«مركزي جنوب السودان» يستنفد احتياطاته الأجنبية

يعاني جنوب السودان من مشكلات اقتصادية عميقة منذ انفصاله عن الشمال (رويترز)
يعاني جنوب السودان من مشكلات اقتصادية عميقة منذ انفصاله عن الشمال (رويترز)
TT

«مركزي جنوب السودان» يستنفد احتياطاته الأجنبية

يعاني جنوب السودان من مشكلات اقتصادية عميقة منذ انفصاله عن الشمال (رويترز)
يعاني جنوب السودان من مشكلات اقتصادية عميقة منذ انفصاله عن الشمال (رويترز)

قال مسؤول كبير في «بنك جنوب السودان المركزي» إن احتياطات النقد الأجنبي في البلد المتضرر من سنوات من الصراع والفساد، نفدت، ولم يعد بمقدوره وقف الانخفاض في قيمة الجنيه.
ويحصل جنوب السودان على كل إيراداته تقريباً من النفط الخام، لكن الإنتاج الحالي، البالغ نحو 180 ألف برميل يومياً، يقل كثيراً عن ذروة كانت عند 250 ألف برميل يومياً قبل اندلاع الصراع بالبلاد في 2013؛ بحسب أرقام رسمية.
وقال دانييل كيش بوش، النائب الثاني لمحافظ البنك المركزي، خلال مؤتمر صحافي مساء الأربعاء: «من الصعب علينا في الوقت الحالي وقف الزيادة فائقة السرعة في سعر الصرف؛ لأنه ليست لدينا مصادر... ليست لدينا احتياطات».
وهناك 3 أسعار صرف مختلفة في جنوب السودان: سعر من البنك المركزي، وسعر من البنوك التجارية، وثالث مما تسمى «السوق الموازية» غير الرسمية. وقال بوش إن سعر صرف الجنيه لدى البنك المركزي هو 165 للدولار، في حين أنه لدى البنوك التجارية عند نحو 190، وفي السوق الموازية 400 جنيه للدولار.
وقال براين أديبا، نائب مدير السياسات لدى جماعة «ذا سنتري» التي مقرها الولايات المتحدة، والتي أصدرت تقارير عدة توثق مستوى مرتفعاً من الفساد، إن «الفساد يفاقم الأزمة أيضاً؛ وليس مجرد انخفاض إنتاج النفط فحسب». وتنكر الحكومة ما خلصت إليه تقارير الجماعة. وقال أديبا لـ«رويترز»: «نجم عن الفساد الفاحش والتدمير المتعمد للآليات المؤسسية للرقابة والضبط منذ فترة طويلة، استخدام المسؤولين البنك المركزي على أنه ماكينة الصراف الآلي الخاصة بهم، لذا فإن هذا (نفاد احتياطات النقد الأجنبي) ليس مفاجئاً».
وأنهى جنوب السودان في 2018 حرباً أهلية استمرت 5 سنوات، لكن خلافات بين الرئيس سلفا كير ونائب الرئيس رياك مشار الذي كان يقود أكبر مجموعة متمردين، حالت دون إتمام عملية السلام. وشردت الحرب نحو ثلث سكان البلاد من منازلهم. وقتل الصراع نحو 400 ألف شخص، وأفرز أكبر أزمة لاجئين في أفريقيا منذ الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994.
وقال جيمس أوكوك، الباحث لدى «مركز الدراسات الاستراتيجية والسياسية» ومقره جوبا: «بنك جنوب السودان المركزي ووزارة المالية ارتكبا خطأً فادحاً بسحب احتياطات من الخزانة وإعطائها لرجال أعمال... يشكل هذا خطراً على اتفاق السلام؛ لأنه سيخلق خوفاً».



