معارك البيضاء والجوف وصرواح ونهم تكبّد الانقلابيين عشرات القتلى

قوات من الجيش الوطني اليمني في مأرب (أرشيفية - إ.ب.أ)
قوات من الجيش الوطني اليمني في مأرب (أرشيفية - إ.ب.أ)
TT

معارك البيضاء والجوف وصرواح ونهم تكبّد الانقلابيين عشرات القتلى

قوات من الجيش الوطني اليمني في مأرب (أرشيفية - إ.ب.أ)
قوات من الجيش الوطني اليمني في مأرب (أرشيفية - إ.ب.أ)

أفادت مصادر عسكرية يمنية، اليوم الإثنين، بأن المعارك التي يخوضها الجيش في جبهات البيضاء والجوف وصرواح ونهم، بإسناد من تحالف دعم الشرعية ضد الميليشيات الحوثية الموالية لإيران، كبّدت الجماعة عشرات القتلى خلال الـ24 ساعة الماضية.
وفي حين أوضحت المصادر أن الميليشيات تواصل الزجّ بمئات من مسلحيها إلى جبهات القتال، ضمن سعيها اليائس للتقدم باتجاه مأرب، أكدت أن مقاتلات تحالف دعم الشرعية شنّت كثيراً من الضربات التي استهدفت تعزيزات الجماعة وتحصيناتها.
في السياق نفسه، أكد مصدر عسكري للمركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية أن أكثر من 40 عنصراً من ميليشيات الحوثي قتلوا، وجرح آخرون بنيران الجيش الوطني في جبهة قانية خلال الـ24 ساعة الماضية، إلى جانب خسائر أخرى في الآليات والمعدات القتالية.
وقال المصدر إن عشرات الجثث الحوثية لا تزال متناثرة في الشعاب وبطون الجبال الشاهقة في منطقة قانية، لافتاً إلى أن بعضها مضى عليها أيام دون أن تنتشلها الميليشيات الحوثية، كونها من فئة ما يعرف بـ«الزنابيل» (المقاتلين غير المنتسبين إلى السلالة الحوثية).
وأضاف المصدر أن مقاتلات التحالف استهدفت بعدّة غارات مواقع وآليات تابعة للميليشيات في مواقع متفرقة في الجبهة، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوفها وتدمير آليات، من ضمنها عربة bmb وعيار 23.
إلى ذلك، أفادت المصادر بمقتل وجرح عدد من عناصر ميليشيا الحوثي الانقلابية، الإثنين، بنيران الجيش، في مديرية نهم، شرق محافظة صنعاء.
وبحسب ما أوردته المصادر الرسمية، شنّت قوات الجيش الوطني عدة هجمات مباغتة على مواقع تمركز ميليشيا الحوثي، في جبهة نجد العتق، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوفها.
بالتزامن مع ذلك، نفذت مقاتلات تحالف دعم الشرعية، عدة غارات جوية على مواقع وتعزيزات ميليشيا الحوثي في المديرية ذاتها، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوفها، وتدمير عربات تابعة لها.
وكان الموقع الرسمي للجيش اليمني «سبتمبر نت» أفاد، الأحد، بأن قوات الجيش حررت مواقع واسعة من قبضة ميليشيا الحوثي المتمردة المدعومة إيرانياً، شرق مدينة الحزم (مركز محافظة الجوف).
وذكر الموقع أن قوات الجيش الوطني شنت هجوماً معاكساً على الميليشيا الحوثية، تمكنت خلاله من استعادة مواقع في جبهة الجدافر، وأوقعت في صفوف الجماعة عشرات القتلى والجرحى، بينهم قيادات ميدانية، في وقت واصل الجيش تقدمه باتجاه منطقة «بير المرازيق»، وذلك بعد أن حرّر مواقع الحبيل، وسط تقهقر مستمر لميليشيا الحوثي.
في غضون ذلك، أوضحت المصادر أن مقاتلات تحالف دعم الشرعية، استهدفت تعزيزات الميليشيا المتمردة في مناطق المواجهات، وكبّدتها خسائر في العدد والعدة. وفي جبهة قانية، شمال محافظة البيضاء، أشارت المصادر إلى أن قوات الجيش مستمرة في توجيه الضربات الموجعة للميليشيا الحوثية؛ حيث الخسائر البشرية كبيرة، خلال المواجهات المتواصلة في الجبهة، وأسقطت طائرة مسيّرة تابعة لها بالجبهة ذاتها.
وفي جبهة مديرية نهم، شرق صنعاء، كانت قوات الجيش اليمني حققت، يوم الأحد، تقدماً جديداً، وسط انهيارات كبيرة في صفوف ميليشيا الحوثي، كما حققت تقدماً في مرتفعات سلسلة جبال صلب الاستراتيجية، عقب هجوم شنّته على مواقع تمركز الجماعة، بحسب مصادر عسكرية رسمية.
وأكدت المصادر نفسها، أن قوات الجيش نصبت مكناً محكماً لمجموعة من الميليشيا الحوثية، بعد أن استدرجتها في جبهة نجد العتق، ما أدى إلى مقتل وجرح عدد من عناصرها، كما أسقطت القوات طائرة مسيّرة في مديرية نهم، بالتزامن مع ضربات جوية عدة لمقاتلات تحالف دعم الشرعية، استهدفت مواقع وتجمعات الجماعة في الجبهة ذاتها، وكبّدتها خسائر في الأرواح والعتاد.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.