مهمة تيندال خلفاً لهاو في بورنموث ستكون «صعبة للغاية»

المدير الفني الجديد للفريق الهابط أكد أنه تلقى النصائح من آرسين فينغر... وابنه أقنعه بتولي المهمة

تيندال (يسار) بجوار هاو في بورنموث قبل رحلة الهبوط (رويترز)
تيندال (يسار) بجوار هاو في بورنموث قبل رحلة الهبوط (رويترز)
TT

مهمة تيندال خلفاً لهاو في بورنموث ستكون «صعبة للغاية»

تيندال (يسار) بجوار هاو في بورنموث قبل رحلة الهبوط (رويترز)
تيندال (يسار) بجوار هاو في بورنموث قبل رحلة الهبوط (رويترز)

عندما اتصل المدير الفني السابق لنادي بورنموث، إيدي هاو، بجيسون تيندال ليخبره بأنه سيستريح من التدريب لبعض الوقت، أصبحت العطلة التي كان يقضيها تيندال في كرواتيا أكثر صخبا، حيث قال مبتسماً: «كل ساعتين يقترب نجلي من أذني ويقول لي: أبي، هل ستصبح مديراً فنيا؟ وكلما أقول له إنني لست متأكداً، يقول لي: حسناً، ماذا ستفعل أيضاً؟ وعندما سألت نفسي هذا السؤال، كان قراري بتولي قيادة بورنموث قد أصبح أسهل بعض الشيء».
وعاد تيندال، الذي يلعب ابنه ليفي البالغ من العمر 10 سنوات في أكاديمية بورنموث، إلى النادي يوم الجمعة الماضي، بعدما حصل على تأكيدات من المالك الروسي للنادي، مكسيم ديمين، بأن أبرز نجوم الفريق لن يرحلوا. ووقع تيندال عقدا لمدة ثلاث سنوات لتولي قيادة الفريق خلفا لإيدي هاو، الذي لعب تحت قيادته قبل أن يعمل مساعدا له لمدة 12 عاماً خاض خلالها 569 مباراة.
لقد بدأ الرجلان هذه الرحلة الرائعة معا، بدءا من وضع أيديهما في جيوبهما الخاصة من أجل دفع راتب مدرب اللياقة البدنية والمدلك عندما كان الفريق يلعب في دوري الدرجة الثالثة، وصولا لتلك الأيام الصعبة التي مر بها الفريق في الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث قضى خمسة مواسم قبل هبوطه لدوري الدرجة الأولى الشهر الماضي، وهو ما أدى إلى رحيل هاو وانتهاء هذه الحقبة.
ومنذ ذلك الحين، انضم مدافع بورنموث، ناثان أكي، إلى مانشستر سيتي مقابل 41 مليون جنيه إسترليني، ومن المتوقع أن يرفع شيفيلد يونايتد عرضه المالي لضم حارس مرماه السابق آرون رامسدال بعدما رفض بورنموث عرضه السابق بقيمة 12 مليون جنيه إسترليني. ومن المرجح أن يرحل أيضا كالوم ويلسون وجوشوا كينغ، الذي سينتهي عقده الصيف المقبل، لكن بورنموث مصمم على المنافسة على الصعود للدوري الإنجليزي الممتاز مرة أخرى الموسم المقبل. ويقول تيندال: «لو كان النادي قد وافق على بيع أبرز لاعبيه لانتهى به الأمر الآن ببيع ثمانية أو تسعة لاعبين، ولما كنت أتولى هذا المنصب الآن».
ويؤكد تيندال على أنه لن يكون «استنساخاً» لإيدي هاو، لكنه يدرك تماما أنه لم يكن بإمكانه الحصول على فرصة تدريبية أفضل من ذلك بدون العمل إلى جانب هاو، ويقر بأن السير على خطى أعظم مدير فني في تاريخ بورنموث على الإطلاق سيكون بمثابة مهمة صعبة وشاقة، حيث إن رحيل هاو سيترك فراغا مماثلا لما عانى منه مانشستر يونايتد بعد رحيل مديره الفني الأسطوري السير أليكس فيرغسون، أو آرسنال بعد رحيل مديره الفني الفرنسي آرسين فينغر.