ألمانيا تحذر ترمب من تداعيات الرسوم الجمركية على الاقتصاد

سفينة تابعة لشركة شحن صينية في محطة حاويات بميناء هامبورغ الألماني (رويترز)
سفينة تابعة لشركة شحن صينية في محطة حاويات بميناء هامبورغ الألماني (رويترز)
TT

ألمانيا تحذر ترمب من تداعيات الرسوم الجمركية على الاقتصاد

سفينة تابعة لشركة شحن صينية في محطة حاويات بميناء هامبورغ الألماني (رويترز)
سفينة تابعة لشركة شحن صينية في محطة حاويات بميناء هامبورغ الألماني (رويترز)

أعرب وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك، ومرشح حزب «الخضر» لمنصب المستشار، عن اعتقاده بأن ألمانيا والاتحاد الأوروبي على استعداد جيد للتعامل مع رئاسة دونالد ترمب الجديدة، لكنه حذر ترمب من أن الرسوم الجمركية سلاح ذو حدين، وسيضر الاقتصاد الكلي.

وقال هابيك، نائب المستشار الألماني، وفق «وكالة الأنباء الألمانية»: «أقول إنه يتعين علي وأريد أن أواصل العمل بشكل وثيق مع الولايات المتحدة. لكن إذا تصرفت الإدارة الأميركية الجديدة بطريقة قاسية، فسنرد بشكل جماعي وبثقة بوصفنا اتحاداً أوروبياً».

يذكر أن الاتحاد الأوروبي مسؤول عن السياسة التجارية للدول الأعضاء به والبالغ عددها 27 دولة.

وهدد الرئيس الأميركي المنتخب ترمب بفرض رسوم جمركية بنسبة 60 في المائة على جميع البضائع الصينية وما يتراوح بين 10 في المائة و20 في المائة على الواردات من دول أخرى، ومن بينها الاتحاد الأوروبي، والتي ستشمل السيارات الألمانية الصنع، وهي صناعة رئيسية.

وقال هابيك إنه سيتم التوضيح للولايات المتحدة، من خلال الحوار البناء مع الاتحاد الأوروبي، أن العلاقات التجارية الجيدة تعود بالنفع على الجانبين، إلا أن ألمانيا والاتحاد الأوروبي بحاجة إلى إظهار قوتهما.

وأضاف هابيك: «ردي على ترمب ليس بالخضوع، ولكن بالثقة بقوتنا. ألمانيا قوية وأوروبا قوية».

كانت دراسة أجرتها شركة «بي دبليو سي» لمراجعة الحسابات، قد أظهرت أن اختيار دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة، يُشكل تحدياً لصناعة الشحن الألمانية.

وكشفت الدراسة عن أن 78 في المائة من ممثلي الصناعة يتوقعون تداعيات سلبية من رئاسة ترمب، بينما يتوقع 4 في المائة فقط نتائج إيجابية. واشتمل الاستطلاع على ردود من 124 من صنّاع القرارات في قطاع الشحن.

وتمحورت المخاوف حول احتمالية زيادة الحواجز التجارية، وتراجع حجم النقل تحت قيادة ترمب.

كما ألقت الدراسة الضوء على الأزمة الجارية في البحر الأحمر، حيث تهاجم جماعة الحوثي اليمنية المدعومة من إيران السفن التجارية بطائرات مسيّرة وصواريخ.

وبدأت هجمات الحوثيين في البحر الأحمر في 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وتقول الجماعة إنها تستهدف السفن الإسرائيلية، والمرتبطة بإسرائيل، أو تلك المتوجهة إليها، وذلك نصرة للشعب الفلسطيني في غزة.

وتجنبت عدة شركات شحن قد شملها الاستطلاع، البحر الأحمر خلال فترة الاستطلاع الذي أجري من مايو (أيار) إلى يونيو (حزيران)، فيما لا تزال ثلاث شركات من أصل 72 شركة تبحر عبر المسار بشكل نموذجي، تعمل في المنطقة.

ووفقاً للدراسة، فإن 81 في المائة من الشركات لديها اعتقاد بأن الأسعار سوف تواجه ضغوطاً هبوطية في حال كانت مسارات النقل في البحر الأحمر تعمل بشكل سلس.