حالات التسمم تطارد جواسيس ومعارضين... والمتهم الاستخبارات الروسية

الجاسوس الروسي السابق ألكسندر ليتفينينكو (أرشيفية - رويترز)
الجاسوس الروسي السابق ألكسندر ليتفينينكو (أرشيفية - رويترز)
TT

حالات التسمم تطارد جواسيس ومعارضين... والمتهم الاستخبارات الروسية

الجاسوس الروسي السابق ألكسندر ليتفينينكو (أرشيفية - رويترز)
الجاسوس الروسي السابق ألكسندر ليتفينينكو (أرشيفية - رويترز)

أعاد نقل المعارض الروسي أليكسي نافالني إلى المستشفى للاشتباه في تعرضه لمادة كيميائية بحسب طبيبه الخاص، إلى الأذهان حالات تسمم مؤكدة أو مفترضة منذ عقود.
ففي يوليو (تموز) 2019 أصيب نافالني بطفح جلدي وتورم وجهه أثناء وجوده في السجن بعد قمع السلطات متظاهرين معارضين للكرملين وبعد أن دعا لمظاهرة غير مرخصة. وفي 2017 تعرض لحروق كيميائية في عينه بعدما ألقى مهاجمون صباغا أخضر يستخدم كمطهر، على وجهه أمام مكتبه.
وعثر في مارس (آذار) 2018 على الجاسوس الروسي السابق المزدوج سيرغي سكريبال وابنته لوليا غائبين عن الوعي في مركز تجاري في سالزبوري جنوب إنجلترا، ونقلا إلى المستشفى في حالة حرجة.
واتهمت لندن موسكو بالوقوف وراء عملية التسميم باستخدام مادة من صنع سوفياتي وذلك انتقاما لتعاون الجاسوس مع الاستخبارات البريطانية. ونفت روسيا ذلك، وأدت القضية إلى أزمة دبلوماسية.
وخرج سكريبال وابنته من المستشفى في الأشهر التالية، وخلفت الحادثة ضحية جانبية، فقد توفيت امرأة استخدمت محتوى عبوة عثر عليها رفيقها، معتقدة أنها عطر.
وتوفي الجاسوس الروسي السابق المعارض من المنفى ألكسندر ليتفينينكو عام 2006 إثر تسمم بمادة البولونيوم - 210 وهي مادة مشعة سامة جدا، وخلص تحقيق بريطاني بعد عشر سنوات إلى اتهام روسيين تناولا الشاي معه في فندق. وفي 2016 خلص تحقيق بريطاني آخر إلى اتهام روسيا في الجريمة، لكن موسكو نفت.
وفي 14 سبتمبر (أيلول) 2018 أدخل بيوتر فيرزيلوف، الناشط المعارض للكرملين والمرتبط بفرقة موسيقى ألبانك الروسية «بوسي رايوت»، إلى المستشفى إثر أعراض تسمم على ما يبدو من أدوية. ونقل جوا على وجه السرعة إلى ألمانيا، حيث قال الأطباء إنه من «المعقول جدا» أن يكون تعرض للتسميم.
وتقول زوجته المنفصلة عنه العضو في فرقة «بوسي رايوت» ناديا تولوكونيكوفا، إن التسميم المفترض كان «على الأرجح محاولة اغتيال أو على الأقل ترهيبا». وبعد خروجه من المستشفى، قال فيرزيلوف إنه «على اقتناع» بأنه تعرضه للتسميم على أيدي جهاز الاستخبارات الروسي.
وفي سبتمبر 2004 أصيب مرشح المعارضة الأوكرانية وبطل الثورة البرتقالية فيكتور يوتشنكو بأعراض مرض خطيرة. وأظهرت نتائج فحوص أجريت في عيادة نمساوية أنه تناول كمية كبيرة من الديوكسين. وقد نجا يوتشنكو من التسمم وفاز بالانتخابات، لكن وجهه بقي متورما وعليه آثار ندوب، ويتهم مؤيدوه جهاز الاستخبارات الروسي بالضلوع في الواقعة.


مقالات ذات صلة

آسيا يابانيون في شوارع العاصمة طوكيو (أ.ب)

بكين تتهم امرأة يابانية بالتجسس بسبب أنشطتها في طوكيو

اعتقلت الصين امرأة يابانية عام 2015 بتهمة التجسس لمصلحة طوكيو، فيما تمثل أول حالة معروفة صارت فيها الإجراءات المتخذة في طوكيو أساسية للملاحقة القضائية.

«الشرق الأوسط» (بكين)
شؤون إقليمية صورة في 27 ديسمبر 2024 في هرتسليا بإسرائيل تُظهر أفراداً من الشرطة في موقع عملية طعن (د.ب.أ)

توقيف إسرائيلي للاشتباه بتجسسه لصالح إيران

أفاد تقرير إخباري بأن السلطات الإسرائيلية ألقت القبض على مواطن يُشتبه في عمله جاسوساً لصالح إيران.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
أوروبا ميناء سيفاستوبول بشبه جزيرة القرم (رويترز)

سجن امرأة متهمة بالخيانة في القرم 15 عاماً

حُكم على امرأة في سيفاستوبول بشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا، بالسجن 15 عاماً بتهمة الخيانة؛ على خلفية عملها لحساب أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم جاء في الحكم على المواطن الأميركي جين سبيكتور أنه سيقضي عقوبته بـ«منشأة سجون بنظام صارم» بعد محاكمة جرت عبر جلسات مغلقة (رويترز)

الحكم على أميركي بالسجن 15 عاماً في روسيا بتهمة «التجسس»

قضت محكمة روسية، اليوم (الثلاثاء)، بسجن المواطن الأميركي جين سبيكتور، 15 عاماً في إطار قضية «تجسس» لا تزال تفاصيلها غامضة.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.