مساعدات أميركية للعراق عشية لقاء الكاظمي ـ ترمب

بومبيو يدعو بغداد إلى تفكيك الميليشيات ويتعهد مزيداً من الدعم

وزيرا الخارجية الأميركي والعراقي يصلان إلى المؤتمر الصحافي في واشنطن أمس (أ.ف.ب)
وزيرا الخارجية الأميركي والعراقي يصلان إلى المؤتمر الصحافي في واشنطن أمس (أ.ف.ب)
TT

مساعدات أميركية للعراق عشية لقاء الكاظمي ـ ترمب

وزيرا الخارجية الأميركي والعراقي يصلان إلى المؤتمر الصحافي في واشنطن أمس (أ.ف.ب)
وزيرا الخارجية الأميركي والعراقي يصلان إلى المؤتمر الصحافي في واشنطن أمس (أ.ف.ب)

أعلنت الولايات المتحدة عن حزمة مساعدات إنسانية وتنموية للعراق بأكثر من 200 مليون دولار، عشية لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، اليوم، في واشنطن. وحضت بغداد على تفكيك الميليشيات.
وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في بيان، عقب لقاء جمعه بنظيره العراقي فؤاد حسين في واشنطن، أمس، إن الولايات المتحدة «ستقدم مساعدات إنسانية إضافية بقيمة تقارب 204 ملايين دولار لشعب العراق واللاجئين العراقيين في المنطقة والأقليات التي تستضيفهم، يشمل ذلك التمويل ما يقرب من 133 مليون دولار من مكتب السكان واللاجئين والهجرة بوزارة الخارجية، وأكثر من 71 مليون دولار من مكتب المساعدات الإنسانية التابع للوكالة الأميركية للتنمية الدولية».
وأفاد البيان بأن «هذا التمويل يرفع إجمالي الاستجابة الإنسانية الأميركية للعراق إلى أكثر من 706 ملايين دولار منذ بداية السنة المالية 2019، بالإضافة إلى ذلك، قدمت الولايات المتحدة 49.5 مليون دولار مساعدات للعراق لمواجهة جائحة (كورونا)، وأكثر من 22.7 مليون دولار حتى الآن في السنة المالية 2020 لمساعدة أكثر من 244 ألف لاجئ سوري في العراق».
وقال بومبيو إن «هذه المساعدات ستوفر المأوى الضروري والرعاية الصحية الأساسية، والمساعدة الغذائية الطارئة والمياه والصرف الصحي، وخدمات النظافة في جميع أنحاء العراق، كما ستعمل على تحسين الوصول إلى الاحتياجات المدنية والخدمات القانونية، وقدرة مرافق الرعاية الصحية على زيادة الوصول إلى فرص التعليم وسبل العيش».
وأكد أن الولايات المتحدة «ستظل أكبر مانح منفرد للمساعدات الإنسانية في العراق وعلى مستوى العالم، بما يتماشى مع استراتيجيتها للأمن القومي»، مضيفاً: «نحن نقدّر جميع الجهات المانحة التي تقدمت بمساعدة العراق، ونواصل تشجيع المانحين التقليديين والجدد للمساعدة في تلبية الاحتياجات المتزايدة».
ودعا الوزير الأميركي السلطات العراقية إلى بذل الجهود لتحقيق تطلعات الشعب ومطالب المظاهرات التي خرجت تنادي بالإصلاحات والقضاء على الفساد. وقال بومبيو في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية العراقي، أمس، قبل لقاء جمعه بالكاظمي، إن «واشنطن تريد للعراق علاقات حسنة مع الدول المجاورة له، واستباب الأمن، إذ ستعمل الولايات المتحدة مع العراق على محاربة (داعش) وتقديم كل ما يلزم للجانب العراقي في هذه الحرب، من الناحية العسكرية والتدريبية وغيرها».
وطالب الحكومة العراقية بتفكيك «الجماعات المسلحة التي لا تندرج تحت مظلة الدولة»، واستبدال ذلك من خلال قوات عسكرية عراقية وأمنية، وأن تأخذ الحكومة على عاتقها حماية الأقليات الدينية والعرقية. وشدد على أن «المجموعات المسلحة التي لا تخضع لسيطرة رئيس الوزراء الكاملة، أعاقت تقدمنا... ويجب أن تحل الشرطة المحلية محل هذه المجموعات في أسرع وقت ممكن. لقد أكدت للدكتور فؤاد أننا نستطيع مساعدته وأننا سنساعده... ناقشنا كيف يمكن للولايات المتحدة والعراق العمل معاً لجعل العراق أكثر أمناً واستقراراً». وتعهد دعم قوات الأمن العراقية «لتقليص قوة الميليشيات التي ترهب الشعب العراقي منذ فترة طويلة وتقوض سيادة العراق الوطنية».
وأفاد بأن الجانبين بحثا «التعاون الثقافي وإعادة بناء المواقع والمجتمعات التي تأثرت بداعش، كالأقليات المسيحية والإيزيدية وغيرها، وتقديم المساعدات التي تقدر بنصف مليار دولار»، مؤكداً أن «هذه من أولويات الإدارة الأميركية، وتمت مناقشتها خلال الحوار الاستراتيجي الثاني مع الجانب العراقي» في الاجتماعات أمس.
وأشار إلى أن «علاقتنا بالعراق مستمرة وقوية، ونحن ملتزمون بمساعدة الحكومة العراقية على تحقيق التنمية والاستقرار، ومساعدتها على بناء علاقات جيدة مع الدول المجاورة، ومن أهم الأمور هي محاربة (داعش)، واستتباب الأمن في العراق الذي سيسمح لنا بجلب الشركات الأميركية لعقد المشاريع هناك وكذلك الاستثمار الأجنبي، ودعونا العراق إلى إجراء الانتخابات البرلمانية النزيهة التي طالب بها الشعب في مظاهراته المستمرة من العام الماضي بذلك، ومحاربة الفساد، وكذلك العمل مع الجانب الكردي في التعاون المستمر من خلال محاربة (داعش) وغيرها من الأمور». بدوره، قال وزير الخارجية العراقي إن بلاده تحرص على حماية علاقتها بالولايات المتحدة «وتقديم كل ما يلزم للوفاء بتعهداتها... سياستنا الحرص على أن تكون لدينا علاقة حسن جوار مع إيران، وبالمقابل أيضاً علاقة قوية مع حليفتنا الولايات المتحدة».
وعن الحوار الاستراتيجي الأميركي - العراقي، أكد حسين أن البلدين سيبرمان عدداً من الاتفاقيات في الجانب الاقتصادي والطاقة، تخص إحداها عمل شركة «شيفرون» الأميركية في مجال التنقيب في العراق، «وسيتم الإعلان عن إجمالي العقود والاستثمارات الأخرى». ولفت إلى «إبرام العديد من الاتفاقيات الأخرى في الجانب الثقافي والصحي، ومساعدة العراق في تخطي أزمة جائحة «كورونا»، وكذلك في حربه ضد (داعش). والعراق حريص على تنفيذ كل التزاماته وتعهداته مع الجانب الأميركي».



