تحويلات العاملين في الخارج تنقذ عملة الفلبين

أدت الزيادة غير المتوقعة لتحويلات الفلبينيين العاملين بالخارج إلى ارتفاع قيمة البيزو الفلبيني ليصبح أفضل عملات آسيا أداءً خلال العام الحالي (رويترز)
أدت الزيادة غير المتوقعة لتحويلات الفلبينيين العاملين بالخارج إلى ارتفاع قيمة البيزو الفلبيني ليصبح أفضل عملات آسيا أداءً خلال العام الحالي (رويترز)
TT

تحويلات العاملين في الخارج تنقذ عملة الفلبين

أدت الزيادة غير المتوقعة لتحويلات الفلبينيين العاملين بالخارج إلى ارتفاع قيمة البيزو الفلبيني ليصبح أفضل عملات آسيا أداءً خلال العام الحالي (رويترز)
أدت الزيادة غير المتوقعة لتحويلات الفلبينيين العاملين بالخارج إلى ارتفاع قيمة البيزو الفلبيني ليصبح أفضل عملات آسيا أداءً خلال العام الحالي (رويترز)

أدت الزيادة غير المتوقعة لتحويلات الفلبينيين العاملين في الخارج إلى ارتفاع قيمة البيزو الفلبيني، ليصبح أفضل عملات آسيا أداء خلال العام الحالي.
وواصل البيزو الفلبيني الثلاثاء ارتفاعه لليوم الرابع على التوالي، ليصل إلى أعلى مستوى له منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2016 بعد إعلان البنك المركزي يوم الاثنين زيادة تحويلات العاملين في الخارج بنسبة 7.7 في المائة خلال يونيو (حزيران) الماضي، في حين كان المحللون يتوقعون تراجع التحويلات على خلفية التداعيات الاقتصادية لجائحة فيروس «كورونا» المستجد.
وزادت قيمة البيزو حالياً بنسبة 4.7 في المائة مقارنة بمستواها منذ 3 أشهر، في حين ارتفعت قيمة العملات الآسيوية الأخرى بنسبة 2.3 في المائة في المتوسط خلال الفترة نفسها، بحسب وكالة «بلومبرغ».
وجاء نمو تحويلات الفلبينيين العاملين في الخارج بمثابة تطور إيجابي آخر بالنسبة للبيزو الذي يستفيد بالفعل من تراجع الدولار الأميركي، والرفع التدريجي لإجراءات الإغلاق المفروضة لوقف انتشار فيروس «كورونا» المستجد.
وقال بول ريموند فافيلا، مدير إدارة الأسواق وخدمات الأوراق المالية في فرع بنك «سيتي غروب» الأميركي بالعاصمة الفلبينية مانيلا، إن «البيزو يرتفع بنسبة كبيرة بفضل التحويلات، في حين تواصل العملة الفلبينية تفوقها حتى عندما تزيد قيمة الدولار... بنسبة كبيرة؛ سيظل الأمر كذلك حتى يحدث التعافي الاقتصادي الذي سيؤدي إلى ارتفاع الواردات؛ خصوصاً من النفط، وهو أمر لا أراه سيحدث في أي وقت قريب».
يذكر أن تحويلات العاملين في الخارج تمثل ثاني أكبر مصدر للعملات الأجنبية في الفلبين بعد الصادرات، كما تمثل نحو 10 في المائة من إجمالي الناتج المحلي للاقتصاد الفلبيني. وبلغت قيمة التحويلات خلال يونيو الماضي 2.5 مليار دولار، مسجلة أكبر نسبة زيادة منذ 8 أشهر، في حين كان المحللون يتوقعون تراجعها بنسبة 7.2 في المائة.
في غضون ذلك، قال الرئيس الفلبيني رودريغو دوتيرتي، إن عاصمة بلاده ستعود إلى فرض إجراءات إغلاق أكثر مرونة اليوم الأربعاء، حيث تسعى الحكومة إلى دعم اقتصاد البلاد بينما تعمل على الحد من الارتفاع في أعداد حالات الإصابة بفيروس «كورونا».
ونقلت وكالة «بلومبرغ» عن الرئيس الفلبيني القول إن مانيلا وأقاليم بولاكان وكافيت ولاغونا وريزال القريبة منها، ستخضع لحجر صحي عام، حيث يمكن لأغلب الشركات أن تعمل. وأكد دوتيرتي في بيان بُثّ على شاشات التلفزيون: «نريد أن نضمن سلامة شعبنا... إلا إن بعض القطاعات في اقتصادنا، لا سيما الشركات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة، تعمل بالكاد».
وقد أعيد فرض إجراءات إغلاق أكثر صرامة على منطقة العاصمة، التي تمثل نحو ثلث اقتصاد البلاد، مطلع هذا الشهر، في رد فعل من دوتيرتي على التماس من العاملين في القطاع الصحي، الذين كانوا قلقين بشأن نظام الرعاية الصحية المكتظ.
وقد أعلنت وزارة الصحة الفلبينية يوم الاثنين تسجيل 3314 حالة إصابة بفيروس «كورونا»، ليبلغ الإجمالي 164 ألفاً و474 حالة. كما سجلت 18 حالة وفاة، ليبلغ إجمالي حالات الوفاة بالفيروس 2681 حالة.
وفي مطلع الشهر الحالي، تعرض اقتصاد الفلبين لحالة من الركود للمرة الأولى في نحو 29 عاماً، بعد انكماش قياسي للناتج المحلي الإجمالي للدولة الواقعة في جنوب شرقي آسيا في الربع الثاني من 2020.
وأظهرت بيانات هيئة الإحصاءات أن الناتج المحلي الإجمالي انكمش بنحو 16.5 في المائة خلال الأشهر الثلاثة المنتهية في يونيو الماضي مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي، ومقابل هبوط 0.7 في المائة في أول 3 أشهر من العام. ويعدّ هذا الأداء الأسوأ منذ بدء رصد بيانات الناتج المحلي الإجمالي على أساس فصلي، والذي يعود إلى عام 1981.
وكانت تقديرات المحللين تشير إلى أن اقتصاد الفلبين سوف ينكمش بنحو 9 في المائة خلال الربع الماضي. ويعني ذلك أن اقتصاد الفلبين تعرض لانكماش لمدة ربعين متتاليين؛ وهو التعريف الفني لـ«الركود الاقتصادي». وتعرض اقتصاد الدولة الواقعة في جنوب شرقي آسيا إلى واحدة من أطول عمليات الإغلاق الوطني في العالم وأكثرها صرامة وسط محاولات احتواء تفشي وباء «كورونا».
يذكر أن البنك المركزي في الفلبين خفض معدل الفائدة الرئيسي بما مجموعه 175 نقطة أساس في العام الحالي إلى مستوى قياسي متدنٍ عند 2.25 في المائة، ضمن نوع من الاستجابة لتداعيات الأزمة الصحية.



