تقرير: «حزب الله» اشترى كميات هائلة من نترات الأمونيوم بين عامي 2013 و2014

مشهد للدمار الهائل في مرفأ بيروت بعد الانفجار (أ.ف.ب)
مشهد للدمار الهائل في مرفأ بيروت بعد الانفجار (أ.ف.ب)
TT

تقرير: «حزب الله» اشترى كميات هائلة من نترات الأمونيوم بين عامي 2013 و2014

مشهد للدمار الهائل في مرفأ بيروت بعد الانفجار (أ.ف.ب)
مشهد للدمار الهائل في مرفأ بيروت بعد الانفجار (أ.ف.ب)

قال تقرير صحافي نشرته صحيفة «دي فيلت» الألمانية، أمس (الأربعاء)، إن جماعة «حزب الله» اللبنانية اشترت كمية كبيرة من نترات الأمونيوم، بين عامي 2013 و2014، وهي المادة التي تسببت في الانفجار الضخم الذي هز مرفأ بيروت مطلع الشهر الحالي.
وأدى انفجار نترات الأمونيوم في مرفأ بيروت خلال الأسبوع الأول من أغسطس (آب) الحالي إلى مقتل ما لا يقل عن 171 شخصاً وإصابة نحو 6000 آخرين. ويُعتقد أن المادة المتفجرة مخزنة في المرفأ منذ عام 2014.
وأشارت «دي فيلت» إلى أنها حصلت على معلومات حصرية من المخابرات الغربية تفيد بأن «ميليشيا (حزب الله) قامت بين عامي 2013 و2014 بشراء كميات كبيرة من هذه المادة الخطرة، التي يشتبه بتورط الجماعة في تخزينها بمرفأ بيروت».
وأوضح التقرير أنه «ليس من المؤكد ما إذا كانت نيترات الأمونيوم التي تسببت في انفجار المرفأ هي نفسها التي اشتراها (حزب الله)» لافتاً إلى أن بعض مشتريات الجماعة جرى شحنها عبر المرفأ، وأن بعضها جرى استيراده عبر المطار، أو براً عبر سوريا.
ووفقاً للصحيفة، فإن وصول نترات الأمونيوم إلى «حزب الله» في عام 2013 لا بد من أنه كان على مرأى من قائد «فيلق القدس» التابع لـ«الحرس الثوري» الإيراني، قاسم سليماني، الذي اغتيل على يد الجيش الأميركي بغارة بطائرة مسيرة في يناير (كانون الثاني) الماضي.
وأشار التقرير إلى أن الشحنة الأولى من هذه المادة وصلت من إيران في 16 يوليو (تموز) 2013، وشملت 270 طناً من نترات الأمونيوم، وبلغت تكلفتها نحو 179 ألف يورو.
أما الشحنة الثانية، فكانت بالكمية نفسها (270 طناً) وقد وصلت في 23 أكتوبر (تشرين الأول) 2013، وبلغت تكلفتها 140 ألف يورو.
وتسلمت الجماعة شحنة ثالثة في أبريل (نيسان) 2014، وكانت تكلفتها 61 ألف يورو، وتراوحت كميتها بين 90 و130 طناً من نيترات الأمونيوم.
وبالتالي؛ فإن إجمالي وزن الشحنات الثلاث التي تلقاها «حزب الله» من نترات الأمونيوم في هذه الفترة تراوح بين 630 و670 طناً.
وذكر تقرير «دي فيلت» أسماء عدد من عناصر «حزب الله» والنظام الإيراني المتورطين في شحن نترات الأمونيوم إلى المرفأ، من بينهم: محمد قصير، القيادي بالحزب اللبناني والمدرج على لائحة عقوبات الحكومة الأميركية لنقله الأسلحة والتكنولوجيا من إيران إلى لبنان عبر سوريا، وعضو «فيلق القدس» الإيراني، سيد مجتبى موسوي طبر، ونائبه طبر بهنام شهرياري، الذي فرضت الولايات المتحدة عقوبات ضده عام 2011.



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.