العلماء يكتشفون «الدور السحري» للتمارين الرياضية

التمارين الرياضية تعزز صحة الناس، وتقلل مخاطر تطور الأمراض لديهم كالسكري والبدانة. ولكن، كيف يجري هذا على المستوى الخليوي، وكيف تقوم التمارين بمثل هذا الدور السحري، وما الخطوات النفسية التي تنطوي عليها؟ كل ذلك يبقى غامضا إلى درجة مدهشة. لقد بينت دراسات جديدة مذهلة كيف أن التمارين قادرة على تغيير...
التمارين الرياضية تعزز صحة الناس، وتقلل مخاطر تطور الأمراض لديهم كالسكري والبدانة. ولكن، كيف يجري هذا على المستوى الخليوي، وكيف تقوم التمارين بمثل هذا الدور السحري، وما الخطوات النفسية التي تنطوي عليها؟ كل ذلك يبقى غامضا إلى درجة مدهشة. لقد بينت دراسات جديدة مذهلة كيف أن التمارين قادرة على تغيير...
TT

العلماء يكتشفون «الدور السحري» للتمارين الرياضية

التمارين الرياضية تعزز صحة الناس، وتقلل مخاطر تطور الأمراض لديهم كالسكري والبدانة. ولكن، كيف يجري هذا على المستوى الخليوي، وكيف تقوم التمارين بمثل هذا الدور السحري، وما الخطوات النفسية التي تنطوي عليها؟ كل ذلك يبقى غامضا إلى درجة مدهشة. لقد بينت دراسات جديدة مذهلة كيف أن التمارين قادرة على تغيير...
التمارين الرياضية تعزز صحة الناس، وتقلل مخاطر تطور الأمراض لديهم كالسكري والبدانة. ولكن، كيف يجري هذا على المستوى الخليوي، وكيف تقوم التمارين بمثل هذا الدور السحري، وما الخطوات النفسية التي تنطوي عليها؟ كل ذلك يبقى غامضا إلى درجة مدهشة. لقد بينت دراسات جديدة مذهلة كيف أن التمارين قادرة على تغيير...

