ظهور مفاجئ لشبح «قنديل البحر» في السماء

شبح قنديل البحر (المصور: ستيفن هاميل)
شبح قنديل البحر (المصور: ستيفن هاميل)
TT

ظهور مفاجئ لشبح «قنديل البحر» في السماء

شبح قنديل البحر (المصور: ستيفن هاميل)
شبح قنديل البحر (المصور: ستيفن هاميل)

إذا سبق لك النظر للأعلى خلال عاصفة رعدية ولمحت قنديل بحر أحمر يجلس عالياً في السماء، فأنت لا تشعر بـ«الهلوسة»، فهذا المشهد عبارة عن اندفاعات للبرق الأحمر سُمّيت «الأشباح»، وهي عبارة عن انفجارات فائقة السرعة من الكهرباء تتصاعد عبر المناطق العليا من الغلاف الجوي «ما بين 37 و50 ميلاً (60 و80 كيلومتراً) في السماء»، وتتحرك نحو الفضاء، وفقاً لوكالة الفضاء الأوروبية. وهذه الظاهرة نادرة الحدوث لا تدوم سوى أعشار من الثانية ويمكن أن تصعب رؤيتها من الأرض، لأنّ غيوم العواصف تحجبها عموماً؛ لكن ستيفن هاميل، المتخصص في السماوات المظلمة بمرصد ماكدونالد في مقاطعة جيف ديفيز بولاية تكساس الأميركية، التقط صورة مذهلة لأحد هذه الأشباح في 2 يوليو (تموز) الماضي، أثناء قيامه ببعض الأرصاد من فوق سلسلة من التلال على جبل لوك في تكساس.
وقال هاميل أمس في تصريحات للصحيفة الإلكترونية «بيزنس إنسايدر»: «تظهر الأشباح للعين على أنّها هياكل قصيرة وخافتة ورمادية اللون، وتحتاج إلى البحث عنها لتحديدها، وفي كثير من الأحيان لا أكون متأكداً من أنني رأيت واحدة بالفعل، حتى أتحقق من لقطات الكاميرا للتأكيد».
وفي الليلة التي التقط فيها هاميل هذه الصورة، سجل أربع ساعات ونصف الساعة من اللقطات قبل التقاط هذا الشبح، ويقول: «بشكل عام لقد سجلت على الأرجح ما يقرب من 70 ساعة من اللقطات هذا العام، والتقطت نحو 70 من الأشباح، نصف هؤلاء كانوا في عاصفة واحدة».
واقترح ديفيس سينتمان، أستاذ الفيزياء في جامعة ألاسكا الذي توفي في عام 2011، اسم «الشبح» لهذا الشكل من ظاهرة الطقس. وقال إنّه «مناسب تماماً لوصف مظهرهم».
وبعض الأشباح، مثل تلك التي صورها هاميل، هي على شكل قنديل البحر، ولكنّ البعض الآخر عبارة عن أعمدة عمودية من الضوء الأحمر مع وجود شكل لولبي يتسلل لأسفل، وتسمى هذه «الأشباح الجزرية». ويمكن أن تكون أشباح قنديل البحر هائلة، فتلك التي صورها هاميل ربما كانت بطول 30 ميلاً، ويمكن رؤية بعضها من مسافة تزيد على 300 ميل (500 كيلومتر).
ويقول هاميل: «تظهر هذه الأشباح، عندما يضرب البرق الأرض، فإنه يميل إلى إطلاق طاقة كهربائية موجبة تجب موازنتها بواسطة طاقة مشحونة متساوية ومعكوسة في أماكن أخرى من السماء، لذلك فإن الأشباح هي التصريفات الكهربائية التي توازن المعادلة، وكلّما زادت قوة العاصفة وزاد البرق، زاد احتمال إنتاجها».


مقالات ذات صلة

رصد 138 كويكباً صغيراً جديداً

يوميات الشرق الكويكبات الجديدة رُصدت بواسطة تلسكوب جيمس ويب الفضائي (معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا)

رصد 138 كويكباً صغيراً جديداً

تمكن فريق من علماء الفلك في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بالولايات المتحدة من رصد 138 كويكباً صغيراً جديداً.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
الولايات المتحدة​ باميلا ميلروي نائبة مدير «ناسا» وبيل نيلسون مدير «ناسا» خلال مؤتمر صحافي في واشنطن (أ.ف.ب)

«ناسا» تعلن تأجيلات جديدة في برنامج «أرتميس» للعودة إلى القمر

أعلن مدير إدارة الطيران والفضاء (ناسا)، بيل نيلسون، تأجيلات جديدة في برنامج «أرتميس» الذي يهدف إلى إعادة رواد الفضاء إلى القمر لأول مرة منذ 1972.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
علوم رائدا الفضاء سونيتا ويليامز وباري ويلمور (أ.ب)

مرور 6 أشهر على رائدَي فضاء «ناسا» العالقين في الفضاء

مرّ ستة أشهر على رائدَي فضاء تابعين لوكالة الفضاء والطيران الأميركية (ناسا) عالقين في الفضاء، مع تبقي شهرين فقط قبل العودة إلى الأرض.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق رحلة ولادة الكسوف الاصطناعي (أ.ب)

«عرض تكنولوجي» فضائي يمهِّد لولادة أول كسوف شمسي اصطناعي

انطلق زوج من الأقمار الاصطناعية الأوروبية إلى الفضاء، الخميس، في أول مهمّة لإنشاء كسوف شمسي اصطناعي من خلال تشكيل طيران فضائي مُتقن.

«الشرق الأوسط» (كيب كانافيرال فلوريدا )
يوميات الشرق نموذج ثلاثي الأبعاد لسطح كوكب الزهرة تم إنشاؤه بواسطة الكمبيوتر من قبل وكالة «ناسا» يظهر بركان سيف مونس الذي يظهر علامات نشاط مستمر في هذه الصورة المنشورة دون تاريخ (رويترز)

دراسة ترجّح عدم احتواء كوكب الزهرة على المحيطات إطلاقاً

من المرجح أن أي ماء في الغلاف الجوي لكوكب الزهرة بقي على شكل بخار، وأن الكوكب لم يعرف المحيطات، وفق دراسة أجرتها جامعة كامبريدج.

«الشرق الأوسط» (لندن)

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.