قد يكون فيروس «كورونا» قادراً على العيش على الأسطح، لكن لا يبدو أن لذلك أهمية كبيرة، وفقاً لشبكة «إيه بي سي نيوز».
وفي الأسبوع الماضي، انتشر فيروس «كورونا الجديد» في نيوزيلندا - حيث كان يُعتقد في الأصل أن الحالات مرتبطة بالطعام المجمّد - ما تطلب مرة أخرى السؤال الذي يُطرح كثيراً، ولكن نادراً ما يتم الإجابة عنه: هل يمكنك التقاط «كورونا» من سطح ملوَّث بالفيروس؟
بينما يقول الخبراء إنه من المستحيل استبعاد احتمال أن يلمس شخص ما سطحاً مغطى بالفيروس التاجي، ثم يُصاب عن غير قصد بالعدوى، لم تكن هناك حالات موثقة لذلك تحدث في الحياة الحقيقية.
وفي بداية تفشي الوباء، قمنا بتنظيف الأغراض التي نشتريها قبل إدخالها إلى منازلنا، لأننا لم نكن متأكدين من الأمر. والآن، يقول الخبراء إن ذلك ليس مصدر قلق كبيراً، رغم أنهم يواصلون التشجيع على تعقيم اليدين باستمرار.
وقال الدكتور تود بي إليرين، اختصاصي الأمراض المعدية في «ساوث شور هيلث» في ماساتشوستس: «أعتقد أنه بشكل عام، رغم أن تلك النظرية ممكنة ولا يمكن استبعادها، إلا أنه يبدو أنها غير مرجحة كثيراً بالنظر إلى الطريقة التي نعتقد أن الفيروس ينتقل فيها».
ولاختبار وجود فيروسات على الأسطح، يستخدم العلماء مسحة لا تختلف عن أعواد القطن ويمسحونها على السطح المعني. بعد ذلك، يضعون العينة ضمن الأجهزة المستخدمة نفسها لاختبار الفيروسات التاجية لدى الأشخاص.
لكن عدم اليقين العلمي بشأن انتقال الفيروس جعل الناس يشعرون بالقلق حيال العبوات والأطعمة والأسطح الأخرى، ويتساءلون عما إذا كانت يمكن أن تكون مصابة بفيروس «كورونا».
في يناير (كانون الثاني)، كان يُعتقد أن مجموعة من أكثر من عشرين حالة من «كورونا» مرتبطة بأسطح مثل أزرار المصعد وصنابير الحمامات في مركز تسوق بالصين. ومع ذلك، لم يتمكن الباحثون في النهاية من تحديد ما إذا كانت هذه المجموعة من الحالات ناتجة بالفعل عن انتقال الفيروس من سطح لآخر، ومن ثم للأشخاص.
وأثارت دراسة تم نشرها على نطاق واسع في مجلة «نيو إنجلاند جورنال أوف ميديسين»، بعد شهرين، مزيداً من القلق مع تقريرها بأن الفيروس التاجي يمكن أن يعيش على الأسطح البلاستيكية والفولاذ المقاوم للصدأ لمدة تصل إلى 72 ساعة. وعلى الورق المقوى، وجد أن الفيروس عاش لمدة 24 ساعة.
في أوائل أبريل (نيسان)، تصاعدت المخاوف عندما وجد بحث نُشر في «ذا لانسيت» أن الفيروس لا يزال قابلاً للحياة على الزجاج بعد أربعة أيام وعلى الفولاذ بعد سبعة أيام.
بعد ذلك، أصدرت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إرشادات حول ما يجب تعقيمه، بما في ذلك الأسطح التي يتم لمسها بشكل متكرر مثل مقابض الأبواب والأجهزة الإلكترونية الشخصية، بالإضافة إلى المطهرات التي يجب استخدامها.
ولكن عندما قام الأميركيون بتطهير منازلهم بشكل كبير، بدأ بعض الخبراء التساؤل عما إذا كان ذلك مبالغاً فيه.
ووفقاً لتعليق نُشر في «ذا لانسيت»، بواسطة إيمانويل غولدمان، أستاذ علم الأحياء الدقيقة والكيمياء الحيوية وعلم الوراثة الجزيئية في كلية الطب نيو جيرسي بجامعة روتغير، فإن هذه الدراسات المبكرة التي تبحث في المدة التي يمكن أن يستمر فيها فيروس «كورونا» بالعيش على الأسطح لم تمثل الواقع. وجادل بأن الباحثين قاموا برش المزيد من الفيروس على الأسطح المختلفة التي كانوا يختبرونها أكثر مما نراه من أي وقت مضى من السعال أو العطس البسيط بالحياة الحقيقية.
وقال غولدمان: «في رأيي، فإن احتمال انتقال العدوى عبر الأسطح غير الحية ضئيل للغاية، وقد بحدث فقط في الحالات التي يسعل فيها الشخص المصاب أو يعطس على السطح، ويلامس شخص آخر ذلك السطح بعد السعال أو العطس بفترة قصيرة (في غضون ساعة إلى ساعتين)».
وأكدت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها و«منظمة الصحة العالمية» إنه لم يتم ربط أي عدوى بـ«كوفيد - 19»، حتى الآن، بشكل مباشر بالأسطح الملوثة بفيروس «كورونا». ومع ذلك، فإن إرشاداتهم الخاصة بتنظيف وتعقيم الأسطح التي يتم لمسها بشكل متكرر تظل قائمة.
«كورونا» قد يعيش على الأسطح البلاستيكية والمعدنية... هل لذلك أهمية؟
«كورونا» قد يعيش على الأسطح البلاستيكية والمعدنية... هل لذلك أهمية؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة