وزيرة الجيوش الفرنسية تدعو في بيروت إلى تشكيل حكومة قادرة على {قرارات شجاعة}

نقلت رسالة من ماكرون وجددت التأكيد على زيارته لبنان الشهر المقبل

وزيرة الدفاع اللبنانية زينة عكر مستقبلة وزيرة الجيوش الفرنسية (الوكالة الوطنية)
وزيرة الدفاع اللبنانية زينة عكر مستقبلة وزيرة الجيوش الفرنسية (الوكالة الوطنية)
TT

وزيرة الجيوش الفرنسية تدعو في بيروت إلى تشكيل حكومة قادرة على {قرارات شجاعة}

وزيرة الدفاع اللبنانية زينة عكر مستقبلة وزيرة الجيوش الفرنسية (الوكالة الوطنية)
وزيرة الدفاع اللبنانية زينة عكر مستقبلة وزيرة الجيوش الفرنسية (الوكالة الوطنية)

نقلت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي رسالة إلى رئيس الجمهورية ميشال عون من نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس (الجمعة)، مؤكدة أنه سيزور بيروت في أوائل سبتمبر (أيلول) المقبل، كما دعت خلال تفقدها موقع الانفجار إلى تشكيل حكومة قادرة على اتخاذ قرارات شجاعة.
والتقت بارلي عون برفقة السفير الفرنسي لدى لبنان برونو فوشيه ووفد عسكري ودبلوماسي، حيث جددت تقديم تعازي بلادها بـ«الضحايا الذين سقطوا في تفجير مرفأ بيروت»، محيية «شهداء المؤسسات العسكرية والأمنية».
وفي رسالتها، أكدت بارلي على «وقوف فرنسا إلى جانب الشعب اللبناني في المأساة التي حلت به». وقالت إن بلادها «قدمت مساعدات كثيرة وسوف تقدم المزيد، لا سيما المعدات التي تساعد في رفع الأنقاض واستكمال أعمال الإغاثة ومسح الأضرار، وسيشارك في كل هذه المهمات نحو 750 جندياً فرنسياً يصلون اليوم».
وأشارت إلى أن «خبراء فرنسيين سيساعدون في التحقيقات الجارية لكشف ملابسات جريمة التفجير، بالتزامن مع إرسال مواد غذائية وتجهيزات للبناء تنقلها باخرة فرنسية تصل إلى بيروت خلال الأيام القليلة المقبلة». وقالت «يمكنكم الاتكال على فرنسا التي أكد رئيسها عندما زار بيروت، أنه يضع كل الإمكانات بتصرف لبنان، الدولة الصديقة. كذلك ساهمت مؤسسات وشركات خاصة فرنسية في تقديم مساعدات عينية سوف تصل تباعاً إلى مرفأ بيروت والمطار».
وتمنت بارلي أن «يتم سريعاً تشكيل الحكومة الجديدة للمضي في الإصلاحات التي يرى المجتمع الدولي ضرورتها»، لافتة إلى أن الرئيس ماكرون «سيعود إلى لبنان في الأول من سبتمبر المقبل لمتابعة الاتصالات التي كان بدأها مع المسؤولين والقيادات اللبنانية، وللاطلاع على تطور عملية إصلاح الأضرار في المناطق المدمرة». ونوهت بـ«الدور الذي يقوم به الجيش اللبناني في عملية الإغاثة ورفع الأنقاض واستقبال المساعدات وتوزيعها بتنظيم لافت».
من جهته، أكد عون على «عمق العلاقات اللبنانية - الفرنسية وتجذرها»، ونوه خصوصاً بـ«الدعم الذي قدمه الرئيس ماكرون للبنان، سواء خلال زيارته لبيروت أو من خلال دعوته لمؤتمر باريس لدعم بيروت والشعب اللبناني».
ولفت في الوقت عينه إلى «أن التحقيقات مستمرة لجلاء ملابسات الجريمة التي وقعت بالتوازي مع العمل على مسح الأضرار والتخطيط لإعادة بناء المنازل المتضررة وتوفير المواد الغذائية».
وأكد رئيس الجمهورية تصميمه على «المضي بالإصلاحات التي ستبدأ فور تشكيل الحكومة الجديدة، وأن جهداً كبيراً سيبذل على هذا الصعيد لإزالة كل العقبات التي تبرز في مثل هذه الظروف»، وشدد على «المضي في مكافحة الفساد في البلاد لأن هذه العملية أساسية لوقف الهدر والرشى والفوضى في الإدارات والمؤسسات اللبنانية». وخلال تفقدها موقع الانفجار دعت بارلي اللبنانيين إلى تشكيل حكومة قادرة على اتخاذ قرارات شجاعة. وقالت «أمام هذه المشاهد الصعبة نتذكر أغنية فيروز لبيروت، وهذا الأمر يترك أثراً كبيراً ببلدي وكل فرنسي شعر أنه معني به». وأبدت بارلي في زيارة لها إلى موقع الانفجار في مرفأ بيروت، فخرها «بانخراط الفرنسيين بمساعدة اللبنانيين، وعدا عن المستلزمات الطبية والأدوية وفرق الإغاثة والبحث التي أرسلناها هناك أطنان من الطحين قادمة إلى لبنان».
والتقت بارلي أيضاً وزيرة الدفاع في حكومة تصريف الأعمال زينة عكر، حيث جرى البحث في مجمل التطورات الحاصلة في لبنان، لا سيما تداعيات انفجار مرفأ بيروت والمساعدات الفرنسية التي ستصل تباعاً لنجدة الشعب اللبناني.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.