرَان حالياً لأسباب كثيرة. وعليه قد يمكن حالياً إعلان وفاة مقولة كسينجر: «لا حرب في الشرق الأوسط من دون مصر، ولا سلام من دون سوريا».

صورة نشرها الجيش الإسرائيلي وقال إنها لجولة رئيس الأركان هرتسي هاليفي الميدانية في جنوب لبنان (أرشيفية)

حال العالم

في أوكرانيا يستعين الرئيس بوتين في حربه بالتكنولوجيا الغربيّة لتصميم صواريخه، آخرها الصاروخ الفرط صوتيّ «أوريشنيك». كما يستعين بالمُسيّرات الإيرانيّة، والعسكر الكوري الشمالي لتحرير الأرض الروسية في كورسك. يريد بوتين الاحتلال التغييري للشرق الأوكرانيّ.

في منطقة نفوذ الصين، يسعى التنين إلى استرداد جزيرة تايوان على أنها جزء تاريخيّ من الصين الكبرى. فهي تحضّر البحريّة الصينيّة، كون الحرب، وفي حال حصولها، سيكون أغلبها في البحر. ورداً على ذلك، بدأ تشكُّل كثير من التحالفات ردّاً على السلوك الصينيّ.

وفي مكان آخر من العالم، يُحضّر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب مأسسة الصراع مع التنين الصينيّ. فهو يريد استعادة السيطرة على قناة بنما، نظراً إلى أهمية هذه القناة على الأمن القومي الأميركيّ. فهي الشريان الحيويّ الذي يربط الشرق الأميركي بالغرب. وهي التي أوصى بها المفكّر الاستراتيجيّ الأميركي البحريّ ألفريد ماهان. وهي التي أشرفت على بنائها الولايات المتحدة الأميركيّة، وذلك بعد انفصال بنما عن كولومبيا وبمساعدة البحريّة الأميركيّة آنذاك، خلال فترة حكم الرئيس الأميركي الراحل تيودور روزفلت. وبذلك، تكون القناة قد مرّت بثلاث مراحل هي: 1906 البناء مع الرئيس روزفلت، و1977 مع الرئيس جيمي كارتر الذي أعادها إلى بنما، واليوم مع الرئيس ترمب الذي يريد استردادها.

صور الرئيس الأسبق حافظ الأسد ممزقة للمرة الأولى في تاريخ سوريا (الشرق الأوسط)

يرى البعض أن تصريحات الرئيس ترمب مجرّد كلام عاديّ بسبب شخصيّته الفريدة. لكن الأكيد أن تصريحاته تنمّ عن عمق جيوسياسيّ بعيد المدى. فما معنى طرحه موضوع شراء جزيرة غرينلاند من الدنمارك؟ ما أهميّة هذه الجزيرة؟

إن ثقافة دبلوماسيّة الدولار (Dollar Diplomacy) في التاريخ الأميركي ليست جديدة. فهي قد اشترت لويزيانا من فرنسا عام 1803 بـ15 مليون دولار. كما اشترت من روسيا ولاية ألاسكا الحاليّة بـ7.2 مليون دولار.

شكّلت لويزيانا الربط بين الشرق والغرب الأميركيّ، كما سيطرت على أهمّ مرفأ أميركيّ يطلّ على خليج المكسيك. وبالحدّ الأدنى أخرجت دولة أوروبيّة من الأرض الأميركيّة. أما شراء ألاسكا، فقد أعطى أميركا إطلالة على مضيق بيرينغ الذي يطلّ بدوره على الأرض الروسيّة.

التحّولات الجيوسياسيّة الحاليّ

مع صعود الصين، تبدّلت موازين القوى العالميّة عمَّا كانت عليه خلال الحرب الباردة. فللصين قدرات كونيّة وفي كل الأبعاد، خصوصاً الاقتصاديّة والعسكريّة، وهذه أبعاد افتقر إليها الاتحاد السوفياتيّ. تسعى الصين إلى التموضع في القارة الأميركيّة. يُضاف إلى هذا التحوّل، الكارثة البيئيّة والاحتباس الحراري، الأمر الذي قد يفتح طرقاً بحريّة جديدة، حول الشمال الأميركيّ. خصوصاً أن ذوبان المحيط المتجّمد الشمالي سوف يُغيّر جغرافيّة الصراع الجيوسياسيّ بالكامل. ونتيجة لذلك، ستصبح الولايات المتحدة الأميركيّة تطلّ على ثلاثة محيطات بعد أن كانت تطلّ على محيطين.

وحدة مدفعية أوكرانية في منطقة زابوريجيا تطلق النار باتجاه القوات الروسية على خط المواجهة (أرشيفية - رويترز)

تتميّز غرينلاند بمساحتها الكبيرة، نحو مليوني كيلومتر مربع، مع عديد لا يتجاوز 56 ألف نسمة، وثروات مهمّة قد تجعل أميركا تستغني عن استيراد كثير من الثروات الطبيعيّة من الصين. خلال الحرب الباردة حاول الرئيس هاري ترومان شراء الجزيرة، وهي لا تزال تضمّ قاعدة عسكريّة جويّة أميركيّة.

في الختام، إذا استطاع الرئيس ترمب استعادة السيطرة على قناة بنما، وسيطر بشكل ما على غرينلاند، سيتكوّن مثلثّ جيوسياسيّ دفاعيّ حول الولايات المتحدة الأميركيّة يرتكز على: غرينلاند، وألاسكا، وقناة بنما. كل ذلك، بانتظار الرئيس ترمب في البيت الأبيض، وكيف سيتعامل مع العالم خصوصاً الصين. فهل سيكون انعزاليّاً أم انخراطيّاً أم مزيجاً من المقاربتين؟