الناطقة باسم «محكمة الحريري»: الحكم ليس نهائياً ومن المبكر التكهن بالعقوبة

قالت لـ «الشرق الأوسط» إن المحكمة أثبتت أنه «من غير المعقول أن يقوم عياش بالمؤامرة وحده»

الناطقة باسم «محكمة الحريري»: الحكم ليس نهائياً ومن المبكر التكهن بالعقوبة
TT

الناطقة باسم «محكمة الحريري»: الحكم ليس نهائياً ومن المبكر التكهن بالعقوبة

الناطقة باسم «محكمة الحريري»: الحكم ليس نهائياً ومن المبكر التكهن بالعقوبة

قالت الناطقة الرسمية باسم «المحكمة الدولية الخاصة بلبنان»، وجد رمضان، إن الحكم الذي أصدرته المحكمة، أول من أمس (الثلاثاء)، بإدانة العضو في «حزب الله»، سليم جميل عياش في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري «ليس نهائياً بعد، وستتبعه ثلاث خطوات متتالية، هي: تبليغ عياش بحكم الإدانة، وتبليغ حسن حبيب مرعي وحسين حسن عنيسي وأسد صبرا بحكم عدم الإدانة».
وأوضحت رمضان لـ«الشرق الأوسط» أنّ «رئيس القلم يتخذ كل الخطوات المعقولة لتبليغ المتهم بالحكم، سواء أكان بالبراءة أم بالإدانة. ولأن محاكمة المتهم كانت غيابية؛ فإن رئيس القلم سيقوم بتبليغ السلطات اللبنانية نسخة مصدقة من الحكم، ويُتوقع أن تقوم هذه السلطات من ثَمّ بتبليغها للمتهم متبعة إجراءات التبليغ المعتادة حسب القانون اللبناني».
وتابعت: «أما الخطوة الثانية، فكانت عندما أعلنت غرفة الدرجة الأولى أنها أمهلت المدّعي العام أول من أمس، منذ تاريخه وحتى الأول من أيلول (سبتمبر) 2020، ليودع ملاحظاته الكتابية على تحديد العقوبة وطلب من فريق الدفاع عن عياش الجواب على الملاحظات كتابياً بمهلة لا تتخطى 15 من الشهر نفسه، لتقوم بعدها غرفة الدرجة الأولى بدراسة وتقييم هذه الملاحظات قبل تحديد جلسة علنية لتلاوة العقوبة في وقت لاحق. وبعد ذلك، يكون لدى الفرق مهلة 30 يوماً لإيداع إشعار بالاستئناف بالحكم أو بالعقوبة أو الاثنين معاً، إذا أرادوا».
وعن الآليات التي يمكن اتباعها من قِبَل المحكمة في حال عدم قدرة أو تمنع السلطات اللبنانية الوصول إلى عياش، قالت رمضان: «إننا لعلى ثقة بتعاون لبنان مع المحكمة الخاصة بلبنان، ومن غير المناسب التكهّن بما ستقوم به السلطات البنانية لتنفيذ العقوبة».
وفيما خصّ العقوبة التي يمكن أن تحدّد انطلاقاً من التهم الموجهة إلى عياش، لفتت رمضان إلى أنّ «إجراءات تحديد العقوبة أمام المحكمة الخاصة بلبنان منفصلة عن إجراءات المحاكمة»، مضيفةً أنه «قد يقدم المدعي العام والدفاع أي معلومات ذات صلة يمكن أن تساعد غرفة الدرجة الأولى في تحديد عقوبة مناسبة، كما يمكن أيضاً أن تأذن غرفة الدرجة الأولى للمتضررين المشاركين بتقديم ملاحظات تتعلق بأثر الجرائم الشخصي عليهم، ويجوز الحكم على الشخص المدان بالسجن لغاية المدة الباقية من حياته».
وفي حين لفتت إلى أنّ «النطق بالعقوبة يكون في جلسة علنية مستقلة»، أوضحت أنه إذا كان الشخص المدان طليقاً ولم يكن حاضراً في وقت النطق بالحكم والعقوبة، تصدر غرفة الدرجة الأولى مذكرة توقيف بحقه، ويجوز للمدعي العام والشخص المدان كليهما استئناف الحكم أو العقوبة.
أما إذا أوقف المتهم في وقت لاحق فيجوز له أن يطلب خطياً محاكمته من جديد أو يلجأ إلى خيارات أخرى، منها أن يقبل الحكم و/ أو العقوبة قبولاً خطياً أو أن يستأنفهما، أو أن يقبل الإدانة، ولكن مع طلب عقد جلسة جديدة لتحديد العقوبة.
ورأت رمضان أنه «من المبكر التكهّن بالعقوبة قبل تحديد جلسة النطق بها، وعند تحديد العقوبة ستصدر غرفة الدرجة الأولى مذكرات توقيف محلية ودولية جديدة بحق عياش».
وذكّرت رمضان أنّ «التهم وُجّهت إلى عياش في عام 2011، وفي جلسة النطق بالحكم أول من أمس أدانت غرفة الدرجة الأولى بالإجماع على نحو لا يشوبه أي شك معقول بجميع التهم المسندة إليه».
وفيما يتعلق بالمتهمين الثلاثة الآخرين، صبرا وعنيسي ومرعي، ذكرت رمضان أن غرفة الدرجة الأولى «لم تكن مقتنعة بشكل لا يحمل الشك لإدانتهم، لذلك قرّرت أنّهم غير مذنبين فيما يتعلق بجميع التهم المسندة إليهم في قرار الاتهام الموحّد المعدّل»، وأنه عقب النطق بالحكم «أصدرت غرفة الدرجة الأولى قراراً بإلغاء مذكرات التوقيف التي كانت قائمة منذ 2011 بحقهم»، فيما لا تزال المذكرات المحلية والدولية بحق عياش «قائمة إلى حين تحديد العقوبة».
وفي رد حول إذا كانت المحكمة الخاصة برّأت المتهمين الثلاثة من تهم تتعلّق بالجرائم الأخرى، أوضحت رمضان أنّ «القضيتين مختلفتين، وأن قضية عياش وآخرين تتعلّق باعتداء 14 فبراير (شباط) 2020، إنما قضية عياش التي هي حالياً في المرحلة التمهيدية تتعلّق بالاعتداءات الثلاثة التي استهدفت الوزيرين مروان حماده وإلياس المر والأمين العام لسابق للحزب الشيوعي جورج حاوي».
وأضافت رمضان أن غرفة الدرجة الأولى في المحكمة «أثبتت أنّه كان من غير المعقول أن يقوم عياش بالمؤامرة وحده، وأنّ الأدلة أثبتت من دون أدنى شك، أنّ شبكة الاتصالات الحمراء التي تتضمّن 8 مستخدمين من بينهم عياش، شكلت فريق الاغتيال، وكل الأدلة الظرفية التي قدّمها المدعي العام نسبة إلى عياش أكدتها الغرفة؛ أنها لا تحمل أدنى شك معقول لإدانته باعتداء 14 شباط (فبراير (شباط) 2005، فقررت الغرفة بالإجماع أنّ المتهم عياش مذنب على نحو لا يشوبه أي شك معقول بصفته شريكاً في مؤامرة هدفها ارتكاب عمل إرهابي وارتكاب عمل إرهابي باستعمال أداة متفجّرة، وقتل السيد رفيق الحريري عمداً باستعمال مواد متفجّرة، وقتل 21 شخصاً آخر عمداً باستعمال مواد متفجّرة، ومحاولة قتل 226 شخصاً عمداً باستعمال مواد متفجّرة».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.