يقول تيندال عن ذلك: «أعتقد أنه سيكون من الصعب للغاية على أي شخص أن يملأ الفراغ الذي تركه هاو، تماما كما حدث بعد رحيل فيرغسون وغيره من المديرين الفنيين العظماء الذين استمروا لفترة طويلة مع أنديتهم. لكن هل هناك أي شخص يعرف هذا النادي أفضل مني؟ وهل هناك ضمانة لتولي أي شخص آخر هذا المنصب وتحقيق نجاح مع النادي؟ من وجهة نظري، لقد عشت مع هاو فترة طويلة وتعلمت منه الكثير، وهو واحد من أفضل المديرين الفنيين بالطبع. دائما ما يكون هناك الكثير من الضغوط في هذه المهنة، لكنني أشعر أنني مستعد لقيادة هذا النادي إلى الأمام، وآمل أن أقوده للعودة إلى الدوري الإنجليزي الممتاز».
ولعب تيندال مع فريق «سينراب» الذي كونه والده، جيمي، في شرق العاصمة البريطانية لندن، وهو النادي الذي شهد أيضا بداية المسيرة الكروية لكل من جون تيري وجيرمين ديفو، كما لعب تيندال خمس سنوات مع نادي آرسنال. وفي الأيام الأولى من مسيرة تيندال التدريبية، قام هو وهاو بزيارة المدير الفني الفرنسي آرسين فينغر في التدريبات أكثر من مرة لتلقي الكثير من النصائح.
يقول تيندال: «عندما تتخذ خطوتك الأولى في عالم التدريب، تكون مرتبكا للغاية وبحاجة إلى تعلم الكثير من الأمور. لقد كنا محظوظين للغاية لأننا تمكنا من الذهاب لرؤية فينغر وهو يعمل في آرسنال، وكنا معجبين للغاية بالطريقة التي يطبقها والفلسفة التي يعتمد عليها، لقد كان ذلك بمثابة قوة دافعة كبيرة بالنسبة لنا، فيما يتعلق بما كنا نحاول القيام به مع نادي بورنموث».
ويعتقد تيندال، الحاصل على الرخصة الأولى في مجال التدريب من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، والتي تعد أعلى تأهيل تدريبي في اللعبة، أنه قادر على إعادة بورنموث إلى الدوري الإنجليزي الممتاز في تجربته التدريبية الأولى. ويؤمن تيندال أيضا بأنه يواجه تحديا آخر يتمثل في الاستمرار لفترة طويلة مع الفريق وقيادته لتحقيق نتائج جيدة. وقد سلط غاريث أينسوورث، المدير الفني لنادي ويكومب، الضوء على أهمية التحول من «مساعد» إلى «مدير فني» في نظر لاعبيه بعد أن واجه صعوبات في البداية في تأكيد سلطته كمدير فني بين زملائه السابقين. وخلال الأسبوع الماضي، أوضح هاري ريدناب أن هناك اختلافا كليا بين العمل كمساعد وكمدير فني، لأن استبعاد المدير الفني لعدد من اللاعبين من التشكيلة الأساسية يؤدي إلى انخفاض شعبيته بصورة كبيرة بعد أن كان الشخص محبوبا من الجميع عندما كان يعمل مساعدا.
وهناك بالفعل عدد من القرارات التي يجب أن يتخذها تيندال قبل عودة بورنموث إلى التدريبات يوم الاثنين القادم استعدادا لانطلاق الموسم الجديد. وقبل ذلك، يتعين على تيندال أن يحدد مستقبل قائد الفريق سيمون فرانسيس، وأندرو سورمان وتشارلي دانيلز.
لكن ذلك لا يعني أن تولي المسؤولية أمر غريب بالنسبة لتيندال، الذي وجد كان لاعبا ومديرا فنيا في نفس الوقت بنادي ويموث، الذي يلعب في دوري الدرجة الخامسة، في عام 2007. يقول تيندال عن ذلك: «ذهبت إلى هناك لأتدرب فقط لبضعة أيام مع بعض الأصدقاء، لكن النادي أعلن إفلاسه فجأة، وغادر الجميع، وجاء إلى شخص ما وسألني عما إذا كنت أرغب في أن أتولى قيادة الفريق، الذي لم يكن يتبقى به سوى ستة لاعبين في ذلك الوقت. لقد تعلمت الكثير من هذه التجربة، التي جاءت في الوقت الذي كنت استعد فيه للدخول في عالم التدريب، لكنها كانت جزءاً من الرحلة التي أخوضها حتى الآن».


