مصر تستأنف صلاة الجمعة في المساجد الكبرى الأسبوع المقبل

موظفون ينتجون الكمامات الواقية في مصنع بالقاهرة في 14 يوليو الماضي (إ.ب.أ)
موظفون ينتجون الكمامات الواقية في مصنع بالقاهرة في 14 يوليو الماضي (إ.ب.أ)
TT

مصر تستأنف صلاة الجمعة في المساجد الكبرى الأسبوع المقبل

موظفون ينتجون الكمامات الواقية في مصنع بالقاهرة في 14 يوليو الماضي (إ.ب.أ)
موظفون ينتجون الكمامات الواقية في مصنع بالقاهرة في 14 يوليو الماضي (إ.ب.أ)

قال رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، في خطاب بثّه التلفزيون أمس، إن مصر ستلزم جميع القادمين إلى البلاد بتقديم نتائج فحص الإصابة بفيروس كورونا المستجد «بي سي آر» لدى وصولهم للبلاد اعتباراً من أول سبتمبر (أيلول)، كما نقلت وكالة رويترز. فيما صرح وزير الأوقاف، الدكتور محمد مختار جمعة، بأن لجنة إدارة أزمة كورونا بمجلس الوزراء قررت أمس الموافقة على عودة صلاة الجمعة بالمساجد الكبرى والجامعة التي تحددها وزارة الأوقاف، وذلك ابتداء من يوم الجمعة 28 أغسطس (آب).
وقال وزير الأوقاف، وفق وكالة أنباء الشرق الأوسط، إنه قد تم وضع ضوابط لعودة صلاة الجمعة، منها الالتزام بجميع إجراءات إقامة الصلوات العادية من مراعاة التباعد وارتداء الكمامة وإحضار المصلى الشخصي، وفتح المساجد قبل الصلاة بـ10 دقائق، وغلقها فور انتهاء الصلاة، والاقتصار على الأماكن المتاحة وفق تحقيق إجراءات التباعد الاجتماعي فقط، وتكون خطبة الجمعة في حدود 10 دقائق وعدم فتح دورات المياه، أو دور المناسبات، أو زيارة الأضرحة، وعدم السماح بأي مناسبات اجتماعية من أفراح أو عزاء أو نحوه، وكذلك عدم السماح بصلاة الجنائز بالمسجد.
وتنشد الحكومة المصرية الوصول لـ«صفر» إصابات لـ«كوفيد - 19» خلال الفترة المقبلة. وشدد الدكتور مصطفى مدبولي، في هذا الإطار، على «ضرورة الالتزام بجميع الإجراءات الاحترازية لمجابهة الفيروس، والحفاظ على المعدلات المنخفضة من الإصابات والوفيات خلال الفترة الماضية، والسعي لمواصلة التصدي للفيروس خلال الفترة المقبلة». فيما أعلنت وزارة الصحة المصرية «استقبال مرضى (كورونا المستجد) في 320 مستشفى عاماً ومركزياً على مستوى ربوع البلاد، إلى جانب 77 مستشفى حميات وصدر، و53 معملاً متخصصاً لإجراء التحاليل الخاصة بالفيروس». ووفق أحدث إفادة لوزارة الصحة والسكان في مصر، مساء أول من أمس، «خرج 911 متعافياً من الفيروس من المستشفيات، ليرتفع إجمالي المتعافين من الفيروس إلى 61562 حالة».
وترأس رئيس مجلس الوزراء المصري اجتماع الحكومة، أمس، في مدينة العلمين الجديدة. وقبل بدء الجلسة، حرص الوزراء على الالتزام بالإجراءات الاحترازية كافة لمواجهة الفيروس، والتدابير الوقائية عند دخول قاعة الاجتماع، وخاصة ارتداء الكمامات، واستعمال المطهرات الكحولية، بالإضافة إلى قياس درجات الحرارة.
وقالت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان في مصر، خلال اجتماع الحكومة، إن «منحى العدوى من (كوفيد - 19) خلال الفترة الماضية يشهد تناقصاً ملحوظاً في عدد الحالات المصابة، مقارنة بالفترات السابقة، ومقارنة كذلك بالمعدلات العالمية»، لافتة إلى «نتائج بروتوكول وزارة الصحة لعلاج مرضى الفيروس»؛ حيث أوضحت أنه «تم تحليل بيانات مكتملة لعدد 8203 من المرضى المحجوزين بـ28 مستشفى عزل، وأظهرت نتائج تحليل البيانات أن نسب الشفاء للمرضى المحجوزين بمستشفى العزل وصلت إلى 89.3 في المائة، كما سجلت نسبة شفاء المرضى الحوامل 95.3 في المائة، فيما بلغت نسبة شفاء مرضى أمراض الكبد المزمنة المصابين بالفيروس نسبة 64.5 في المائة»، مشيرة إلى أن «عدد الحقائب المنزلية الوقائية المنصرفة للمخالطين لمصابي الفيروس الكبار بلغت 144385 حقيبة، وللأطفال 46981 حقيبة، فيما بلغ عدد حقائب الأدوية والمستلزمات الوقائية المنصرفة للمصابين الذين خضعوا للعزل المنزلي 30971 حقيبة».
وبحسب «الصحة»، فإنه «تم تسجيل 163 حالة جديدة ثبتت إيجابية تحاليلها معملياً للفيروس حتى مساء أول من أمس، فضلاً عن 11 حالة وفاة جديدة»، في إشارة إلى تراجع كبير في عدد الوفيات، مضيفة أن «إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بفيروس (كورونا المستجد) حتى مساء أول من أمس، هو 96753 حالة، من ضمنهم 61562 حالة تم شفاؤها، و5184 حالة وفاة».



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.