جاء الاتفاق بين الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل بهدف تطبيع العلاقات بينهما بالكامل في أعقاب سلسلة من مساعي السلام التي فشلت في التغلب على عقود من الارتياب والعنف بين إسرائيل والفلسطينيين وحلفائهم العرب. ولم يعترف معظم الدول العربية، ومن بينها الإمارات، بإسرائيل أو تقيم معها علاقات دبلوماسية واقتصادية رسمية بسبب ما تعدّه إحباطاً لطموحات الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة، حسبما جاء في تقرير لوكالة «رويترز».
وعدّد تقرير «رويترز» المبادرات الرئيسية سواء من جانب الأطراف المعنية نفسها أو من الوسطاء الدوليين منذ حرب الشرق الأوسط 1967 التي استولت فيها إسرائيل على الضفة الغربية والقدس الشرقية وشبه جزيرة سيناء وقطاع غزة ومرتفعات الجولان:
1967: قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 242 بعد حرب الأيام الستة
صدر قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 242 داعياً إلى «انسحاب القوات المسلحة الإسرائيلية من الأراضي التي احتلتها في النزاع الأخير»، وفي المقابل تحترم كل دول المنطقة سيادة الدول الأخرى وسلامة أراضيها واستقلالها.
وهذا القرار هو أساس مبادرات سلام عديدة غير أن عدم دقة الصياغة، خصوصاً في الإشارة إلى كل الأراضي المحتلة أو بعضها فقط، كان سبباً في تعقيد المساعي على مدى عشرات السنين.
1978: اتفاق كامب ديفيد
اتفق زعيما إسرائيل ومصر مناحيم بيغن وأنور السادات على إطار عمل لتحقيق السلام في المنطقة يدعو إسرائيل للانسحاب على مراحل من شبه جزيرة سيناء المصرية وإقامة حكومة فلسطينية مؤقتة في الضفة الغربية وقطاع غزة.
1979: معاهدة السلام الإسرائيلية - المصرية
كانت أول معاهدة سلام بين إسرائيل ودولة عربية ورسمت خططاً لانسحاب إسرائيلي كامل من سيناء خلال ثلاث سنوات. وفي 1981 اُغتيل السادات على أيدي متشددين إسلاميين في استعراض عسكري بالقاهرة.
1991: مؤتمر مدريد
شارك ممثلون لإسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية في مؤتمر للسلام. ولم يتم التوصل إلى أي اتفاقات، لكن المؤتمر هيّأ الساحة للاتصالات المباشرة بين الجانبين.
1994: معاهدة السلام الإسرائيلية - الأردنية
أصبح الأردن ثاني دولة عربية توقّع معاهدة سلام مع إسرائيل. غير أن هذه المعاهدة لا تحظى بالتأييد الشعبي كما أن هناك تعاطفاً واسع النطاق مع الفلسطينيين في الأردن.
1993 - 1995: إعلان المبادئ - اتفاقات أوسلو
أجرت إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية محادثات سرية في النرويج أسفرت عن اتفاقات سلام مرحلية تدعو لإقامة حكم ذاتي للفلسطينيين وانتخاب مجلس في الضفة الغربية وقطاع غزة لفترة انتقالية مدتها خمس سنوات وانسحاب القوات الإسرائيلية والتفاوض على تسوية دائمة.
2000: قمة كامب ديفيد
عقد الرئيس الأميركي بيل كلينتون اجتماع قمة جمع الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك، في منتجع كامب ديفيد. وفشل الجانبان في الاتفاق. وتلا ذلك انتفاضة فلسطينية ثانية.
2002 - 2003: إعلان بوش - مبادرة السلام العربية - خريطة الطريق
أصبح جورج دبليو بوش أول رئيس أميركي يدعو إلى إقامة دولة فلسطينية تعيش جنباً إلى جنب «في سلام وأمن» مع إسرائيل.
2002: قدمت المملكة العربية السعودية خطة سلام أقرتها جامعة الدول العربية تقضي بانسحاب إسرائيل من جميع الأراضي المحتلة وقبول إسرائيل بإقامة دولة فلسطينية مقابل إقامة علاقات طبيعية مع الدول العربية. وقدمت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وروسيا خريطة طريق تؤدي إلى حل دائم يقوم على أساس دولتين لإنهاء الصراع.
2007: قمة أنابوليس
فشل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، في التوصل إلى اتفاق في قمة استضافتها الولايات المتحدة. وقال أولمرت فيما بعد إنهما كانا قريبين من الاتفاق لكنّ تحقيقاً معه في تهم فساد وحرب غزة في عام 2008، أفسدا فرصة التوصل لاتفاق.
2009: خطاب نتنياهو بجامعة بار إيلان
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إنه على استعداد لإبرام اتفاق سلام يشمل قيام دولة فلسطينية منزوعة السلاح. وحدد شرطاً آخر لذلك هو اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل بوصفها «دولة الشعب اليهودي».
2013 - 2014: محادثات السلام في واشنطن - وانهيار المفاوضات
دفع وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الإسرائيليين والفلسطينيين لاستئناف المفاوضات. وانهارت المحادثات وتم تعليقها في أبريل (نيسان) من عام 2014.
يونيو (حزيران) 2019: إعلان خطة ترمب الاقتصادية
أطلق جاريد كوشنر، صهر ترمب، المرحلة التمهيدية من الخطة في البحرين. وانتهج مساراً يقوم على معالجة الشق الاقتصادي أولاً، فدعا إلى إنشاء صندوق لاستثمار 50 مليار دولار في دعم وضع الاقتصاد الفلسطيني واقتصاد الدول العربية المجاورة. ورفض القادة الفلسطينيون ذلك.
2019 قال نتنياهو إنه ينوي ضم مستوطنات الضفة الغربية وقطاع كبير من غور الأردن إذا ما فاز في الانتخابات. وأيّد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، بعد ذلك فعلياً الحق الذي تطالب به إسرائيل في بناء المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة بالتخلي عن الموقف الذي تبنّته الولايات المتحدة نحو 40 عاماً وكان يقضي بأن المستوطنات لا تتفق مع القانون الدولي.
وقال أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية في يونيو 2019، إن الحل الوحيد المقبول هو قبول إسرائيل بالمبادرة التي طرحتها السعودية وتبنتها الدول العربية في عام 2002.