مقالات ذات صلة

المهاجمة الإنجليزية كيربي تنضم إلى برايتون

رياضة عالمية فران كيربي (رويترز)

المهاجمة الإنجليزية كيربي تنضم إلى برايتون

قال نادي برايتون آند هوف ألبيون، المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز، إنه ضم إلى صفوفه المهاجمة الإنجليزية فران كيربي في صفقة انتقال حر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية أرتيتا (رويترز)

أرتيتا: أتوقع تمديد عقدي مع آرسنال

قال الإسباني ميكل أرتيتا، مدرب آرسنال المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، إن علاقته بالنادي اللندني قوية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية ديفيد رايا (رويترز)

آرسنال يتعاقد مع الحارس الإسباني رايا بشكل نهائي

أكمل حارس المرمى الإسباني ديفيد رايا، انتقاله بشكل دائم من برينتفورد إلى آرسنال الإنجليزي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية لوكاس باكيتا (أ.ف.ب)

وست هام يرفض إعارة باكيتا لفلامنغو

أكد نادي وست هام يونايتد أنه لا ينوي إعارة لوكاس باكيتا إلى ناديه الأصلي فلامنغو.

ذا أتلتيك الرياضي (لندن)
رياضة عالمية بول ميشال (أ.ف.ب)

نيوكاسل يونايتد يعين ميشال مديراً رياضياً خلفاً لأشوورث

عيّن نيوكاسل يونايتد بول ميشال مديراً رياضياً جديداً للفريق، لينهي بذلك رحلة بحث استمرت 4 أشهر عن خليفة دان أشوورث.

ذا أتلتيك الرياضي (نيوكاسل)

بعد فرارها من «طالبان»... أفغانية سترقص مع فريق اللاجئين في «أولمبياد باريس»

 الافغانية مانيزها تالاش في فريق اللاجئين في اولمبياد باريس (حسابها الشخصي-انستغرام)
الافغانية مانيزها تالاش في فريق اللاجئين في اولمبياد باريس (حسابها الشخصي-انستغرام)
TT

بعد فرارها من «طالبان»... أفغانية سترقص مع فريق اللاجئين في «أولمبياد باريس»

 الافغانية مانيزها تالاش في فريق اللاجئين في اولمبياد باريس (حسابها الشخصي-انستغرام)
الافغانية مانيزها تالاش في فريق اللاجئين في اولمبياد باريس (حسابها الشخصي-انستغرام)

حققت الأفغانية مانيزها تالاش حلمها بالأداء خلال مسابقات «أولمبياد باريس 2024» المقامة في العاصمة الفرنسية، ضمن فريق اللاجئين، بعد هروبها من قبضة «طالبان».

وترقص تالاش (21 عاماً) «بريك دانس»، وكانت أول راقصة معروفة في موطنها الأصلي (أفغانستان)، لكنها فرَّت من البلاد بعد عودة «طالبان» إلى السلطة في عام 2021. ومع ظهور رقص «البريك دانس» لأول مرة في الألعاب الأولمبية في باريس، ستصعد تالاش إلى المسرح العالمي لتؤدي ما هي شغوفة به.

