ترمب يتابع الوضع في بيلاروسيا «من كثب»

مظاهرة للمعارضة في مينسك عاصمة بيلاروسيا (إ.ب.أ)
مظاهرة للمعارضة في مينسك عاصمة بيلاروسيا (إ.ب.أ)
TT

ترمب يتابع الوضع في بيلاروسيا «من كثب»

مظاهرة للمعارضة في مينسك عاصمة بيلاروسيا (إ.ب.أ)
مظاهرة للمعارضة في مينسك عاصمة بيلاروسيا (إ.ب.أ)

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، اليوم (الاثنين)، إنه يتابع «من كثب» الوضع في بيلاروسيا، مع تزايد الضغط الشعبي على الرئيس ألكسندر لوكاشينكو ليتنحى عن السلطة عقب انتخابات 9 أغسطس (آب) الرئاسية المطعون فيها.
وكانت واشنطن دعت إلى احترام «حريات» المتظاهرين في الجمهورية السوفياتية السابقة، وحضّت سلطاتها على الحوار مع المجتمع المدني، حسبما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.
وتصاعد الضغط، اليوم (الاثنين)، على رئيس بيلاروسيا لترك السلطة بعد الانتخابات المتنازع عليها، مع مواجهة يسودها التوتر بين لوكاشينكو وعمال مصنع كبير هتفوا أمامه «ارحل».
وتوقف عمال عدة مصانع والتلفزيون العام (الاثنين) عن العمل، تلبية لدعوة من المعارضة التي أعلنت إضراباً عاماً غداة مظاهرة ضخمة شارك فيها عشرات الآلاف من الأشخاص في مينسك.
وأدت زيارة قام بها لوكاشينكو إلى مصنع آليات ثقيلة ومصنع جرارات زراعية لحدوث مواجهة حادة مع العمال الذين رددوا عبارة «ارحل»، فيما كان يلقي كلمته ويجيب عن الأسئلة.
وقال لوكاشينكو رداً على تلك الدعوات: «شكراً، لقد قلت ما في جعبتي، يمكنكم أن تواصلوا صياح (ارحل)»، قبل أن يغادر وملامح الغضب ترتسم على وجهه.
وتصاعدت الضغوط في بيلاروسيا منذ الانتخابات الرئاسية في 9 أغسطس، التي شهدت إعادة انتخاب لوكاشينكو بنسبة 80 في المائة من الأصوات على الرغم من الاتهامات العديدة بالتزوير.
يأتي ذلك غداة تظاهر أكثر من 100 ألف شخص في العاصمة، في أكبر تجمع للمعارضة في تاريخ البلاد، تلبية لدعوة المنافسة الرئيسية في الانتخابات سفيتلانا تيخانوفسكايا، التي أعلنت (الاثنين)، أنها مستعدة «لتحمل مسؤولياتها» وتولي قيادة البلاد.
وأعلن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال (الاثنين)، أن الاتحاد الأوروبي سيعقد قمة استثنائية (الأربعاء)، لمناقشة الوضع في بيلاروسيا، بينما لوحت ألمانيا، التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، بتوسيع العقوبات التي تم فرضها بالفعل الأسبوع الماضي، بعد لجوء الشرطة للعنف ضد المتظاهرين.
وقال لوكاشينكو خلال خطابه في مصنع الجرارات الزراعية: «لن أفعل أي شيء تحت الضغط»، مضيفاً: «طالما لم تقتلوني، فلن تكون هناك انتخابات».
لكنه أعلن أنه مستعد لتسليم السلطة بعد استفتاء على تعديلات دستورية، في محاولة لتهدئة الاحتجاجات الحاشدة والإضرابات التي تمثل أكبر تحدٍ لحكمه المستمر منذ 26 عاماً.
وقال لوكاشينكو في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الرسمية «بلتا»: «سنطرح التغييرات في استفتاء، وسأسلم سلطاتي الدستورية، لكن ليس تحت الضغط أو بسبب الشارع».


مقالات ذات صلة

الولايات المتحدة​ مؤسس شركة «أمازون» الأميركية العملاقة جيف بيزوس متحدثاً في لاس فيغاس (أ.ب)

عمالقة التكنولوجيا يخطبون ودّ ترمب… بالملايين

اصطف مليارديرات صناعة التكنولوجيا الأميركيون، وآخرهم مؤسس «أمازون» جيف بيزوس، لخطب ود الرئيس المنتخب قبل عودته للبيت الأبيض من خلال تبرعات بملايين الدولارات.

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ دونالد ترمب في ولايته الأولى رئيساً للولايات المتحدة يلوح بيده خلال اجتماع ثنائي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قمة زعماء مجموعة العشرين في أوساكا باليابان في 28 يونيو 2019 (رويترز)

ترمب ينتقد قرار بايدن إرسال صواريخ تستهدف العمق الروسي ويصفه بالأحمق

موسكو ترحب بانتقادات دونالد ترمب لقرار جو بايدن السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ أميركية بعيدة المدى ضد أهداف داخل عمق الأراضي الروسية

هبة القدسي (واشنطن)
المشرق العربي وزيرا الخارجية التركي هاكان فيدان والأميركي أنتوني بلينكن خلال إفادة صحافية مشتركة بعد مباحثاتهما في أنقرة الجمعة (رويترز)

«توافق عام» تركي - أميركي على مستقبل سوريا ما بعد الأسد

سيطر ملفان رئيسيان على مباحثات وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في أنقرة؛ أولهما مستقبل سوريا ما بعد بشار الأسد، والثاني التباين حول مكافحة الإرهاب.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ب)

استطلاع: الأميركيون ليس لديهم ثقة كبيرة في اختيارات ترمب لأعضاء الحكومة

أظهر استطلاع جديد للرأي أن الأميركيين ليست لديهم ثقة كبيرة في اختيارات الرئيس المنتخب دونالد ترمب لأعضاء الحكومة، أو فيما يتعلق بإدارة ملف الإنفاق الحكومي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».