وزير الخارجية الألماني من طرابلس: يجب إنشاء «منطقة منزوعة السلاح حول سرت»

وزير الخارجية الألماني هايكو ماس ونظيره الليبي محمد الطاهر سيالة في طرابلس (إ.ب.أ)
وزير الخارجية الألماني هايكو ماس ونظيره الليبي محمد الطاهر سيالة في طرابلس (إ.ب.أ)
TT

وزير الخارجية الألماني من طرابلس: يجب إنشاء «منطقة منزوعة السلاح حول سرت»

وزير الخارجية الألماني هايكو ماس ونظيره الليبي محمد الطاهر سيالة في طرابلس (إ.ب.أ)
وزير الخارجية الألماني هايكو ماس ونظيره الليبي محمد الطاهر سيالة في طرابلس (إ.ب.أ)

حذّر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، خلال زيارته العاصمة الليبية، اليوم (الاثنين)، من «هدوء خادع» يسود حالياً البلد الغارق في الفوضى وحيث تتنافس سلطتان: حكومة الوفاق الوطني المعترف بها من الأمم المتحدة، ومقرها طرابلس، والجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر في الشرق.
وقال ماس خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الليبي محمد الطاهر سيالة: «نشهد حالياً هدوءاً خادعاً في ليبيا».
ونجحت حكومة «الوفاق الوطني»، بدعم من حليفها التركي، في صد الهجوم الذي شنه حفتر على طرابلس في أبريل (نيسان) 2019، واستعادت في يونيو (حزيران) السيطرة على كامل شمال غربي البلد.
وأضاف ماس أنه «يدعم» إنشاء «منطقة منزوعة السلاح حول سرت»، وإيجاد «سبل لإنهاء هذا الوضع الشديد الخطورة». وأشار إلى أنه ناقش هذا الاقتراح مع رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج ووزير الداخلية فتحي باشاغا.
وبعد طرابلس، يزور وزير الخارجية الألماني الإمارات، التي اعتبر أن «لها تأثيراً على المشير حفتر، وننتظر أن تقوم بذلك في إطار روح مسار برلين». ورأى أن الإمارات «أظهرت أن لها القدرة على المساهمة بشكل كبير في السلام بالمنطقة»، معبراً عن أمله أن يرى «إشارات مشجعة من أبوظبي في الملف الليبي». وتابع: «فقط من يشاركون في المسار السياسي سيكون لهم مكان في مستقبل ليبيا».
وتناول ماس أيضاً ملف المهاجرين وظروف احتجازهم في ليبيا، وأكد أنه «يجب مكافحة شبكات التهريب بشكل أكثر فعالية». وأضاف: «ندعو منذ وقت طويل إلى إغلاق مراكز الاحتجاز»، ووضع المهاجرين في مراكز بديلة.
من ناحية أخرى، قالت وسائل إعلام تركية، إن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار يزور أيضاً طرابلس، الاثنين، للمرة الثانية، في بضعة أسابيع.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.