وتقول تالاش في مقابلة أُجريت معها باللغة الإسبانية: «أنا أفعل ذلك من أجلي، من أجل حياتي. أفعل ذلك للتعبير عن نفسي، ولأنسى كل ما يحدث إذا كنت بحاجة إلى ذلك»، وفقاً لما ذكرته صحيفة «واشنطن بوست».

ترقص تالاش «بريك دانس» وهي في عمر السابعة عشرة (حسابها الشخصي - إنستغرام)

شبح «طالبان»

يرفض العديد من الأفغان المحافظين الرقص، وفكرة مشاركة النساء محظورة بشكل خاص. وفي ظل حكم «طالبان»، مُنعت النساء الأفغانيات فعلياً من ممارسة العديد من الأنشطة الرياضية. منذ عودة الجماعة إلى السلطة قبل 3 سنوات، أغلقت الحكومة مدارس البنات، وقمعت التعبير الثقافي والفني، وفرضت قيوداً على السفر على النساء، وحدَّت من وصولهن إلى المتنزهات وصالات الألعاب الرياضية.

مقاتل من «طالبان» يحرس نساء خلال تلقي الحصص الغذائية التي توزعها مجموعة مساعدات إنسانية في كابل (أ.ب)

وقال تقرير للأمم المتحدة عن حقوق الإنسان هذا العام إن «عدم احترام (طالبان) للحقوق الأساسية للنساء والفتيات لا مثيل له في العالم». منذ اليوم الذي بدأت فيه تالاش الرقص، قبل 4 سنوات، واجهت العديد من الانتقادات والتهديدات من أفراد المجتمع والجيران وبعض أفراد الأسرة. وقالت إنها علمت بأنها إذا أرادت الاستمرار في الرقص، فليس لديها خيار إلا الهروب، وقالت: «كنت بحاجة إلى المغادرة وعدم العودة».

فريق اللاجئين

سيضم الفريق الذي ظهر لأول مرة في ألعاب «ريو دي جانيرو 2016»، هذا العام، 36 رياضياً من 11 دولة مختلفة، 5 منهم في الأصل من أفغانستان. وسيتنافسون تحت عَلَم خاص يحتوي على شعار بقلب محاط بأسهم، للإشارة إلى «التجربة المشتركة لرحلاتهم»، وستبدأ الأولمبياد من 26 يوليو (تموز) الحالي إلى 11 أغسطس (آب). بالنسبة لتالاش، التي هاجرت إلى إسبانيا، تمثل هذه الألعاب الأولمبية فرصة للرقص بحرية، لتكون بمثابة رمز الأمل للفتيات والنساء في أفغانستان، ولإرسال رسالة أوسع إلى بقية العالم.

انتقلت إلى العيش في إسبانيا بعد هروبها من موطنها الأصلي (حسابها الشخصي - إنستغرام)

وفي فبراير (شباط) الماضي، تدخلت صديقة أميركية لتالاش، تُدعي جواركو، بالتقديم إلى عناوين البريد الإلكتروني الأولمبي لمشاركة الفتاة الأفغانية، وفي اليوم التالي، تلقت رداً واحداً من مدير فريق اللاجئين الأولمبي، غونزالو باريو. وكان قد تم إعداد فريق اللاجئين المتوجّه إلى باريس، لكن المسؤولين الأولمبيين تأثروا بقصة تالاش وسارعوا إلى تنسيق الموارد. وافقت اللجنة الأولمبية الإسبانية على الإشراف على تدريبها، وكان المدربون في مدريد حريصين على التطوع بوقتهم.

وقال ديفيد فينتو، المدير الفني للمنتخب الإسباني: «شعرت بأنه يتعين علينا بذل كل ما في وسعنا. في شهر مارس (آذار)، حصلت تالاش على منحة دراسية، مما سمح لها بالانتقال إلى مدريد والتركيز على الاستراحة. وبعد بضعة أسابيع فقط، وصلت الأخبار بأنها ستتنافس في الألعاب الأولمبية». يتذكر جواركو: «لقد انفجرت في البكاء، وكانت تبتسم».

