لقاء عون ـ بري يخرق جمود «المشاورات»

رئيس البرلمان جدد تمسكه بالحريري لرئاسة الحكومة

عون مستقبلاً بري أمس (الوكالة المركزية)
عون مستقبلاً بري أمس (الوكالة المركزية)
TT

لقاء عون ـ بري يخرق جمود «المشاورات»

عون مستقبلاً بري أمس (الوكالة المركزية)
عون مستقبلاً بري أمس (الوكالة المركزية)

خرق لقاء رئيس البرلمان نبيه بري مع رئيس الجمهورية ميشال عون، أمس، جمود المشاورات الحكومية الذي ساد اليومين الأخيرين بانتظار صدور حكم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، لينتج منه اتفاق على عودة التواصل خلال 48 ساعة.
وفي حين اكتفى بري بعد انتهاء اللقاء بالقول «التواصل مع فخامة الرئيس مستمر»، قالت مصادر مطلعة على موقف رئاسة الجمهورية لـ«الشرق الأوسط»، «لا شك أن طرح بري الذي بحث في اللقاء ينطلق من دعمه لعودة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري لترؤس مجلس الوزراء، لكن هذا الأمر يحتاج إلى دراسة دقيقة تفادياً لأي إشكالات وخلافات في المرحلة المقبلة، ومن هنا كان الاتفاق على عودة التواصل بين الطرفين خلال 48 ساعة إفساحاً في المجال لمتابعة بعض النقاط وتوضيح الأمور أكثر قبل تحديد موعد للاستشارات النيابية لتسمية رئيس للحكومة». ورغم تأكيد المصادر أنه لم يتم الاتفاق بين عون بري على الحريري رئيساً مقبلاً للحكومة، نقلت وكالة الأنباء المركزية، عن مصادر مطلعة على الجو الرئاسي قولها «إن الطروحات لامست اسم الرئيس الحريري من زاوية الالتقاء عليه كأفضل شخصية لإدارة المرحلة الصعبة، بعد تخفيف كمّ الشروط التي وضعها لقبول المهمة».
في المقابل، أكدت مصادر متابعة للمشاورات الحكومية، لـ«الشرق الأوسط»، أن بري متمسك في كل لقاءاته من طرح واضح، وهو أن الحريري بما يمثل، حاجة أساسية في هذه المرحلة لقطع الطريق أمام أي محاولة لإيقاظ الفتنة، وهو ما كان واضحاً في لقاءاته التي عقدها ويعقدها من مسؤولين لبنانيين وموفدين من الخارج.
ولفتت المصادر إلى أن لقاء بري مع عون يندرج في إطار التشاور ومروحة الاتصالات التي سيجريها بري للإسراع بتشكيل الحكومة وإنضاج المناخات تحت عنوان رئيسي هو الإصلاح مع حرصه على البناء على الإيجابيات، خاصة أن الجميع مدرك، وأولهم بري أنه لا أحد يملك ترف التصرف بالوقت. من هنا، تلفت المصادر إلى سعي حثيث لإحداث خرق في الأسبوع المقبل قبل عودة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى بيروت بداية الشهر المقبل، على الأقل لناحية تحديد موعد للاستشارات النيابية لتسمية رئيس للحكومة.
وفي حين تؤكد المصادر على أن موقف الثنائي الشيعي موحد لجهة دعم الحريري تلفت إلى اختلافات ضمن الفريق الآخر وبشكل أساسي لدى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع حيال موضوع ترشيح الحريري، واضعة الأمر في خانة رفع السقوف السياسية، معولة في الوقت عينه على الاتصالات السياسية التي ستتكثف في الساعات المقبلة في محاولة لتذليل العقبات.
وعن شكل الحكومة، تجدد المصادر التأكيد على أن الحديث عن حكومة حيادية أمر غير منطقي وغير واقعي في لبنان، وتقول «يجب أن يكون لها نكهة سياسية، وأن يكون رئيسها يمثل كتلة نيابية وازنة في البرلمان وعدم تكرار تجربة حكومة حسان دياب التي أثبتت فشلها على كل المستويات»، من هنا ترجح أن تنتهي المشاورات إلى الاتفاق على الحريري، وأن تسمي الأطراف الأخرى وزراء لها في الحكومة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».