لماذا لا يمكن تطوير علاج لـ«كورونا» سريعاً؟

ضمان الفعالية والأمان يتطلب التأني في إنتاجه

لماذا لا يمكن تطوير علاج لـ«كورونا» سريعاً؟
TT

لماذا لا يمكن تطوير علاج لـ«كورونا» سريعاً؟

لماذا لا يمكن تطوير علاج لـ«كورونا» سريعاً؟


س: فيروس «كورونا» هو حالة صحية طارئة غير مسبوقة. لماذا لا يمكننا الإسراع في تطوير عقاقير فعالة وآمنة لمواجهته؟
ج: هذا ما نريده جميعاً: أن يكون سريعاً وفعالاً وآمناً، لكن لا يمكننا عادة الحصول على الثلاثة معاً، لذلك نكتفي بالفعالية والأمان.
في الولايات المتحدة، توافق إدارة الغذاء والدواء على أدوية لعلاج أمراض معينة. ولكي يثبت الأطباء لـ«إدارة الغذاء والدواء» أن الدواء فعال وآمن، يحتاج الأطباء إلى بعض الوقت. ويجب تجنيد عدد كبير من المرضى ومتابعتهم لمعرفة ما إذا كان الدواء قد نجح وما إذا كان قد تسبب في آثار جانبية خطيرة - وهذا كله يستغرق الكثير من الوقت. أما إذا اختصر الأطباء الوقت فقد يتوصلون إلى استخلاص استنتاجات خاطئة حول ما إذا كان الدواء فعالاً وآمناً.
في بعض الأحيان لا تظهر الآثار الجانبية النادرة والخطيرة إلا بعد تناول الكثير من الأشخاص للدواء لفترة طويلة. على سبيل المثال، تمت دراسة عقار «روفيكوسيت» rofecoxib (فيوكس Vioxx) لالتهاب المفاصل على آلاف المرضى، وقرر الخبراء في النهاية أنه آمن، وتمت الموافقة على استخدامه. لكن عندما بدأ مئات الآلاف من الأشخاص في تناول الدواء، اتضح أن العقار يزيد من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم الحاد والنوبات القلبية، وتم سحب العقار من الأسواق.
لذا، ولتطوير دواء لمرض فيروسي جديد مثل «كوفيد - 19»، عليك معرفة تكوين الفيروس لأنه قد يكون لديه نقطة ضعف يمكننا مهاجمتها من خلاله، بعقار. ويتعين علينا تعلم كيف يرتبط الفيروس بخلايا الشخص ثم يدخل إليها، وكيف يتكاثر بمجرد أن يكون داخل الخلايا، وذلك حتى تتمكن من إيجاد دواء يعيق هذه الخطوات.
يحدث بين الحين والآخر أن يكون دواء قديم لمرض قديم فعال أيضاً ضد مرض جديد. فلدينا طرق للاختبار السريع لمعرفة ما إذا كانت آلاف الأدوية المعتمدة بالفعل لعلاج أمراض أخرى قد تعالج أيضاً مرضاً جديداً. عندما يحدث ذلك، فإنه يسرع الأمور بشكل كبير، حيث إن الأدوية المعتمدة لديها سجلات للسلامة ويتم تصنيعها بالفعل.
على سبيل المثال، ثبتت فعالية عقارين في علاج فيروس «كوفيد - 19» هما: «رميديسفير remdesivir «(فيكلوري Veklury)، و«ديكساميثاسون dexamethasone «(ديكاردون Decadron)، رغم أنهما طورا في الأصل لعلاج أمراض أخرى. ولذلك فإن تطوير دواء جديد سيكون أبطأ بكثير.
يتساءل الكثير من الناس عن سبب بطء عملية الموافقة في «إدارة الغذاء والدواء» الأميركية. في الواقع، فإن عملية إدارة الغذاء والدواء أسرع من نظيراتها في العديد من الدول المتقدمة الأخرى. لكنها في المقابل تسير بطريقة حذرة ومدروسة ونجحت جهودها بالفعل في وضع حد لمعاناة الكثيرين وأنقذت الكثير من الأرواح. على سبيل المثال، في أوائل الستينيات من القرن الماضي، اكتشف اختبار «إدارة الغذاء والدواء» الأميركية آثاراً جانبية خطيرة لعقار «ثاليدومايد» ومنعت دخوله إلى السوق الأميركية، مما أدى إلى إنقاذ آلاف الأطفال الأميركيين من العيوب الخلقية.
واليوم يجري اختبار العديد من الأدوية واللقاحات القديمة والجديدة على حد سواء بعناية لمواجهة فيروس «كورونا» بصورة تفوق أي اختبار سابق لعلاج مرض جديد آخر، وهذا في حد ذاته سبب للتفاؤل.
- رئيس تحرير «رسالة هارفارد الصحية»، خدمات «تريبيون ميديا»


مقالات ذات صلة

كيف عززت حرب أوكرانيا و«كوفيد» حظوظ اليمين المتطرف في الانتخابات الأوروبية؟

أوروبا جنود أوكرانيون على مشارف كييف (أرشيفية - رويترز)

