الادعاء يشمل 25 شخصاً بتفجير المرفأ... والتحقيق يبدأ الاثنين

أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت (الوكالة المركزية)
أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت (الوكالة المركزية)
TT

الادعاء يشمل 25 شخصاً بتفجير المرفأ... والتحقيق يبدأ الاثنين

أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت (الوكالة المركزية)
أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت (الوكالة المركزية)

تسلم المحقق العدلي في جريمة تفجير مرفأ بيروت القاضي فادي صوان، ملف التحقيقات الأولية في انفجار مرفأ بيروت، وادّعاء النيابة العامة التمييزية على المشتبه بهم، وباشر دراسة التحقيقات الأولية وتقارير الخبراء المتوفرة حتى الآن، على أن يبدأ الاثنين المقبل استجواب المدعى عليهم الموقوفين في حضور وكلاء الدفاع عنهم، ويتخذ القرارات المناسبة، بإصدار مذكرات توقيف وجاهية بحق من تثبت مسؤوليته عمّا حصل، وترك من لا تتوفر أدلة على دور له في الجريمة.
وكان المدعي العام لدى المجلس العدلي (النائب العام التمييزي) القاضي غسّان عويدات، قد ادّعى أمس، على 25 شخصاً في جريمة انفجار مرفأ بيروت بينهم 19 موقوفاً، أبرزهم مدير مرفأ بيروت المهندس حسن قريطم، ومدير عام الجمارك بدري ضاهر، والمدير العام السابق للجمارك شفيق مرعي، وعلى كلّ من يُظهره التحقيق فاعلاً أو شريكاً أو متدخلاً أو مقصّراً، بجرائم الإهمال والتقصير والتسبب بوفاة أكثر من 170 شخصاً، وجرح الآلاف وإصابة عدد كبير من الجرحى بأضرار وأعطال وتشوهات جسدية وحالات عجز دائمة، إضافة إلى تدمير مرفأ بيروت ومنشآته بالكامل، ومنازل المواطنين وممتلكات عامة وخاصة، وطلب استجواب هؤلاء وإصدار مذكرات التوقيف اللازمة بحقهم سنداً لمواد الادعاء ولمعطيات التحقيق. وفي موازاة التحقيق العدلي المفترض أن ينطلق بوتيرة سريعة، ويتخلله تسطير استنابات من المحقق العدلي إلى الأجهزة الأمنية، لإجراء عمليات تحرٍّ واستقصاء وجمع مزيد من الأدلة التي تفيد التحقيق، تواصل الفرق الفنية مهامها في مسرح الجريمة، وتعمل على جمع الأدلة ورفع العينات، وينضم إلى فريق الخبراء الفرنسيين وفد من مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي (إف بي آي)، الذي يباشر عمله في مسرح الجريمة يوم الاثنين المقبل، بالتنسيق مع النيابة العامة التمييزية والأجهزة الأمنية اللبنانية. وأفاد مصدر قضائي «الشرق الأوسط»، بأن «الخبراء الأجانب ينفذون مهامهم بإشراف مباشر من القاضي غسان عويدات، والمحقق العدلي فادي صوان، وتهدف إلى مساعدة التحقيق اللبناني في تحديد طبيعة الانفجار وأسبابه، ونوع المواد المتفجرة ومصدرها»، مشيراً إلى أن «الاستعانة بالخبراء الأجانب، مرتبط برغبة الدولة بتسريع التحقيق والوصول إلى نتائج سريعة، وكشف أسباب الانفجار وطبيعته، وما إذا كان عملاً إرهابياً أم لا».
وغداة تسلم المحقق العدلي مهامه، جمّدت النيابة العامة التمييزية مؤقتاً، استجواب وزراء الأشغال والمال والعدل الحاليين والسابقين، باعتبار أن المحقق العدلي هو صاحب الصلاحية الشاملة، إلا أن مصادر مطلعة على التحقيقات، أوضحت لـ«الشرق الأوسط»، أن المحقق العدلي «سيعلن في الساعات المقبلة عدم اختصاصه استجواب الوزراء، ويبلغ قراره للنيابة العامة التمييزية، التي تحدد مواعيد لاستجوابهم». وذكرت أنه «في حال توفر شبهات على بعضهم يوجه النائب العام التمييزي كتاباً إلى المجلس النيابي، يطلب فيه الادعاء على هؤلاء الوزراء ومحاكمتهم أمام المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء».
ورغم الإجراءات السريعة التي تسلكها التحقيقات، طالب أهالي ضحايا تفجير المرفأ بلجنة تحقيق دولية، ومحاكمة دولية للمتورطين في هذا التفجير. وعقد محامو وأهالي الضحايا مؤتمراً صحافياً بالقرب من موقع الانفجار أمس، وتلت المحامية ندى عبد الساتر بياناً أعلنت فيه أن «العديد من الضحايا وغير الضحايا يعربون عن عدم الثقة بالمنظومة الأمنية والسياسية القابضة على لبنان، ويرون هذه المنظومة هي المتهم الأكيد وإن لم يكن الوحيد عن هذه الجريمة المجزرة». وشدد البيان على «الوصول إلى تحقيق مستقل موثوق لا يكون خاضعاً، ولا يتأثر لا من قريب ولا من بعيد بالمنظومة من رأس الهرم إلى أسفله مروراً بحماته ونواطيره».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.