عون: الأرض المحتلة والحدود البحرية تتصدران مشكلات السلام مع إسرائيل

عون متحدثاً في المقابلة التلفزيونية مع القناة الفرنسية (تويتر)
عون متحدثاً في المقابلة التلفزيونية مع القناة الفرنسية (تويتر)
TT

عون: الأرض المحتلة والحدود البحرية تتصدران مشكلات السلام مع إسرائيل

عون متحدثاً في المقابلة التلفزيونية مع القناة الفرنسية (تويتر)
عون متحدثاً في المقابلة التلفزيونية مع القناة الفرنسية (تويتر)

أوضح الرئيس اللبناني ميشال عون، أن الأراضي اللبنانية المحتلة من قبل إسرائيل في مزارع شبعا وتلال كفر شوبا، إضافة إلى ترسيم الحدود البحرية غير المنفذ، تتصدر المشكلات التي تحول دون الحديث عن فرصة سلام مع إسرائيل، مؤكداً أنه لن يستقيل.
وقال عون في مقابلة تلفزيونية مع محطة «BFMTV» الفرنسية بُثّت ليل السبت، رداً على سؤال عما إذا كان لبنان على استعداد للتوقيع على السلام مع إسرائيل: «نحن لدينا مشكلات مع إسرائيل يتوجب حلها»، موضحاً أن المشكلات تتمثل في أن «هناك أرضاً لبنانية لا تزال إسرائيل تحتلها، إضافة إلى حدود بحرية يجب أن يتم تحديدها».
وتطرق عون إلى الملفات الداخلية اللبنانية بعد تفجير مرفأ بيروت في 4 أغسطس (آب) الماضي، متعهداً بأن «الإرادة في التوصل إلى نتيجة سريعة في التحقيق كانت موجودة لدينا، لكننا وجدنا فيما بعد أن الأمور متشابكة وتتطلب بعض الوقت». وقال: «تم تقسيم التحقيق إلى ثلاث مراحل»، وشدد على أنه «ليس هناك من تأخير، إنما حاجة إلى وقت ضروري لمعرفة الحقيقة». واعتبر أن «كل الفرضيات لا تزال قائمة، ولا يمكننا التهاون في هذا الموضوع».
وفي ظل النقاشات حول الحكومة المزمع تشكيلها بعد استقالة الحكومة السابقة، قال إنه بصورة خاصة، «يريد نتائج للإصلاح مع الحكومة، على أن يحصل ذلك بسرعة لأننا تأخرنا للغاية في ذلك». ونفى أن «يكون (حزب الله) عائقاً أمام الإصلاحات، أو أمام تشكيل حكومة بصورة سريعة».
وعما إذا كان أصغى إلى غضب الشارع، قال عون: «بالتأكيد. أنا ابن هذا الشعب، ويسمونني أب الشعب. أشاركه هذا الغضب، فأنا لست متفرجاً عليه، بل أنا منه».
وأكد عون أنه ليس في وارد «التفكير بمغادرة السلطة لأن ذلك يحدِث فراغاً في الحكم»، موضحاً أن «الحكومة مستقيلة، ولنفرض أنني استقلت، فمن يؤمن الاستمرارية في الحكم؟ على عاتقي مسؤولية كبرى». ورأى أنه إذا استقال «تحصل انتخابات فورية، والجو السياسي والشعبي لا يحمل على إجراء انتخابات قبل حصول هدوء في البلد، لأنها تصبح انتخابات انفعالية، لا تمثل الشعب بنتائجها بصورة حقيقية».
ونفى أن يكون الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يتدخل بالشأن اللبناني، قائلاً: «عندما يأتي أحد للمساعدة، ذلك لا يعني التدخل في شؤون الآخر. وله الحق في تقديم نصائحه، لكي يأتي العمل المطلوب جيداً. عندما ينصح أحد باتخاذ إجراء معين فهذا ليس تدخلاً، إنما عندما يعمد إلى تعيين الحكومة عندئذ يكون الأمر تدخلاً»، نافياً أن يكون ماكرون يقوم بذلك.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.