التمارين الرياضية تعزز صحة الناس، وتقلل مخاطر تطور الأمراض لديهم كالسكري والبدانة. ولكن، كيف يجري هذا على المستوى الخليوي، وكيف تقوم التمارين بمثل هذا الدور السحري، وما الخطوات النفسية التي تنطوي عليها؟ كل ذلك يبقى غامضا إلى درجة مدهشة.
لقد بينت دراسات جديدة مذهلة كيف أن التمارين قادرة على تغيير كيفية عمل الجينات بصورة جذرية. فالجينات ليست ساكنة هامدة، بل هي تنشط وتتوقف، وفقا للإشارات البيولوجية الكيميائية التي تتلقاها من الأنحاء الأخرى من الجسم البشري. فلدى تنشيطها تقوم بالتعبير عن نفسها على شاكلة بروتينات مختلفة تقوم بدورها بالترويج لنفسها عن طريق مجموعة من النشاطات والأفعال بالجسم.
* تغيير سلوك الجينات وأحد الأساليب القوية في التأثير على النشاط الجيني ينطوي على عملية تسمى «تأثير الميثيل» («ميثاليشن» methylation)، عندما تقوم مجموعات الـ«ميثيل» التي هي تجمعات من ذرات الكربون والهيدروجين، بالتعلق وربط ذاتها بالغطاء الخارجي للجين، مما يؤدي إلى صعوبة تلقي ذلك الجين رسائل الجسم والاستجابة لها. وبهذه الطريقة، يتغير سلوك الجينات، ولكن لا يتغير التركيب الأساسي لها. ومن المدهش فعلا أن هذا النمط من عملية «تأثير الميثيل» يمكن إمراره من الشخص إلى ذريته، وهي ظاهرة تعرف باسم «التخلق» (epigenetics).
والأمر المدهش بشكل خاص حول عملية «ميثاليشن»، أنها تجري مدفوعة بأسلوب الحياة. فقد أظهر الكثير من الدراسات أن الوجبات الغذائية على سبيل المثال، من شأنها التأثير على عملية «تأثير الميثيل» على الجينات، والعلماء العاملون في هذا النطاق، لهم شكوكهم أيضا في قدرة الأنماط المختلفة من هذه العملية الناجمة عن وجبات الطعام المختلفة في التقرير جزئيا حول ما إذا كان أحدهم قد يصاب بمرض السكري، وآخر بأمراض التمثيل الغذائي (الأيض).
لكن العلماء لم يفهموا حتى الآن دور النشاط البدني في «ميثاليشن» الجينات بشكل كامل، بينما فهموا أكثر دور الوجبات الغذائية بتغيير جسم الإنسان. لذا انبرت مجموعات من العلماء أخيرا لتقرير ما الذي تفعله التمارين الرياضية على القسم الخارجي من جيناتنا. وأظهرت النتائج المنشورة أخيرا أنها كثيرة ومتعددة.
* دراسات النشاط الرياضي ومن الدراسات الجديدة التي نشرت أخيرا في الشهر الماضي، التي هي ربما أكثر إثارة للحيرة، تلك التي أجريت من قبل باحثين مرتبطين بمركز السكري في جامعة «لند» السويدية. وقد بدأت عن طريق تجنيد عشرات الأشخاص البالغين الذين لا يتحركون كثيرا، لكنهم عموما من الأصحاء، بحيث جرى امتصاص بعض خلاياهم السمينة. وعن طريق استخدام بعض الطرق الجديدة في الأبحاث الجزيئية، تمكن الباحثون من وضع خريطة لنماذج الـ«ميثاليشن»، أي عمليات «تأثير الميثيل» على الجينات، وأنماطه، في الحمض النووي منقوص الأكسجين (دي إن إيه) الموجود ضمن هذه الخلايا. وقد قاموا أيضا بقياس تركيب جسم الأفراد المشاركين، وقدرتهم الرياضية الهوائية، ومحيط خصرهم، وضغطهم الدموي، ومستوى الكولسترول، فضلا عن إشارات أخرى تتعلق بالصحة واللياقة البدنية.
وتحت إشراف مدرب، قام المتطوعون بالخضوع لجلسات رياضية تدوم ساعة كاملة مرتين في الأسبوع لمدة ستة أشهر. وفي نهاية هذه الفترة، تخلص هؤلاء من بوصات من الشحوم التي كانت متراكمة حول خصورهم، مما عزز من جلدهم واحتمالهم، وقلل من ضغط دمهم، ومستوى الكولسترول في دمائهم.
وكان الأقل ظاهرا أن تغييرا طرأ على نمط عملية «ميثاليشن» في جيناتهم الموجودة في خلايا شحومهم. فقد أظهر أكثر من 17900 موقع أفرادي في 7663 جينا مختلفا في الخلايا الشحمية، تغييرا في هذا النمط. وفي غالبية الحالات أصبحت الجينات خاضعة أكثر لعملية «تأثير الميثيل»، وإن كان البعض منها أقل ارتباطا بمجموعات الـ«ميثيل». وكلتا هاتان الحالتين تؤثر على كيفية قيام هذه الجينات بالتعبير عن ذاتها على صعيد البروتينات.
والجينات التي أظهرت تغييرا كبيرا في عملية «ميثاليشن» كانت تلك التي كانت معروفة في السابق كونها تلعب دورا ما في تخزين الدهن والشحم، ومن ثم لها دور خطر في تطوير البدانة وداء السكري.
وتقول شارلوت لينغ، الأستاذة المشاركة في جامعة «لند»، والمساهمة الرئيسة في هذه الدراسة: «إن معطياتنا وقراءاتنا تشير إلى أن التمارين قد تؤثر على تقليل البدانة ومخاطر السكري من النوع الثاني، عن طريق تغيير عملية (ميثاليشن) في الحمض النووي للجينات» وفقا لما ذكرته «نيويورك تايمز».
في هذه الأثناء، أظهرت دراسات أخرى أن التمارين الرياضية لها تأثير مساو أيضا في عملية «تأثير الميثيل» على الحمض النووي داخل خلايا العضلات البشرية، حتى بعد إجراء تمرين رياضي واحد.



دراسة أسترالية: ارتفاع درجات الحرارة يتباطأ داخل المدن الكبرى الملوثة

دراسة أسترالية: ارتفاع درجات الحرارة يتباطأ داخل المدن الكبرى الملوثة
TT

دراسة أسترالية: ارتفاع درجات الحرارة يتباطأ داخل المدن الكبرى الملوثة

دراسة أسترالية: ارتفاع درجات الحرارة يتباطأ داخل المدن الكبرى الملوثة

إن مسألة ما إذا كان الانحباس الحراري العالمي يتسارع، هي مسألة مثيرة للجدال بشدة بين علماء المناخ، ففي حين زعم ​​البعض أن معدل الانحباس الحراري الحالي -الذي بلغ أعلى مستوى له على الإطلاق في العام الماضي- يرتبط ارتباطاً وثيقاً بزيادة انبعاثات الوقود الأحفوري وبالتالي يتماشى مع نماذج المناخ الحالية؛ يُحذر آخرون من أن الأرض أضحت أكثر حساسية لتأثيرات الوقود الأحفوري مما كان يُعتقد سابقاً، وأن البشرية تتجه نحو نقاط تَحوّل لا يمكن العودة منها.

