خادم الحرمين والرئيس النيجيري يؤكدان أهمية التزام الدول الأعضاء باتفاق «أوبك+»

خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (واس)
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (واس)
TT

خادم الحرمين والرئيس النيجيري يؤكدان أهمية التزام الدول الأعضاء باتفاق «أوبك+»

خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (واس)
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (واس)

بحث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، مع الرئيس النيجيري محمد بخاري، الجهود الرامية لتحقيق استقرار أسواق النفط العالمية وإعادة التوازن إليها، في اتصال هاتفي.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس)، أن الجانبين أكدا «أهمية التزام جميع الدول الأعضاء في اتفاق (أوبك بلس) بتنفيذ الاتفاق وآلية التعويض المتفق عليها».
واستقرت أسعار النفط الخام نسبياً بعد مكاسب جيدة بعد تقديرات أولية لـ«أوبك+» تفيد بأن المنتجين حققوا مستوى امتثال مرتفعاً في تخفيضات الإنتاج بينما يقاوم المكاسب السعرية استمرار الإصابات الواسعة بجائحة «كورونا» وتأثيرها السلبي الواسع في الطلب العالمي على الوقود.
وتنطلق اليوم أعمال الاجتماع الوزاري الـ21 للجنة الوزارية لمراقبة خفض الإنتاج برئاسة السعودية وروسيا عبر الإنترنت لبحث تطورات وضع السوق وبيانات العرض والطلب والمخزونات في ضوء ما تم من تخفيف قيود خفض الإنتاج ابتداءً من الشهر الجاري.
وقال مختصون ومحللون نفطيون، إن منتجي «أوبك+» يدخلون اجتماعهم الشهري الثالث على التوالي وهم أقل توتراً بعدما نجحوا في رفع مستوى الامتثال لتخفيضات الإنتاج، وهو ما مكّنهم من إجراء زيادات نسبية في العرض موجهة في الأساس إلى السوق المحلية وهو ما يعكس صواب رؤيتهم للسوق، حيث لم تؤدِّ هذه الزيادات الإنتاجية إلى الإضرار بتوازن السوق أو انهيار الأسعار.
وأضاف المختصون أن منتجي «أوبك+» في معنويات أفضل بشأن الطلب على الرغم من تسارع وتيرة الإصابات بالوباء في الولايات المتحدة وعديد من دول العالم ولكن من الواضح إصرارهم على مواصلة عملية التوازن بنجاح خصوصاً بعد نجاح السعودية في الحصول على تعهدات من العراق ونيجيريا بإجراء تخفيضات إنتاجية إضافية لتعويض التعثر السابق.
وقال سيفين شيميل مدير شركة «في جي إندستري» الألمانية، إن منتجي «أوبك+» يواصلون التنسيق المشترك وتعميق شراكتهم بقيادة السعودية وروسيا على نحو جيد ومؤثر، حيث استعادوا بالفعل بعض الكميات من النفط الخام التي توقفت خلال بلوغ أزمة فيروس «كورونا» أعمق مستوياتها، مبيناً أن الزيادات جاءت محسوبة بدقة ومتوائمة مع انتعاش تدريجي مقابل ارتفاع مستويات الطلب، حيث سجلت الأسعار أعلى مستوى لها في خمسة أشهر. وأضاف أن اجتماع «أوبك+» يُعقد للشهر الثالث على التوالي لمواكبة ظروف اقتصادية متوترة في كل العالم بسبب استمرار تداعيات الجائحة، لافتاً إلى أن المنتجين يركزون في هذا الاجتماع على حماية ما تحقق من نجاحات في السوق على الرغم من وضع الصناعة والاقتصاد العالمي البالغ في التأزم خصوصاً مع تأثير الجائحة الواسع في حركة الطيران وتدمير الطلب العالمي على وقود الطائرات.
وفيما يخص الأسعار، حافظ النفط أمس على معظم مكاسب أول من أمس، بعد أن قالت مجموعة «أوبك+» إن الأعضاء التزموا التزاماً شبه تام بتخفيضات الإنتاج المتفق عليها لدعم الأسعار وسط تراجع في الطلب على الوقود بسبب جائحة فيروس «كورونا».
وحسب «رويترز»، تراجع خام برنت 18 سنتاً بما يعادل 0.4% إلى 45.19 دولار للبرميل، بعد أن صعد 1.3% أمس.
ونزل الخام الأميركي 26 سنتاً أو 0.6% ليسجل 42.63 دولار للبرميل، عقب صعود 2.1% في الجلسة السابقة.
وبلغت نسبة الالتزام بتخفيضات إنتاج «أوبك+» نحو 97% في يوليو (تموز)، حسبما قال مصدران في التحالف لـ«رويترز». وقلص منتجو النفط الإنتاج تقليصاً غير مسبوق لخفض المخزونات العالمية، في ظل انهيار الطلب جراء الجائحة.
وفي أغسطس (آب)، بدأت منظمة الدول المصدِّرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها، فيما يعرف بمجموعة «أوبك+»، تقليص تخفيضات الإنتاج المتفق عليها إلى 7.7 مليون برميل يومياً من 9.7 مليون برميل يومياً.