وقالت تالاش: "كنت أبكي بدموع الفرح والخوف".وجزء من مهمة الألعاب الأولمبية المعلنة هو "دعم تعزيز المرأة في الرياضة على جميع المستويات" وتشجيع "مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة". ولهذا السبب، كانت العلاقة بين الحركة الأولمبية وأفغانستان مشحونة منذ فترة طويلة. وقامت اللجنة الأولمبية الدولية بتعليق عمل اللجنة الأولمبية في البلاد في عام 1999، وتم منع أفغانستان من المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية في سيدني.

شغفها حقق هدفها

لم يغِب عن تالاش أن موسيقى «البريك» و«الهيب هوب»، المحظورة في موطنها، أعطتها هدفاً لحياتها، وساعدت أيضاً في إنقاذ عائلتها. وقالت: «هذا أكبر بكثير من أي حلم حلمت به من قبل أو حتى يمكن أن أفكر فيه»، مضيفة: «إذا قالت (طالبان) إنها ستغادر في الصباح، فسوف أعود إلى منزلي بعد الظهر».

ويحكي جواد سيزداه، صديق تالاش وزعيم مجتمع «الهيب هوب» في كابل: «إذا سألت الأجانب عن أفغانستان، فإن الشيء الوحيد الذي يتخيلونه هو الحرب والبنادق والمباني القديمة. لكن لا، أفغانستان ليست كذلك». وأضاف: «أفغانستان هي تالاش التي لا تنكسر. أفغانستان هي التي أقدم فيها بموسيقى الراب، ليست الحرب في أفغانستان وحدها».

وعندما كانت تالاش في السابعة عشرة من عمرها، عثرت على مقطع فيديو على «فيسبوك» لشاب يرقص «بريك دانس» ويدور على رأسه، في مشهد لم يسبق لها أن رأت شيئاً مثله. وقالت: «في البداية، اعتقدت أنه من غير القانوني القيام بهذا النوع من الأشياء». ثم بدأت تالاش بمشاهدة المزيد من مقاطع الفيديو، وأصابها الذهول من قلة الراقصات. وأوضحت: «قلتُ على الفور: سأفعل ذلك. أنا سوف أتعلم».

وقامت بالتواصل مع الشاب الموجود في الفيديو (صديقها سيزداه) الذي شجعها على زيارة النادي المحلي الذي تدرب فيه، والذي كانت لديه محاولة لتنمية مجتمع «الهيب هوب» في كابل، ولجأ إلى وسائل التواصل الاجتماعي لدعوة جميع الأعمار والأجناس للرقص وموسيقى الراب. كان هناك 55 فتى يتدربون هناك. كانت تالاش الفتاة الأولى.

وقال سيزداه (25 عاماً): «إذا رقص صبي، فهذا أمر سيئ في أفغانستان وكابل. وعندما ترقص فتاة، يكون الأمر أسوأ. إنه أمر خطير جداً. رقص الفتاة أمر غير مقبول في هذا المجتمع. لا توجد إمكانية لذلك.

انتقلت إلى العيش في إسبانيا بعد هروبها من موطنها الأصلي (حسابها الشخصي - إنستغرام)

كنا نحاول أن نجعل الأمر طبيعياً، لكنه كان صعباً للغاية. لا يمكننا أن نفعل ذلك في الشارع. لا يمكننا أن نفعل ذلك، كما تعلمون، في مكان عام»، وفقا لما ذكرته صحيفة «واشنطن بوست».

كانت تالاش أول فتاة تنضم إلى نادي الرقص «Superiors Crew» في كابل.