«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
TT

«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)

دخل حزب «الوفد» المصري العريق في أزمة جديدة، على خلفية قرار رئيسه عبد السند يمامة، فصل أحد قادة الحزب ورئيسه الأسبق الدكتور السيد البدوي، على خلفية انتقادات وجَّهها الأخير إلى الإدارة الحالية، وسط مطالبات باجتماع عاجل للهيئة العليا لاحتواء الأزمة، فيما حذَّر خبراء من «موجة انشقاقات» تضرب الحزب.

وانتقد البدوي في حديث تلفزيوني، دور حزب الوفد الراهن، في سياق حديثه عمّا عدَّه «ضعفاً للحياة الحزبية» في مصر. وأعرب البدوي عن استيائه من «تراجع أداء الحزب»، الذي وصفه بأنه «لا يمثل أغلبية ولا معارضة» ويعد «بلا شكل».

وذكر البدوي، أن «انعدام وجوده (الوفد) أفقد المعارضة قيمتها، حيث كان له دور بارز في المعارضة».

و«الوفد» من الأحزاب السياسية العريقة في مصر، وهو الثالث من حيث عدد المقاعد داخل البرلمان، بواقع 39 نائباً. في حين خاض رئيسه عبد السند يمامة، انتخابات الرئاسة الأخيرة، أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، وحصل على المركز الرابع والأخير.

المقر الرئيسي لحزب «الوفد» في القاهرة (حزب الوفد)

وأثارت تصريحات البدوي استياء يمامة، الذي أصدر مساء الأحد، قراراً بفصل البدوي من الحزب وجميع تشكيلاته.

القرار ووجه بانتقادات واسعة داخل الحزب الليبرالي، الذي يعود تأسيسه إلى عام 1919 على يد الزعيم التاريخي سعد زغلول، حيث اتهم عدد من قادة الحزب يمامة بمخالفة لائحة الحزب، داعين إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا.