مواقف سعودية راسخة لدعم القضية الفلسطينية

الأمير محمد بن سلمان يتحدث خلال القمة العربية والإسلامية في الرياض نوفمبر 2024 (واس)
الأمير محمد بن سلمان يتحدث خلال القمة العربية والإسلامية في الرياض نوفمبر 2024 (واس)
TT

مواقف سعودية راسخة لدعم القضية الفلسطينية

الأمير محمد بن سلمان يتحدث خلال القمة العربية والإسلامية في الرياض نوفمبر 2024 (واس)
الأمير محمد بن سلمان يتحدث خلال القمة العربية والإسلامية في الرياض نوفمبر 2024 (واس)

تواصل السعودية مساعيها الداعمة للقضية الفلسطينية، وتتخذ مواقف ثابتة وراسخة في مختلف المحافل الدولية للدفاع عنها، وتأكيد حق الشعب الفلسطيني في نيل حقوقه المشروعة، وذلك من خلال اضطلاعها بدورها التاريخي والريادي في الوقوف إلى جانب الفلسطينيين، انطلاقاً من مكانتها الدولية وثقلها العربي والإسلامي.

وترأس نيابةً عن الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، وفد المملكة المشارك في القمة العربية غير العادية التي استضافتها القاهرة، الثلاثاء؛ لبحث تطورات القضية الفلسطينية، والجهود العربية المشتركة حيالها.

ورحّب لقاء أخوي تشاوري جمع قادة دول مجلس التعاون الخليجي والأردن ومصر، الشهر الماضي في الرياض، بعقد هذه القمة العربية الطارئة، وجرى خلاله تبادل وجهات النظر حيال مختلف القضايا الإقليمية والدولية، خصوصاً الجهود المشتركة الداعمة للقضية الفلسطينية، وتطورات الأوضاع في قطاع غزة.

صورة من اللقاء الأخوي نشرها بدر العساكر على حسابه في منصة «إكس»

وأشاد الشيخ مشعل الأحمد، أمير دولة الكويت، في برقية بعثها للأمير محمد بن سلمان، عقب اللقاء، بما تبذله السعودية من جهود حثيثة أكدت المكانة الرفيعة التي تتبوأها، والدور البارز الذي تؤديه على المستويين الإقليمي والدولي، «في ظل التحديات العصيبة التي تعصف بمنطقتنا، لا سيما القضية الفلسطينية، وما يعانيه الشعب الفلسطيني»، متطلعاً إلى توحيد وجهات النظر حول مجمل القضايا ذات الاهتمام المشترك، «بما يضمن مستقبلاً أفضل لدولنا، ويحقق أمن وتطلعات شعوبنا».

ونوّه مراقبون بأن مواقف السعودية تجاه القضية الفلسطينية ثابتة لا تتبدل، ولا تقبل المساومة، ولا تخضع لأي مُزايدات سياسية، موضحين أنها تتمثل في عدم إمكانية تحقيق سلام عادل وشامل أو إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل دون مسار والتزام واضحين بإقامة دولة فلسطينية مُستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وهو ما أكده المسؤولون السعوديون في مختلف المحافل، والبيانات الصادرة عن المملكة.

وأكدت السعودية مراراً أن القضية الفلسطينية هي قضيتها الأولى، مشددة على أنه لا يمكن لمجلس الأمن الدولي التنصل من مسؤولياته تحت أي ذريعة، داعية إياه لاتخاذ قرارات شجاعة تكفل تلبية الاستحقاقات التي حُرم منها الشعب الفلسطيني.

