مقتل جنديين سوريين في ضربة للتحالف الدولي شرق الفرات

TT

مقتل جنديين سوريين في ضربة للتحالف الدولي شرق الفرات

قتل جنديان سوريان، الاثنين، بضربة جوية للتحالف الدولي بقيادة واشنطن استهدفت حاجزاً لقوات النظام قرب مدينة القامشلي في شمال شرقي سوريا، في حادثة نادرة، وفق ما أفاد به «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
وأوضح مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن، لوكالة الصحافة الفرنسية، أن «طائرة التحالف استهدفت حاجزاً عسكرياً اعترض طريق رتل عسكري» لقوات التحالف جنوب مطار القامشلي، مشيراً إلى حصول تبادل لإطلاق النار قبل تدخل الطائرة.
ونقلت «وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)» عن مصدر عسكري أنه «حاولت دورية أميركية الدخول إلى منطقة انتشار أحد تشكيلاتنا المقاتلة في ريف مدينة القامشلي... فأوقفهم عناصر الحاجز ومنعوهم من المرور».
وأضاف المصدر: «أطلق عناصر الدورية الأميركية عدة رشقات نارية، وبعد حوالي 30 دقيقة هاجمت حوامتان أميركيتان عناصر الحاجز بالرشاشات الثقيلة، ما أدى إلى استشهاد جندي وجرح اثنين آخرين».
ولم يصدر أي تعليق عن التحالف الدولي.
وتتكرر منذ مطلع العام حوادث مماثلة في شمال شرقي سوريا، خصوصاً بعد انتشار قوات النظام في مناطق نفوذ الإدارة الذاتية الكردية، مع اعتراض حواجز لقوات النظام أو مسلحين موالين لها دوريات للتحالف الدولي، وتتدخل أحياناً القوات الروسية المنتشرة أيضاً في المنطقة لتهدئة التوتر.
وفي 12 فبراير (شباط) الماضي، قتل مدني موال للنظام خلال تبادل إطلاق نار مع دورية للتحالف الدولي أثناء مرورها «عن طريق الخطأ» عند نقطة لقوات موالية لدمشق، وفق «المرصد». وقال التحالف الدولي وقتها إنه رد على نيران مجهولين «للدفاع عن النفس».
ويسيطر الأكراد منذ عام 2012 على الجزء الأكبر من محافظة الحسكة في شمال شرقي البلاد، فيما بقيت قرى معدودة في ريفي مدينتي القامشلي والحسكة تحت سيطرة مقاتلين موالين للنظام.
وفي 2019 انتشرت قوات النظام في مناطق قريبة من الحدود مع تركيا تطبيقاً لاتفاق توصل إليه الأكراد مع دمشق لصد هجوم واسع شنته أنقرة ضد مناطق سيطرتهم. كما انتشرت في المنطقة الحدودية قوات روسية بموجب اتفاق مع تركيا التي سيطرت على منطقة بطول 120 كيلومتراً.
وتوجد القوات الأميركية بالمنطقة في إطار التحالف الدولي بقيادة واشنطن الذي دعم المقاتلين الأكراد على مر السنوات الماضية في معاركهم ضد تنظيم «داعش».
من جهته، قال التحالف الدولي في بيان، إنه وأثناء القيام بدورية أمنية مع قوات سوريا الديمقراطية في المنطقة المذكورة، واجهت نقطة تفتيش تابعة للجيش السوري وأثناء مرورها بالنقطة، تعرضت الدورية لنيران من أفراد موجودين بالقرب من نقطة التفتيش. وأكد البيان أن القوات التابعة لدورية التحالف قامت بالرد على النيران دفاعاً عن النفس، ولم يشن التحالف أي غارة جوية في تلك الأثناء، منوهاً بأنه لم تقع أي خسائر في صفوف التحالف، وأن التحقيق لا يزال جارياً.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.