تهديدات بالقتل

بعد استيلاء «طالبان» على السلطة، فرَّ أعضاء النادي إلى باكستان. وفي أحد الأحداث الجماعية الأولى للفريق في النادي الصغير، انفجرت سيارة مفخخة في مكان قريب. ووقعت إصابات في الشارع، لكن الراقصين بالداخل لم يُصابوا بأذى. ومع انتشار أخبار بأن تالاش كانت ترقص، بدأت تتلقى تهديدات بالقتل.

مقاتل من «طالبان» يقف في الحراسة بينما تمر امرأة في العاصمة كابل يوم 26 ديسمبر 2022... وشجب مفوض حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة القيود المزدادة على حقوق المرأة بأفغانستان (أ.ب)

كان من المفترض أن يكون النادي مكاناً آمناً، ولكن في أحد الأيام دخل رجل مدعياً أنه راقص يريد التعلم. وبدا مريباً لباقي الأعضاء، ووفقاً لتالاش وسيزداه، سرعان ما داهمت قوات إنفاذ القانون النادي، وألقت القبض على الرجل الذي كان يحمل قنبلة. قال سيزده: «إنهم قالوا إنه عضو في (داعش). لقد أراد فقط أن يفجِّر نفسه».

رحلة الهروب للنجاة!

وبعد بضعة أشهر من الواقعة، غادرت قوات «حلف شمال الأطلسي» والجيش الأميركي أفغانستان، وعادت «طالبان» إلى السلطة في 2021، وقال سيزداه إن مالك العقار اتصل به وحذره من العودة، وإن الناس كانوا يبحثون عن أعضاء الفريق، وقال سيزداه: «هناك أسباب كثيرة» للمغادرة. «الأول هو إنقاذ حياتك».

وقام العشرات من أعضاء نادي «الهيب هوب» بتجميع ما في وسعهم وتحميلهم في 3 سيارات متجهة إلى باكستان. أخذت تالاش شقيقها البالغ من العمر 12 عاماً، وودعت والدتها وأختها الصغرى وأخاً آخر.

وقالت تالاش: «لم أكن خائفة، لكنني أدركت أنني بحاجة إلى المغادرة وعدم العودة. كان هذا مهماً بالنسبة لي. لم أغادر قط لأنني كنت خائفة من (طالبان)، أو لأنني لم أتمكن من العيش في أفغانستان، بل لأفعل شيئاً، لأظهر للنساء أننا قادرون على القيام بذلك؛ أنه ممكن». اضطرت تالاش إلى ترك والدتها في أفغانستان، وتحقق الحلم الأولمبي ولم شمل الأسرة.

لمدة عام تقريباً، عاشوا بشكل غير قانوني في باكستان دون جوازات سفر وأمل متضائل. لم يشعروا بالأمان في الأماكن العامة، لذلك قضى 22 شخصاً معظم اليوم محشورين معاً في شقة. لم يكن هناك تدريب أو رقص. تلقت تالاش كلمة مفادها أن مسؤولي «طالبان» اتصلوا بوالدتها في كابل للاستفسار عن مكان وجود الفتاة الصغيرة. وقالت: «أحياناً أتمنى أن أنسى كل ذلك»، ثم تواصل أعضاء نادي «الهيب هوب» مع السفارات ومجموعات المناصرة والمنظمات غير الحكومية للحصول على المساعدة. وأخيراً، وبمساعدة منظمة إسبانية للاجئين تدعى People HELP، تم منحهم حق اللجوء في إسبانيا.

انقسم الفريق، وتم نقل تالاش وشقيقها إلى هويسكا، وهي بلدة صغيرة في شمال شرقي إسبانيا. كانت لديها وظيفة تنظيف في صالون محلي، ورغم عدم وجود استوديو أو نادٍ مخصص للاستراحة، فقد وجدت صالة ألعاب رياضية تسمح لها بالرقص بعد ساعات العمل. بعد سنوات من الانفصال، تم لم شمل تالاش وعائلتها أخيراً حيث يعيشون الآن في نزل للاجئين بمدريد.