القادة المشاركون في القمة العربية والإسلامية التي استضافتها الرياض نوفمبر 2024 (واس)

وأصرّت في بيان لوزارة خارجيتها الشهر الماضي على أن الشعب الفلسطيني صاحب حق في أرضه، وليس دخيلاً عليها أو مهاجراً إليها يمكن طرده متى شاء الاحتلال الإسرائيلي الغاشم، مؤكدةً أن حقه سيبقى راسخاً، ولا يستطيع أحد سلبه منه مهما طال الزمن، وأن السلام الدائم لن يتحقق إلا بالعودة إلى منطق العقل، والقبول بمبدأ التعايش السلمي عبر حل الدولتين.

وأشار المراقبون إلى أن قرارات القمة العربية والإسلامية التي أُقيمت في الرياض خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ومنها رفض تهجير الفلسطينيين، تُشكِّل أساساً ومرجعاً للموقف العربي من التصريحات الأميركية والإسرائيلية بشأن تهجير سكان غزة، وضم الضفة الغربية لإسرائيل، ووضع القطاع تحت إدارة السلطة الأميركية.

وأعلنت السعودية باسم الدول العربية والإسلامية والشركاء الأوروبيين في سبتمبر (أيلول) الماضي، عن إطلاق «التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين»، وذلك خلال اجتماع وزاري بشأن القضية الفلسطينية وجهود السلام، على هامش أعمال الأسبوع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، في خطوة عدَّها مراقبون مؤشراً لإعادة المصداقية للعمل متعدد الأطراف، ودليلاً على الرغبة الجادة في إحلال السلام وإقامة الدولة الفلسطينية.

الأمير فيصل بن فرحان لدى إعلانه عن «التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين» (الخارجية السعودية)

واستضافت الرياض أواخر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي أول اجتماعات التحالف، بمشاركة نحو 90 دولة ومنظمة دولية، وأكد خلاله الأمير فيصل بن فرحان أهمية تكثيف الجهود الدولية لإنقاذ حل الدولتين، وإعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة، مشدداً على التزام السعودية والشركاء الإقليميين بتحقيق السلام، عبر خطوات عملية وجداول زمنية محدّدة تهدف لإنهاء الاحتلال، وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة.

وكانت السعودية قد سارعت منذ بدء أزمة غزة بتقديم مساعدات وإمدادات إنسانية عاجلة للمتضررين عبر جسرين، جوي وبحري، وأطلقت حملة تبرعات شعبية لإغاثة الشعب الفلسطيني في القطاع؛ حيث تجاوز إجمالي قيمة تبرعاتها 707 ملايين ريال، كما قدّمت دعماً مالياً شهرياً للإسهام في معالجة الوضع الإنساني بغزة ومحيطها.

وأدانت السعودية مراراً القصف الإسرائيلي لمناطق في سوريا، وانتهاكات دولة الاحتلال المتكررة للاتفاقيات والقوانين الدولية ذات الصلة، مشددةً على ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته لوقف تصرفات إسرائيل المزعزعة لأمن واستقرار المنطقة، ومنع اتساع رقعة الصراع.

القادة المشاركون في القمة العربية والإسلامية التي استضافتها الرياض نوفمبر 2024 (واس)

وأكدت وقوفها إلى جانب لبنان وشعبه، ودعمه لتجاوز أزماته، معبِّرة عن ثقتها بقدرة الرئيس جوزيف عون، ورئيس الحكومة نواف سلام، على الشروع في تنفيذ اللازم لدعم أمنه واستقراره ووحدته، والحفاظ على مؤسسات الدولة ومكتسباتها، بما يُعزز ثقة شركاء لبنان، ويعيد مكانته الطبيعية، وعلاقته بمحيطيه العربي والدولي.

وتواصل السعودية بذل جهود حثيثة لمعالجة أزمة السودان، والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، واستعادة الاستقرار فيه، تمهيداً لمستقبل سياسي يضمن أمنه واستقراره ووحدته وسيادته، ويوقف التدخلات الخارجية، مع استمرار جهودها في تقديم الاستجابة الإنسانية لتخفيف معاناة الشعب السوداني.