تجاوزت حصيلة الوفيات بفيروس «كورونا» المستجد في إيران، 20 ألفاً، وذلك بعد نحو 7 أشهر على إعلان بدء ما تحوّل إلى أسوأ انتشار لوباء «كوفيد19» في منطقة الشرق الأوسط.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الصحة، سيما سادات لاري، أمس، إن الوباء تسبب في وفاة 153 شخصاً في الساعات الـ24 الماضية، لترتفع الحصيلة في البلاد إلى 20 ألفاً و125 وفاة.
وأعلنت لاري في مؤتمر صحافي أن 2444 إصابة إضافية سجلت أيضاً خلال الفترة نفسها، ما رفع العدد الإجمالي للإصابات في إيران إلى 350 ألفاً و279 منذ أن أعلن عن تسجيل أول حالتي وفاة بالوباء بمدينة قم في 19 فبراير (شباط) الماضي.
وأبلغت وزارة الصحة عن 3878 حالة حرجة في غرف العناية المركزة. وأشارت البيانات إلى نقل 1132 مريضاً إلى المستشفيات لتلقي العلاج من الوباء.
وشددت لاري على ضرورة الالتزام بالتدابير الصحية خلال مراسم «عاشوراء» التي تبدأ غداً الجمعة وتستمر 10 أيام. وقالت: «يجب ألا تعقد بتاتاً طقوس محرّم في الأماكن المغلقة»، وفق ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
وأثارت الأرقام الرسمية لعدد الإصابات والوفيات الشكوك داخل إيران وخارجها وسط قلق من أن الحصيلة الحقيقية أعلى بكثير. ووصفت لاري الوضع بـ«المقلق» في 26 من محافظات إيران الـ31؛ بينها طهران، التي لا تزال تتصدر قائمة 15 محافظة في «الوضع الأحمر»، فيما تستمر «حالة الإنذار» في 11 محافظة.
وقال حاكم محافظ طهران، أنوشيروان محسني بندبي، إن الأوضاع «لا تزال هشة» في العاصمة الإيرانية، معلناً تمديد العمل من المنازل لأسبوع آخر.
ولم تفرض السلطات إغلاقاً إلزامياً على السكان، لكن أقفلت المدارس وألغيت احتفالات عامة ومنع السفر بين المحافظات في مارس (آذار) الماضي. ورفعت القيود تدريجياً منذ أبريل (نيسان) الماضي، بعدما تسببت تداعياتها بتدهور إضافي في الاقتصاد الإيراني الخاضع أصلاً لعقوبات أميركية.
وعاودت الإصابات والوفيات الارتفاع في إيران مذ بلغت حدها الأدنى في مايو (أيار) الماضي، مما دفع بالسلطات إلى إعادة فرض بعض القيود.
وتزامناً مع ذلك، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني، في اجتماع الحكومة إن بلاده شهدت «موجة ثانية مثل كثير من البلدان، وقد تشهد قفزات أخرى للوباء». وخلال الأشهر الماضية، أثارت تصريحات روحاني المتباينة حول جائحة «كورونا»، شكوكاً حول قدرة الحكومة على إدارة الأزمة.
وشهدت إيران أمس بداية امتحان دخول الجامعات بعد سجال حول تأجيله للمرة الثالثة. ومن المفترض أن يستمر الامتحان 3 أيام في مختلف المجالات الدراسية بمشاركة أكثر من 1.3 مليون طالب في أنحاء البلاد. وطلب رئيس «لجنة مكافحة كورونا» في طهران، من الأسر الإيرانية عدم مرافقة أبنائها للمراكز المخصصة للامتحان، بهدف تفادي التجمعات.
من جانب آخر، دافع روحاني عن مواقف حكومته في عقد الامتحان، قبل أن ينتقل إلى الجدل الدائر حول إقامة مراسم «عاشوراء»، وقال إن المناسبة «ستقام مع التزام كل المعايير الصحية».
من جهته، حض إسحاق جهانغيري، نائب الرئيس الإيراني، مواطنيه على ممارسة «العزاء» من المنازل.
ونقلت وكالة «إيسنا» الحكومية، عن حسين ذو الفقاري، نائب وزير الداخلية، أن الحكومة لم تقرر بعد إقامة مسيرة سنوية، تنظمها السلطات الإيرانية إلى مدينة كربلاء، بمناسبة مرور 40 يوماً على مراسم «عاشوراء».
ودعا ذو الفقاري الأجهزة والمؤسسات الحكومية كافة إلى تدوين برنامج يدوم عاماً للتعايش مع «كورونا».
في الأثناء، وجه وزير الصحة، سعيد نمكي، أمس، رسالة إلى قيادة الشرطة الإيرانية، يطالب فيها بالإشراف على تنفيد بروتوكولات الحجر الصحي وضبط فيروس «كورونا».
«كورونا» يغزو 26 محافظة إيرانية
«كورونا» يغزو 26 محافظة إيرانية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة