عقوبات أميركية جديدة تطال النظام السوري و«شبكات دعم خارجية»

السفير الأميركي جيمس جيفري (أرشيف - رويترز)
السفير الأميركي جيمس جيفري (أرشيف - رويترز)
TT

عقوبات أميركية جديدة تطال النظام السوري و«شبكات دعم خارجية»

السفير الأميركي جيمس جيفري (أرشيف - رويترز)
السفير الأميركي جيمس جيفري (أرشيف - رويترز)

تسعى الولايات المتحدة الأميركية إلى جولة جديدة من فرض العقوبات ضد سوريا ونظام الأسد، إذ تخطط إلى توسيع قائمتها السوداء التي تضم مسؤولين سوريين، وشبكات الدعم الخارجي من خارج سوريا، وذلك بهدف إجبار النظام السوري على إجراء محادثات السلام، والمضي قدماً في العملية السياسية، وذلك بحسب ما نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية أول من أمس.
وأكد السفير جيمس جيفري، المبعوث الأميركي إلى التحالف الدولي لمحاربة «داعش» في سوريا، خلال رده على سؤال «الشرق الأوسط»، صحة ما نشرته وسائل الإعلام، قائلاً إن الولايات المتحدة لن تتوانى أو تتوقف عن استخدام الطريقة المثلى في حل الأزمة السورية، وستستخدم الطرق المثلى لدعم هذا الهدف. وأضاف: «لدينا القابلية والعزم على دفع مزيد من العقوبات والآليات التي تجعلنا نضغط بها على النظام للمشاركة في الحل السياسي، ووقف العنف، ومواصلة العمل، وهذا مهم في سياستنا لإنجاح اللجنة الدستورية التي تجمع أطياف المجتمع السوري والمعارضة كافة من جهة، والنظام السوري من جهة أخرى، وهي ضمن أيضاً (قانون قيصر) الذي أقره الكونغرس، وتعمل به الإدارة الحالية».
وفي ما يخص التدريبات العسكرية التي تقدمها الولايات المتحدة للقوات المحلية الكردية في الشمال الشرقي لحماية حقول النفط، بعد أن أبرمت الولايات المتحدة معها الاتفاقيات، قال جيمس جيفري رداً على ذلك: «إنها لا تخالف (قانون قيصر) لأن تلك الحقول كانت تحت سيطرة (داعش)، واستطاعت قوات التحالف المكونة من 82 دولة حول العالم، وتشارك الولايات المتحدة في قيادتها عسكرياً، تحريرها من سلطة التنظيم الإرهابي، وتسليمها إلى (قوات سوريا الديمقراطية) التي قدمت لها الدعم العسكري والمعدات وبرامج التدريب، وغيرها من الأمور للحفاظ على المنطقة، وحماية الحقول من وصول (داعش) إليها مرة أخرى منذ عام 2014».
وأفاد بأن ذلك أمر لا يخالف أهداف الولايات المتحدة، ولا القوات المحلية التي تسيطر على المنطقة، تجاه نظام الأسد أو «داعش»، مضيفاً: «العقد البترولي هو أمر أميركي داخلي تشغيلي يختص بأميركا والأكراد، وليس هجوم على السوريين أو الشعب أو دولة ما بعينها. وقد كان النقاش حول ذلك مع القوات المحلية لعدة أعوام، بعد أن سيطر (داعش) على تلك الحقول التي تمت استعادتها بمساعدة أميركا وقوات التحالف، وتحريرها من سلطة (داعش)، وباتت تحت سيطرة القوات المحلية الكردية في الشمال الشرقي. وهذه الاتفاقية لا تؤثر على قانون قيصر، ولا بد من إيجاد مصادر دخل للأكراد في قتالهم ضد (داعش) للسيطرة الأمنية والنمو الاقتصادي».
وأكد جيمس جيفري أن الولايات المتحدة تسعى إلى أن تنتهي الأزمة السورية التي تعد من أصعب وأفظع الأزمات الحالية في التاريخ الحديث، والتي تتشارك فيها كثير من الأطراف والأيدي الخارجية، كروسيا وإيران وتركيا، بالإضافة إلى الجماعات الإرهابية، مثل «داعش» و«القاعدة»، مشيراً إلى أن الوجود الأميركي هو لمحاربة الإرهاب، وإنهاء الحرب التي أثرت على السوريين والعالم، وخلقت حالة صعبة للجميع. وأوضح أن موقف واشنطن يرتكز على دعم القرارات الأممية التي تتبنى الحل السياسي، وتدعو الحكومة السورية إلى المشاركة في اللجنة الدستورية التي تسعى إلى حل الأزمة السورية، والتي تحتوي على المعارضة السورية والحكومة، والحصول على حل نهائي، لافتاً إلى أنه سيلتقي في جنيف، الأسبوع المقبل، مجموعات كثيرة من المعارضة السورية ومسؤولي الأمم المتحدة، وكذلك أشخاص رسميين من عدة دول مساهمين في تفعيل قرارات الأمم المتحدة لإنهاء الأزمة، مضيفاً: «سنواصل تفعيل (قانون قيصر) لمواصلة حملة الضغط على الأسد لوقف العنف ضد الشعب، والمصادر التي تغذيه في عمليات العنف، والقبول بالتحول السياسي، ومشاركة المعارضة في الحل السياسي ومستقبل البلاد. كما أن المعارضة السورية التي ستشارك في العملية الانتقالية واللجنة الدستورية هم مجموعة من الأشخاص يمثلون السوريين من كل العالم، وقد تم اختيارهم من كل أجزاء سوريا، وليس هناك مجموعة أو أشخاص محددين يسيطرون على المعارضة، بل هم من جميع أطياف المجتمع السوري، بمن فيهم السوريون في الشمال الشرقي».
وأوضح السفير الأميركي أن كل العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة الهدف منها، بما فيها «قانون قيصر»، وقف عمليات العنف والحرب، ووقف الهجوم على الشعب، وقبول عودتهم إلى البلاد، وثانياً الدفع بالنظام السوري إلى قبول المعارضة السورية، والمشاركة في النقاش السلمي السياسي لحل الأزمة.
وبين أن نظام الأسد يواجه ضغوطاً دولية من عدة دول، بما فيها روسيا وغيرها من الدول التي تدفع النظام إلى المفاوضات، والمؤتمر سيكون من المفترض الأسبوع المقبل، منوهاً بحديث الأسد في خطابه أمام البرلمان السوري عن الحلول السياسية الأسبوع الماضي، الذي يراه المسؤول الأميركي تطوراً لافتاً في موقف النظام.
وحول ما يثار عن أن أميركا لديها أمور خفية تخشى إظهارها، قال جيفري: «ليس لدينا أي أمر نخبئه عن المشاركين في جنيف الأسبوع المقبل، كل ما نريده هو السلام بين السوريين، وإنهاء الحرب، والعمل السياسي تحت مظلة الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، وما ينتج عنه من اتفاق بين السوريين أنفسهم. وكل ما نقوله ونريده موجد في الإعلام، ونحن نصرح بأهدافنا، ونريد أن تكون اللجنة الدستورية البداية في العمل المستقبلي لسوريا، وتكون مستمرة، وليس فقط مجرد اجتماع واحد أو لقاء واحد، بل نريد مواصلة الاجتماعات واللقاءات، وسنرى النتائج بعد ذلك. ولولا جهود روسيا، فلن نرى نظام الأسد قابلاً بالعملية السياسية، والمشاركة مع المعارضة السورية في مستقبل البلاد، ونحن سعداء بالمعارضة السورية التي كانت متفهمة، ولديها المرونة العالية في تخطي كثير من العقبات، والعمل مع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لإنهاء الصراع، ولكننا لسنا سعداء من تعامل الأسد، ونحذر النظام من التفريط في هذه الجهود».
وهذا في حين نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال»، عن مسؤولين أميركيين، أن الولايات المتحدة ستوسع دائرة عقوباتها على نظام الأسد، في الوقت الذي حقق فيه الرئيس بشار الأسد مكاسب عسكرية وسياسية في الأشهر الأخيرة، وسيكون هناك استهداف لشريان الحياة المالي للنظام من مؤيدين في دول أخرى، وسيؤدي ذلك إلى تصعيد الضغط الدولي من أجل سلام تفاوضي وانتقال سياسي.
وقال مسؤولون أميركيون، في التقرير، إن إدارة ترمب تستعد لجولات جديدة من العقوبات ضد سوريا، وتخطط لتوسيع قائمتها السوداء، من خلال التركيز على شبكات الدعم المالي خارج الدولة التي مزقتها الحرب، في محاولة جديدة لإجبار دمشق على إجراء محادثات سلام.



«التحالف» ينفذ ضربة «محدودة» على معدات عسكرية وصلت ميناء المكلا اليمني

لقطة من شريط فيديو نشره التحالف توثق المعدات العسكرية التي استهدفتها الضربة المحدودة (التحالف)
لقطة من شريط فيديو نشره التحالف توثق المعدات العسكرية التي استهدفتها الضربة المحدودة (التحالف)
TT

«التحالف» ينفذ ضربة «محدودة» على معدات عسكرية وصلت ميناء المكلا اليمني

لقطة من شريط فيديو نشره التحالف توثق المعدات العسكرية التي استهدفتها الضربة المحدودة (التحالف)
لقطة من شريط فيديو نشره التحالف توثق المعدات العسكرية التي استهدفتها الضربة المحدودة (التحالف)

أعلنت قيادة القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن تنفيذ ضربة جوية «محدودة» استهدفت دعما عسكريا خارجيا بميناء المكلا.

وقال المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف اللواء الركن تركي المالكي إنه «في يومي السبت والأحد الماضيين، رصد دخول سفينتين قادمتين من ميناء الفجيرة إلى ميناء المكلا دون الحصول على التصاريح الرسمية من قيادة القوات المشتركة للتحالف، حيث قام طاقم السفينتين بتعطيل أنظمة التتبع الخاصة بالسفينتين وإنزال كمية كبيرة من الأسلحة والعربات القتالية لدعم قوات المجلس الانتقالي الجنوبي بالمحافظات الشرقية لليمن (حضرموت، المهرة) بهدف تأجيج الصراع، ما يعد مخالفة صريحة لفرض التهدئة والوصول لحلٍ سلمي، وكذلك انتهاكًا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216».

وأوضح اللواء المالكي أنه «استنادًا لطلب فخامة رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني لقوات التحالف باتخاذ كافة التدابير العسكرية اللازمة لحماية المدنيين بمحافظتي (حضرموت والمهرة)، ولما تشكله هذه الأسلحة من خطورة وتصعيد يهدد الأمن والاستقرار، فقد قامت قوات التحالف الجوية صباح اليوم بتنفيذ عملية عسكرية (محدودة) استهدفت أسلحة وعربات قتالية أفرغت من السفينتين بميناء المكلا، بعد توثيق ذلك ومن ثم تنفيذ العملية العسكرية بما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية وبما يكفل عدم حدوث أضرار جانبية».

وأكد اللواء المالكي «استمرار قيادة التحالف في خفض التصعيد وفرض التهدئة في محافظتي (حضرموت والمهرة) ومنع وصول أي دعم عسكري من أي دولة كانت لأي مكون يمني دون التنسيق مع الحكومة اليمنية الشرعية والتحالف بهدف انجاح جهود المملكة والتحالف لتحقيق الأمن والاستقرار ومنع اتساع دائرة الصراع».


«التحالف» يطلب إخلاء ميناء المكلا اليمني استعداد لتنفيذ عملية عسكرية

لقطة عامة لميناء المكلا اليمني (أرشيفية)
لقطة عامة لميناء المكلا اليمني (أرشيفية)
TT

«التحالف» يطلب إخلاء ميناء المكلا اليمني استعداد لتنفيذ عملية عسكرية

لقطة عامة لميناء المكلا اليمني (أرشيفية)
لقطة عامة لميناء المكلا اليمني (أرشيفية)

دعا تحالف دعم الشرعية في اليمن، اليوم، جميع المدنيين إلى الإخلاء الفوري لميناء المكلا في محافظة حضرموت حتى إشعار آخر، مؤكدًا أن هذا الإجراء يأتي في إطار الحرص على سلامتهم.

وأوضح التحالف أن طلب الإخلاء يهدف إلى حماية الأرواح والممتلكات، وذلك بالتزامن مع الاستعداد لتنفيذ عملية عسكرية في محيط الميناء، داعيًا الجميع إلى الالتزام بالتعليمات الصادرة والتعاون لضمان أمنهم وسلامتهم.

وكان المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف اللواء الركن تركي المالكي، قد صرح السبت الماضي، أنه استجابة للطلب المُقدم من رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني الدكتور رشاد العليمي بشأن اتخاذ إجراءات فورية لحماية المدنيين بمحافظة (حضرموت) نتيجة للانتهاكات الإنسانية الجسيمة والمروّعة بحقهم من قبل العناصر المسلّحة التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، واستمرارًا للجهود الدؤوبة والمشتركة للمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة في خفض التصعيد وخروج قوات الانتقالي وتسليم المعسكرات لقوات درع الوطن وتمكين السلطة المحلية من ممارسة مسؤولياتها فإن قوات التحالف تؤكد أن أي تحركات عسكرية تخالف هذه الجهود سيتم التعامل المباشر معها في حينه بهدف حماية أرواح المدنيين وانجاح الجهود السعودية الإماراتية.

وأكد اللواء المالكي استمرار موقف قيادة القوات المشتركة للتحالف الداعم والثابت للحكومة اليمنية الشرعية، كما أنها تهيب بالجميع تحمل المسؤولية الوطنية وضبط النفس والاستجابة لجهود الحلول السلمية لحفظ الأمن والاستقرار.


«أرض الصومال»... الاعتراف الإسرائيلي يؤجّج مخاوف «التهجير» و«القواعد العسكرية»

جانب من اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين (الجامعة العربية)
جانب من اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين (الجامعة العربية)
TT

«أرض الصومال»... الاعتراف الإسرائيلي يؤجّج مخاوف «التهجير» و«القواعد العسكرية»

جانب من اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين (الجامعة العربية)
جانب من اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين (الجامعة العربية)

زاد الاعتراف الإسرائيلي الأخير بـ«أرض الصومال» كـ«دولة مستقلة» من مخاوف تهجير الفلسطينيين إلى الإقليم الانفصالي وإقامة قواعد عسكرية لإسرائيل بالمنطقة المطلة على ساحل البحر الأحمر.

وحذر رئيس وزراء الصومال، حمزة عبدي بري، من «إشعال الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي، بسبب خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أرض الصومال»، وقال إن هذه الخطوة «ستكون لها تداعيات خطيرة على المنطقة من السودان والصومال وباقي البلدان».

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الجمعة، الاعتراف بـ«أرض الصومال» كـ«دولة مستقلة ذات سيادة»، في اعتراف رسمي هو الأول بـ«الإقليم الانفصالي» داخل الصومال، في خطوة اعتبر رئيس إقليم أرض الصومال، عبد الرحمن محمد عبد الله عرو، أنها «لحظة تاريخية».

ولاقى الاعتراف الإسرائيلي إدانات عربية وإسلامية وأفريقية، وأصدرت دول عربية وإسلامية، والجامعة العربية، ومجلس التعاون الخليجي، ومفوضية الاتحاد الأفريقي، بيانات أكدوا فيها رفضهم التام للخطوة الإسرائيلية.

وربط رئيس الوزراء الصومالي بين الاعتراف الإسرائيلي وتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، وقال في تصريحات متلفزة لقناة «القاهرة الإخبارية»، الأحد، إن «كل المؤشرات تؤكد أن نتنياهو يريد تهجير الغزيين إلى أرض الصومال»، وأكد أن «بلاده لن تقبل بهذا الأمر»، مشيراً إلى أن «الشعب الفلسطيني من حقه أن يعيش على أرضه، وأن تكون له دولته المستقلة».

ويرى بري أن الاعتراف الإسرائيلي بـ«أرض الصومال» هو «جزء من خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي لإقامة ما يسمى بـ(إسرائيل الكبرى)»، وأشار إلى أن «إسرائيل تسعى لاستغلال الظروف السياسية والإقليمية الراهنة، معتبرة أن وجودها في شمال الصومال قد يتيح لها التحكم في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، مع إمكانية إنشاء قواعد عسكرية في المنطقة».

وشددت الحكومة الصومالية، في بيان لها الجمعة، على «الرفض القاطع للاحتلال والتهجير القسري للفلسطينيين»، وأكدت أنها «لن تقبل أبداً بجعل الشعب الفلسطيني بلا جنسية»، كما أكدت «عدم السماح بإنشاء أي قواعد عسكرية أجنبية أو ترتيبات على أراضيها من شأنها جرّ الصومال إلى صراعات بالوكالة، أو استيراد العداوات الإقليمية والدولية».

اجتماع الحكومة الصومالية الجمعة بعد الخطوة الإسرائيلية (وكالة أنباء الصومال)

ويعتقد الباحث والمحلل السياسي من إقليم أرض الصومال، نعمان حسن، أن «حكومة الإقليم لن تقبل بتهجير الفلسطينيين إليه»، وقال إن «السلطة في (أرض الصومال) أعلنت بوضوح رفضها التهجير، باعتبار أنه سيعرقل أي حلول سياسية أمام استكمال الاعتراف بالإقليم كدولة مستقلة»، منوهاً بأن «هناك رفضاً شعبياً أيضاً لهذا الطرح».

وفي الوقت ذاته، فإن حسن يرى، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «حكومة (أرض الصومال) لن تمانع إقامة قواعد عسكرية إسرائيلية على أرض الإقليم، شريطة ألا تضر بدول الجوار»، وقال إن «الإقليم يحتاج أن يكون جاهزاً لأي تدخل من الخارج، على وقع التطورات الأخيرة، خصوصاً مع الرفض العربي والإسلامي للاعتراف الإسرائيلي».

ويظل الاعتراف بالاستقلال «الهدف الأساسي الذي تسعى إليه حكومة (أرض الصومال)»، وفق نعمان حسن، الذي عدّ أن «هذه الخطوة لن تضر بمصالح أي دولة أخرى».

في حين يرى المحلل السياسي الصومالي، حسن محمد حاج، أن الاعتراف الإسرائيلي «يثير مخاوف من تأثيره على إعادة تشكيل الخريطة الديمغرافية للإقليم، من خلال فتح الباب أمام التهجير للسكان المحليين أو للفلسطينيين إلى أرض الإقليم، بذرائع مثل التنمية أو إقامة مناطق أمنية ومرافق سيادية».

وأشار حاج، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «المخاوف تتزايد من تحول الاعتراف إلى مدخل لإقامة قواعد عسكرية أو مرافق استخباراتية إسرائيلية على ساحل البحر الأحمر ومنطقة باب المندب»، عاداً أن ذلك «سيضع الإقليم في قلب صراع المحاور الدولية، ويحوله من قضية داخل الصومال إلى ساحة لتنافس إقليمي ودولي»، وأشار إلى أن «مخاطر سيناريوهات (التهجير والعسكرة) ستمتد أثرها للمحيط الإقليمي والأفريقي بتأجيج التوترات القبلية وإضعاف فرص الحلول السياسية الشاملة».

وينظر عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، والمستشار بـ«الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية»، اللواء عادل العمدة، إلى تأثير ما يحدث في «أرض الصومال» باعتبار أنه «يرسخ لمفاهيم سلبية عن الانفصال لدى الحركات التي تشجع على ذلك، ما يعزز من مسألة التفتيت والتقسيم بين الدول الأفريقية»، وقال إن «تقسيم الصومال سيؤثر على الاستقرار الإقليمي والدولي؛ لارتباط هذه المنطقة بمصالح استراتيجية لغالبية دول العالم».

ويعتقد العمدة، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «إسرائيل تريد من خطوة الاعتراف بـ(أرض الصومال)، فتح جبهة جديدة من الصراع في المنطقة، للفت أنظار المجتمع الدولي عما يحدث في قطاع غزة»، وقال إن «الحفاظ على وحدة الصومال وسيادته جزء من الحفاظ على الأمن القومي العربي والمصري في منطقة البحر الأحمر».

ويعوّل الصومال على الدعم الإقليمي والعالمي لسيادته في مواجهة التحركات الإسرائيلية، وفق بري الذي قال في تصريحاته إن بلاده «تستخدم القنوات الدبلوماسية كخيار لمواجهة قرار نتنياهو»، إلى جانب «استخدام الإجراءات القانونية للدفاع عن وحدة» بلاده، لافتاً إلى أن «الدستور لا يسمح لـ(أرض الصومال) بالقيام بهذا الفعل».

ويعلن إقليم أرض الصومال انفصاله من جانب واحد عن جمهورية الصومال الفيدرالية منذ عام 1991، ولم يحظَ باعتراف دولي طوال هذه الفترة.