تحفظات في برلمان مصر تُرجئ تغليظ عقوبات التعدي على الموظفين

نواب دعوا لإلغاء الحبس والاكتفاء بالغرامة

TT

تحفظات في برلمان مصر تُرجئ تغليظ عقوبات التعدي على الموظفين

تسببت تحفظات برلمانية أبداها أعضاء في لجنة «الشؤون التشريعية» بمجلس النواب المصري، أمس، في إرجاء مناقشة تعديلات تقدمت بها الحكومة لتغليظ عقوبات «التعدي على الموظفين العموميين، وهيئات المحاكم، وكذلك المنشآت العامة، خاصة إذا ما اقترن ذلك بغرض (إرهابي)».
وقررت «تشريعية البرلمان»، أمس، تأجيل مناقشة مشروع تعديل «قانون العقوبات» الذي أعلنت عنه الحكومة، الأسبوع الماضي، إلى اليوم (الاثنين)، وذلك بعد طلب حضور وزيرين، هما عمرو مروان وزير العدل، ووزير شؤون المجالس النيابية علاء فؤاد. ورأى رئيس اللجنة «التشريعية»، بهاء أبو شقة، أن «العقوبات القائمة التي تستهدف الحكومة تعديلها (غير رادعة)، لكنه قال إنه يجب أن تتناسب العقوبات المقترحة مع الفعل، ولا تكون مبالغة».
ومن بين النصوص المستهدفة بالتعديل أن «عقوبة الاعتداء على موظف يكون بالحبس مدة لا تزيد على ستة أشهر»، وفق القانون الحالي، بينما جاء التعديل لينص على أن «العقوبة مدة لا تقل عن سنة، ولا تزيد على سنتين، وكذلك الأمر بالنسبة لإهانة المحكمة أو أحد أعضائها، حيث جعل العقوبة في مشروع القانون الحبس مدة لا تقل عن خمس سنوات، ولا تزيد على سبع سنوات». وقال أبو شقة: «لا يوجد تجانس بين العقوبات الواردة في القانون، حيث إن عقوبة الإهانة أكبر من عقوبة التعدي».
وبدوره، طرح طالب النائب البرلماني إيهاب الخولي «الإبقاء على العقوبات الموجودة في القانون القائم، والاكتفاء بزيادة الغرامة»، بينما أبدى النائب أبو العاطي زكي تخوفاً من أن تطال العقوبات «المحامين في حال الدخول في خلافات مع القضاة».
ووفق التعديلات المقترحة، فإن «عقوبة إهانة محكمة أو أحد أعضائها الحبس مدة لا تقل عن خمس سنوات، ولا تزيد على سبع سنوات، وغرامة لا تقل عن 50 ألف جنيه، ولا تجاوز مائة ألف جنيه»، لكن النص الحالي يشير إلى «عقوبة الحبس مدة لا تزيد على سنة، أو غرامة لا تجاوز خمسمائة جنيه».
وفي تقديمها لمشروع القانون، قالت الحكومة إنها «تلاحظ أن بعض العقوبات المقررة للتعدي على الموظفين العموميين وإتلاف الأموال العامة لم تعد كافية بما يلزم لتحقيق الردع، بنوعيه العام والخاص، وأن بعض فئات الموظفين العموميين، كأعضاء هيئة الشرطة ورجال الضبط وهيئة التعليم وهيئة التدريس بالجامعات والعاملين بالمنشآت الصحية العامة، باتوا أكثر عرضة للتعدي عليهم بسبب أو في أثناء تأدية وظائفهم، الأمر الذي استدعى تشديد العقوبات المقررة لجرائم الاعتداء ذات الصلة».
ومن بين التعديلات المقترحة أن «كل من هدم أو أتلف أو قطع عمداً شيئاً من الأموال الثابتة أو المنقولة المملوكة للدولة أو تساهم فيها أو المُعدة للنفع العام يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنة، وبغرامة لا تقل عن مائة ألف جنيه، ولا تزيد على مائتي ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين».
وتقترح الحكومة كذلك أن «تكون العقوبة السجن والغرامة التي لا تقل عن مائة ألف جنيه، ولا تزيد على مائتي ألف جنيه، إذا وقع الهدم أو الإتلاف العمدي لإحدى المنشآت الشرطية، أو التعليمية أو الصحية العامة، أو محتويات أي منها، أو تعطيلها عن العمل»، بينما تغلظ العقوبة وتصل إلى السجن المؤبد إذا كانت الجريمة لغرض «إرهابي».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.