الصين تدرس خفض اليوان في 2025 لمواجهة رسوم ترمب الجمركية

ورقة نقدية صينية (رويترز)
ورقة نقدية صينية (رويترز)
TT

الصين تدرس خفض اليوان في 2025 لمواجهة رسوم ترمب الجمركية

ورقة نقدية صينية (رويترز)
ورقة نقدية صينية (رويترز)

يدرس القادة والمسؤولون الصينيون السماح بانخفاض قيمة اليوان في عام 2025، في وقت يستعدون فيه لفرض الولايات المتحدة رسوماً تجارية أعلى، في ظل رئاسة دونالد ترمب الثانية.

وتعكس هذه الخطوة إدراك الصين أنها بحاجة إلى تحفيز اقتصادي أكبر، لمواجهة تهديدات ترمب بفرض رسوم جمركية مرتفعة، وفقاً لمصادر مطلعة على المناقشات. وكان ترمب قد صرح سابقاً بأنه يخطط لفرض ضريبة استيراد عالمية بنسبة 10 في المائة، إضافة إلى رسوم بنسبة 60 في المائة على الواردات الصينية إلى الولايات المتحدة.

وسيسهم السماح لليوان بالضعف في جعل الصادرات الصينية أكثر تنافسية، مما يساعد على تقليص تأثير الرسوم الجمركية ويساهم في خلق بيئة نقدية أكثر مرونة في الصين.

وقد تحدثت «رويترز» مع 3 مصادر على دراية بالمناقشات المتعلقة بخفض قيمة اليوان؛ لكنهم طلبوا عدم الكشف عن هويتهم لعدم تفويضهم بالحديث علناً حول هذه المسألة. وأكدت المصادر أن السماح لليوان بالضعف في العام المقبل سيكون خطوة بعيدة عن السياسة المعتادة التي تعتمدها الصين في الحفاظ على استقرار سعر الصرف.

وبينما من غير المتوقع أن يعلن البنك المركزي الصيني عن توقفه عن دعم العملة، فإنه من المتوقع أن يركز على منح الأسواق مزيداً من السلطة في تحديد قيمة اليوان.

وفي اجتماع للمكتب السياسي، الهيئة التي تتخذ القرارات بين مسؤولي الحزب الشيوعي، هذا الأسبوع، تعهدت الصين بتبني سياسة نقدية «ميسرة بشكل مناسب» في العام المقبل، وهي المرة الأولى التي تشهد فيها الصين تخفيفاً في سياستها النقدية منذ نحو 14 عاماً. كما لم تتضمن تعليقات الاجتماع أي إشارة إلى ضرورة الحفاظ على «استقرار اليوان بشكل أساسي»، وهو ما تم ذكره آخر مرة في يوليو (تموز)؛ لكنه غاب عن البيان الصادر في سبتمبر (أيلول).