كيف عززت حرب أوكرانيا و«كوفيد» حظوظ اليمين المتطرف في الانتخابات الأوروبية؟

أظهرت أزمتان تاريخيتان هما جائحة «كوفيد-19»، وحرب أوكرانيا مزايا أوروبا، بحسب بروكسل، لكنهما مع ذلك عزّزتا موقع أحزاب اليمين المتطرف في الانتخابات الأوروبية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

مرضى «كورونا طويل الأمد» أكثر عرضة للاكتئاب... و«الصعوبات المالية»

أفادت دراسة علمية جديدة بأن الأشخاص الذين يعانون من «كورونا طويل الأمد» أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب والقلق بمرتين، وأنهم يواجهون «صعوبات مالية» أكثر من غيرهم.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
آسيا (من اليمين) الرئيس الكوري الجنوبي يون سيوك-يول ورئيس الوزراء الصيني لي تشيانج ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا في سيول (إ.ب.أ)

بكين وطوكيو وسيول تتفق على «نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية»

أعاد قادة كوريا الجنوبية والصين واليابان الاثنين تأكيد التزامهم «نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية» خلال قمّتهم الأولى منذ خمس سنوات التي نُظمت في سيول

«الشرق الأوسط» (سيول)
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

بفعل متغيرات «مراوغة» وسريعة الانتشار... هل نحن مهددون بموجة جديدة واسعة من «كورونا»؟

حذَّر عدد من العلماء من خطر فئة جديدة من متغيرات فيروس «كورونا»، مشيرين إلى أنها قد تتسبب في موجة جديدة من الإصابات في فصل الصيف.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا وزير الصحة البريطاني أندرو ستيفنسون (صورة من موقع الحكومة البريطانية)

بريطانيا: المعاهدة المقترحة لمواجهة الأوبئة الجديدة «غير مقبولة»

قال وزير الصحة البريطاني أندرو ستيفنسون اليوم (الثلاثاء) إن المعاهدة المقترحة من منظمة الصحة العالمية بشأن الجاهزية لمواجهة أوبئة مستقبلية «غير مقبولة».

«الشرق الأوسط» (لندن)

المالديف تحظر دخول الإسرائيليين... وتل أبيب توصي مواطنيها بعدم السفر إلى هناك

الرئيس المالديفي محمد مويزو (رويترز)
الرئيس المالديفي محمد مويزو (رويترز)
TT

المالديف تحظر دخول الإسرائيليين... وتل أبيب توصي مواطنيها بعدم السفر إلى هناك

الرئيس المالديفي محمد مويزو (رويترز)
الرئيس المالديفي محمد مويزو (رويترز)

قررت المالديف الواقعة في المحيط الهندي منع الإسرائيليين من دخول الأرخبيل السياحي، وفق ما أفادت الرئاسة اليوم (الأحد)، معلنة عن مسيرة وطنية «تضامناً مع فلسطين».

وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية، تشتهر جزر المالديف، وهي جمهورية مسلمة صغيرة تضم أكثر من ألف جزيرة مرجانية ذات موقع استراتيجي، بشواطئها الرملية البيضاء المنعزلة وذات المياه الفيروزية وقطاعها السياحي المزدهر.

وقال متحدث باسم الرئاسة إن الرئيس محمد مويزو «قرر فرض حظر على جوازات السفر الإسرائيلية»، من دون إعطاء تفاصيل بشأن موعد دخول القرار الجديد حيّز التنفيذ.

كذلك أعلن مويزو عن حملة وطنية لجمع التبرعات بعنوان «المالديفيون يتضامنون مع فلسطين».

وكانت المالديف قد رفعت حظراً كان مفروضاً على السياح الإسرائيليين في أوائل تسعينات القرن الماضي، ومضت قدماً نحو استئناف العلاقات في عام 2010.

على الرغم من ذلك، أحبطت محاولات تطبيع بعد إطاحة الرئيس محمد نشيد في فبراير (شباط) 2012.

وتمارس أحزاب معارضة وحلفاء للحكومة في جزر المالديف ضغوطاً على مويزو لحظر دخول الإسرائيليين، في موقف احتجاجي على الحرب في غزة.

وفق بيانات رسمية، تراجع عدد الإسرائيليين الذين زاروا جزر المالديف إلى 528 في الأشهر الأربعة الأولى من هذا العام، بانخفاض نسبته 88 بالمائة، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

من جانبها، أوصت وزارة الخارجية الإسرائيلية المواطنين الإسرائيليين، اليوم (الأحد)، بعدم السفر إلى جزر المالديف، بعد أن منعت حكومتها دخول من يحمل جوازات سفر إسرائيلية.

وقالت وزارة الخارجية إن التوصية تشمل الإسرائيليين ذوي الجنسية المزدوجة.

وأضافت، في بيان: «بالنسبة للمواطنين الإسرائيليين الموجودين بالفعل في البلاد، يوصى بالتفكير في المغادرة، لأنهم إذا وجدوا أنفسهم في محنة لأي سبب من الأسباب، فسيكون من الصعب علينا تقديم المساعدة».