ووصف عضو الهيئة العليا للحزب فؤاد بدراوي قرار فصل البدوي بـ«الباطل»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «لائحة الحزب تنظم قرارات فصل أي قيادي بالحزب أو عضو بالهيئة العليا، حيث يتم تشكيل لجنة تضم 5 من قيادات الحزب للتحقيق معه، ثم تُرفع نتيجة التحقيق إلى (الهيئة العليا) لتتخذ قرارها».

وأكد بدراوي أن عدداً من قيادات الحزب «دعوا إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا قد يُعقد خلال الساعات القادمة لبحث الأزمة واتخاذ قرار»، معتبراً أن «البدوي لم يخطئ، فقد أبدى رأياً سياسياً، وهو أمر جيد للحزب والحياة الحزبية».

ويتخوف مراقبون من أن تتسبب الأزمة في تعميق الخلافات الداخلية بالحزب، مما يؤدي إلى «موجة انشقاقات»، وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور طارق فهمي لـ«الشرق الأوسط» إن «مشكلة فصل البدوي قد تؤدي إلى موجة انشقاقات داخل الحزب، وهي ظاهرة مرشحة للتفاقم في الحياة السياسية المصرية خلال الفترة القادمة، فمشكلة (الوفد) مثل باقي الأحزاب... لا توجد قناعة بتعدد الآراء والاستماع لجميع وجهات النظر».

وأكد فهمي أن «اجتماع الهيئة العليا لحزب (الوفد) لن يحل الأزمة، والحل السياسي هو التوصل إلى تفاهم، للحيلولة دون حدوث انشقاقات، فمشكلة (الوفد) أنه يضم تيارات وقيادات كبيرة تحمل رؤى مختلفة دون وجود مبدأ استيعاب الآراء كافة، وهو ما يؤدي إلى تكرار أزمات الحزب».

وواجه الحزب أزمات داخلية متكررة خلال السنوات الأخيرة، كان أبرزها إعلان عدد من قياداته في مايو (أيار) 2015 إطلاق حملة توقيعات لسحب الثقة من رئيسه حينها السيد البدوي، على خلفية انقسامات تفاقمت بين قياداته، مما أدى إلى تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي في الأزمة، حيث اجتمع مع قادة «الوفد» داعياً جميع الأطراف إلى «إعلاء المصلحة الوطنية، ونبذ الخلافات والانقسامات، وتوحيد الصف، وتكاتف الجهود في مواجهة مختلف التحديات»، وفق بيان للرئاسة المصرية حينها.

وأبدى فهمي تخوفه من أن «عدم التوصل إلى توافق سياسي في الأزمة الحالية قد يؤدي إلى مواجهة سياسية بين قيادات (الوفد)، ومزيد من قرارات الفصل، وهو ما سيؤثر سلباً على مكانة الحزب».

في حين رأى نائب مدير «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» في مصر الدكتور عمرو هاشم ربيع، أن «(الوفد) سيتجاوز هذه الأزمة كما تجاوز مثلها»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الأزمة ستمر مثل كثير من الأزمات، لكنها لن تمر بسهولة، وستحدث عاصفة داخل الحزب».

واستنكر ربيع فصل أحد قيادات حزب ليبرالي بسبب رأيه، قائلاً: «من الغريب أن يقوم رئيس حزب ليبرالي ينادي بحرية التعبير بفصل أحد قياداته بسبب رأيه».

كان البدوي قد أعرب عن «صدمته» من قرار فصله، وقال في مداخلة تلفزيونية، مساء الأحد، إن القرار «غير قانوني وغير متوافق مع لائحة الحزب»، مؤكداً أنه «لا يحق لرئيس الحزب اتخاذ قرار الفصل بمفرده».

وأثار القرار ما وصفها مراقبون بـ«عاصفة حزبية»، وأبدى عدد كبير من أعضاء الهيئة العليا رفضهم القرار، وقال القيادي البارز بحزب «الوفد» منير فخري عبد النور، في مداخلة تلفزيونية، إن «القرار يأتي ضمن سلسلة قرارات مخالفة للائحة الحزب، ولا بد أن تجتمع الهيئة العليا لمناقشة القرار».

ورأى عضو الهيئة العليا لحزب «الوفد» عضو مجلس النواب محمد عبد العليم داوود، أن قرار فصل البدوي «خطير»، وقال في مداخلة تلفزيونية إن «القرار لا سند له ولا مرجعية».

وفي يوليو (تموز) الماضي، شهد الحزب أزمة كبرى أيضاً بسبب مقطع فيديو جرى تداوله على نطاق واسع، على منصات التواصل الاجتماعي، يتعلق بحديث لعدد من الأشخاص، قيل إنهم قيادات بحزب «الوفد»، عن بيع قطع أثرية؛ مما أثار اتهامات لهم بـ«الاتجار غير المشروع في الآثار».