وتيرة ارتفاع الحرارة أقل داخل مومباي والقاهرة

في دراسة حديثة، زادت مجموعة من الباحثين من جامعة ملبورن تعقيد هذا النقاش من خلال تحليل معدلات الانحباس الحراري في جميع أنحاء العالم والأسباب المحتملة للاختلافات الإقليمية.

النتيجة الرئيسية التي توصلوا إليها: تزداد حرارة الكرة الأرضية بمعدل أسرع، لكن هذا التسارع يحدث بشكل غير متساوٍ. ولكن من المثير للدهشة أن المناطق ذات الكثافة السكانية العالية مع التركيزات الكبيرة من الفقر -المدن الكبرى مثل القاهرة ومومباي-ـ ترتفع درجة حرارتها ببطء أكثر من المراكز الحضرية في أوروبا وأميركا الشمالية.

دقائق الهباء الجوي تعكس أشعة الشمس

لماذا؟ وجد الباحثون أن الكمية الكبيرة من دقائق الهباء الجوي في الهواء في المدن شديدة التلوث تعكس ضوء الشمس إلى الفضاء، وعلى الأقل في الأمد القريب، يمكن أن يكون لها تأثير تبريدي صافٍ على السكان.

وأشادت إديث دي جوزمان، المتخصصة في سياسة التكيف في مركز لوسكين للابتكار بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس، بالباحثين، على عملهم.

وأكد مؤلفو الورقة البحثية أن النتيجة لا ينبغي أن تؤخذ على أنها علامة جيدة. فمن ناحية، من المرجح أن تكون مؤقتة فقط. وثانياً، تأتي الحماية، كما هي، فقط من الملوثات الضارة. ووافقت دي جوزمان على هذا الاستنتاج، قائلةً إن الاحترار المتسارع يعني أن «السكان الذين هم بالفعل عُرضة بشكل صارخ لمجموعة متنوعة من الظلم البيئي والمناخي سوف يكونون أكثر عرضة للخطر».

التخلص من التلوث الجوي يزيد الحرارة

ومع تطور البلدان اقتصادياً، تميل حكوماتها إلى تبني سياسات لتنقية البيئة من التلوث، ولكن مع صفاء الهواء، سوف تتعرض الفئات السكانية الضعيفة لخطر التعرض للحرارة الشديدة. وقد قدم كريستوفر شوالم، مدير برنامج المخاطر في مركز «وودويل لأبحاث المناخ»، مثال الصين، حيث بدأت الحكومة في تجهيز محطات الطاقة التي تعمل بالفحم بتقنيات الحد من الانبعاثات مثل أجهزة التنظيف، لمنع السخام من التسرب من المنشأة. وقال إن مثل هذه التدابير جيدة لجودة الهواء، لكنها ستسمح بتسرب مزيد من الحرارة من الشمس.

الفقر يزيد تأثيرات ارتفاع الحرارة

وسوف يكون الأكثر تضرراً هم أولئك الذين لا يستطيعون الوصول إلى مكيفات الهواء والمناطق المظللة. وأضاف شوالم: «كلما كنت أكثر فقراً، ارتفعت درجة الحرارة، حيث تكون الحرارة استعارة لجميع أشكال اضطراب المناخ».

وأوضح شوالم أن المجتمع العلمي لديه نحو ثلاثين نموذجاً مناخياً متطوراً للغاية يُنظر إليه بشكل جماعي على أنه «لجنة من الخبراء» حول مسار الانحباس الحراري العالمي. يعتقد أن دراسة الاحترار المتسارع مفيدة لأنها يمكن أن تساعد البلدان على التخطيط لتدابير التكيف مع المناخ وفهم مدى واقعية أهداف سياسة المناخ الحالية -أو عدمها.

تغيرات مناخية مؤثرة

في العام الماضي، لم يحقق العالم أهداف الانبعاثات من اتفاقية باريس لعام 2015، وهو في طريقه لفعل نفس الشيء هذا العام. أصبح العلماء أكثر صراحةً بشأن ما تسمى وفاة التزام اتفاقية باريس بالحفاظ على العالم دون زيادة في درجة الحرارة بمقدار 1.5 درجة مئوية (2.7 درجة فهرنهايت)، في محاولات لإجبار صناع السياسات على التعامل مع حتمية موجات الحر المتفاقمة والأحداث الجوية المتطرفة القادمة.

يقدم مؤلفو ورقة ملبورن رؤى مطلوبة بشدة حول شكل المستقبل وكيف يجب على الدول الاستعداد: «يجب أن تشجع نتائجهم «استراتيجيات التكيف مع المناخ المستهدفة» الموجهة إلى أفقر المجتمعات الحضرية في جميع أنحاء العالم.

* مجلة «فاست كومباني»، خدمات «تريبيون ميديا».