وكانت سياسة اليوان محوراً رئيسياً في ملاحظات المحللين الماليين ومناقشات مراكز الفكر هذا العام. وفي ورقة بحثية نشرتها مؤسسة «China Finance 40 Forum» الأسبوع الماضي، اقترح المحللون أن تتحول الصين مؤقتاً من ربط اليوان بالدولار الأميركي إلى ربطه بسلة من العملات غير الدولارية؛ خصوصاً اليورو، لضمان مرونة سعر الصرف في ظل التوترات التجارية المستمرة.

وقال مصدر ثالث مطلع على تفكير بنك الشعب الصيني لـ«رويترز»، إن البنك المركزي يدرس إمكانية خفض قيمة اليوان إلى 7.5 مقابل الدولار، لمواجهة أي صدمات تجارية محتملة، وهو ما يمثل انخفاضاً بنسبة 3.5 في المائة تقريباً عن المستويات الحالية البالغة 7.25.

وخلال ولاية ترمب الأولى، ضعُف اليوان بنسبة تزيد على 12 في المائة مقابل الدولار، خلال سلسلة من إعلانات الرسوم الجمركية المتبادلة بين مارس (آذار) 2018، ومايو (أيار) 2020.

اختيار صعب

قد يساعد ضعف اليوان ثاني أكبر اقتصاد في العالم على تحقيق هدف نمو اقتصادي صعب بنسبة 5 في المائة، وتخفيف الضغوط الانكماشية عبر تعزيز أرباح الصادرات، وجعل السلع المستوردة أكثر تكلفة. وفي حال تراجع الصادرات بشكل حاد، قد يكون لدى السلطات سبب إضافي لاستخدام العملة الضعيفة كأداة لحماية القطاع الوحيد في الاقتصاد الذي لا يزال يعمل بشكل جيد.

وقال فريد نيومان، كبير خبراء الاقتصاد في آسيا، في بنك «إتش إس بي سي»: «من الإنصاف القول إن هذا خيار سياسي. تعديلات العملة مطروحة على الطاولة كأداة يمكن استخدامها لتخفيف آثار الرسوم الجمركية». وأضاف أنه رغم ذلك، فإن هذا الخيار سيكون قصير النظر.

وأشار نيومان إلى أنه «إذا خفضت الصين قيمة عملتها بشكل عدواني، فإن هذا يزيد من خطر فرض سلسلة من الرسوم الجمركية، ويُحتمل أن تقول الدول الأخرى: إذا كانت العملة الصينية تضعف بشكل كبير، فقد لا يكون أمامنا خيار سوى فرض قيود على الواردات من الصين بأنفسنا». وبالتالي، هناك مخاطر واضحة من استخدام سياسة نقدية عدوانية للغاية؛ حيث قد يؤدي ذلك إلى رد فعل عنيف من الشركاء التجاريين الآخرين، وهو ما لا يصب في مصلحة الصين.

ويتوقع المحللون أن ينخفض اليوان إلى 7.37 مقابل الدولار بحلول نهاية العام المقبل. ومنذ نهاية سبتمبر، فقدت العملة نحو 4 في المائة من قيمتها مقابل الدولار.

وفي الماضي، تمكن البنك المركزي الصيني من احتواء التقلبات والتحركات غير المنظمة في اليوان، من خلال تحديد معدل التوجيه اليومي للأسواق، فضلاً عن تدخل البنوك الحكومية لشراء وبيع العملة في الأسواق.

وقد واجه اليوان -أو «الرنمينبي» كما يُسمَّى أحياناً- صعوبات منذ عام 2022؛ حيث تأثر بالاقتصاد الضعيف، وتراجع تدفقات رأس المال الأجنبي إلى الأسواق الصينية. كما أن أسعار الفائدة الأميركية المرتفعة، إلى جانب انخفاض أسعار الفائدة الصينية قد ضاعفت من الضغوط على العملة.

وفي الأيام القادمة، ستناقش السلطات الصينية التوقعات الاقتصادية لعام 2025، بما في ذلك النمو الاقتصادي والعجز في الموازنة، فضلاً عن الأهداف المالية الأخرى، ولكن دون تقديم استشرافات كبيرة في هذا السياق.

وفي ملخصات مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي CEWC)) لأعوام 2020 و2022 و2023، تم تضمين التعهد بـ«الحفاظ على الاستقرار الأساسي لسعر صرف الرنمينبي عند مستوى معقول ومتوازن». إلا أنه لم يُدرج في ملخصات المؤتمر لعامي 2019 و2021.

ويوم الثلاثاء، انخفضت العملة الصينية بنحو 0.3 في المائة إلى 7.2803 مقابل الدولار. كما انخفض الوون الكوري، وكذلك الدولار الأسترالي والنيوزيلندي الحساسان للصين، في حين لامس الدولار الأسترالي أدنى مستوى له في عام عند 0.6341 دولار.