بيروت تستمر في وداع ضحاياها... و«هيئة تنسيق» لمساعدة المتضررين

آخرهم فتى في عمر الـ15 عاماً

تشييع الفتى الياس الخوري (المركزية)
تشييع الفتى الياس الخوري (المركزية)
TT

بيروت تستمر في وداع ضحاياها... و«هيئة تنسيق» لمساعدة المتضررين

تشييع الفتى الياس الخوري (المركزية)
تشييع الفتى الياس الخوري (المركزية)

لا تزال بيروت تودع ضحايا انفجار المرفأ الذي هز المدينة قبل أسبوعين، وكان آخرهم يوم أمس (الخميس) الفتى إلياس الخوري، ابن الـ15 عاماً الذي فارق الحياة متأثراً بجروحه، في وقت أعلنت فيه نقابة المحامين عن إطلاق هيئة التنسيق الوطنية لمساعدة المتضررين من الانفجار.
أتى ذلك في وقت أعلن فيه نقيب المحامين ملحم خلف، عن إطلاق هيئة التنسيق الوطنية لمساعدة ضحايا انفجار المرفأ، في مؤتمر صحافي عقد أمام تمثال المغترب، مدخل المرفأ الشمالي. ولفت إلى أن الهيئة التي أنشئت بالتعاون بين نقابات المحامين والمهندسين والمقاولين وجمعية الصناعيين وغيرها، هدفها الأساسي إعادة إعمار بيروت.
وأوضح أن مهمتها تنفيذ خطة شاملة للنهوض ببيروت حجراً وبشراً، بالتنسيق فيما بين كل الطاقات التي تعمل حالياً على الأرض، واستقبال المساعدات وتوزيعها بشكل شفاف وفعال، سواء أكانت هذه المساعدات عينية أو مالية، أو كان مصدرها من داخل لبنان أو من خارجه، والوصول إلى عودة كل سكان بيروت إلى مساكنهم، وكل العاملين فيها إلى مكاتبهم وشركاتهم ومؤسساتهم. وذلك بوقت قصير ومعقول.
وأعلن عن تجهيز غرفة عمليات ميدانية مع أمانة سر بخط ساخن، على أن يتم توضيح كل الآليات المتبعة والتفاصيل الضرورية تباعاً؛ لتمكين كل الطاقات العاملة على الأرض والجهات المانحة والجهات الرسمية من التواصل فيما بينها.
في موازاة ذلك، أثنى خلف على «العمل الجبار الذي يقوم به الجيش اللبناني، وعلى عمله لإنجاح جهود هيئة التنسيق الوطنية»؛ مؤكداً أن كل طاقات هذه الهيئة مؤلفة من نقابات، وستعمل بكل ما أوتي لها من طاقة تطوعية.
في موازاة ذلك، أعلن محافظ بيروت، القاضي مروان عبود، أن عمليات المسح لا تزال مستمرة، لافتاً إلى أن المرحلة الثانية انتهت، وهي المرحلة التي تقوم على تحديد عدد المساكن المتضررة التي تشكل خطراً على السلامة العامة. وقال: «لقد أحصيت هذه المساكن، وهمُّنا أن نخرج الناس منها لكي لا يزداد عدد الشهداء»، مشيراً إلى أنه سيتم الانتقال إلى المرحلة الثالثة، وهي تدعيم الأبنية وتصليح البيوت وإعادة الناس إليها.
وتمنى عبود «أن يعود قسم كبير من الناس إلى منازلهم قبل فصل الشتاء متوقعاً أن يعود 50 في المائة من العائلات خلال شهر أو شهر ونصف شهر، وتحديداً أولئك الذين تقدر أضرار بيوتهم بين المتوسطة والصغيرة».



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.