تونس تخوض «معركة جديدة» مع «كورونا»

تونسية في مصنع لإنتاج الأدوات الطبية (أ.ف.ب)
تونسية في مصنع لإنتاج الأدوات الطبية (أ.ف.ب)
TT

تونس تخوض «معركة جديدة» مع «كورونا»

تونسية في مصنع لإنتاج الأدوات الطبية (أ.ف.ب)
تونسية في مصنع لإنتاج الأدوات الطبية (أ.ف.ب)

عادت السلطات التونسية لاتخاذ إجراءات وقائية صارمة بعد أن سجل فيروس «كورونا» عودة قوية مسجلاً منحى تصاعدياً من منطقة إلى أخرى ومن يوم إلى آخر، وهو ما جعل مسؤولو وزارة الصحة التونسية ينبهون لخطورة الوضع الوبائي في حال عدم الرجوع إلى التدابير الصحية الصارمة، على رأسها ارتداء الكمامات الطبية، وإقرار التباعد الاجتماعي، والابتعاد عن التجمعات، وتنفيذ البروتوكولات الصحية.
وقدمت وزارة الصحة عدة مؤشرات على تفشي الوباء من جديد، إذ أكدت أن عدد الإصابات المحلية ارتفع بنسبة 110% خلال الفترة المتراوحة بين 10 و12 أغسطس (آب) الحالي وذلك بتسجيل 63 حالة إصابة مؤكدة، وهو رقم لم تسجله تونس منذ أشهر، وهو ما جعلها تتوقع موجة ثانية من انتشار الفيروس وتستعد لاحتوائها.
وخلال بداية الشهر الحالي، كان معدل الإصابات اليومية لا يزيد على 9 إصابات ليرتفع إلى 18 إصابة محلية ويقفز مجدداً إلى 38 حالة ثم 63 حالة إصابة مؤكدة، وهو ما جعل السلطات التونسية تعود إلى الإجراءات الوقائية بقوة وتقر عدة إجراءات جديدة.
وفي هذا الشأن، أقرت تونس خلال الأيام الأخيرة إجبارية ارتداء الكمامات في المطارات ومحطة القطارات بتونس العاصمة، وميناء حلق الوادي البحري، والمستشفيات والمصحات الخاصة، والفضاءات التجارية الكبرى، كما منعت تدخين «الشيشة» في الفضاءات المغلقة، وعادت إلى تكثيف حملات المراقبة في الفضاءات الترفيهية المغلقة. ولا تشمل الإجراءات الجديدة الرحلات السياحية غير المنظمة، بوصفها تخضع للبروتوكول الصحي.
وباتت ولايات (محافظات) قابس والقيروان وصفاقس وبن عروس وسوسة وأريانة من المناطق المهددة بانتشار قوي للوباء. وعلى سبيل المثال، سجلت ولاية قابس (جنوب شرقي تونس) 38 إصابة ونتيجة لانتشار الوباء، قررت إغلاق المساجد والجوامع بالحامة والحامة الغربية ومنع انتصاب الأسواق الأسبوعية بكل المعتمديات، كما ركز مستشفى عسكريا المتنقل بمدينة الحامة لأخذ العيّنات من الأشخاص المشتبه في إصابتهم بفيروس «كورونا» المستجد والإحاطة بالمصابين.
وفي بن عروس القريبة من العاصمة التونسية، قرر المجلس البلدي إغلاق جميع الحمامات العمومية في المنطقة البلدية، ومنع الانتصاب بالنسبة لتجار الملابس المستعملة، ومنع استعمال النرجيلة (الشيشة) والكؤوس ذات الاستعمال المتعدد والاقتصار على استعمال الكؤوس الكرتونية في توزيع المشروبات بالمقاهي، في خطوات ساعية لمحاصرة الوباء.
ويقدر عدد الإصابات المؤكدة بوباء فيروس «كورونا» في تونس بـ1847حالة بعد أن كانت في حدود 1738 حالة قبل يومين، أي بزيادة لا تقل عن 109 إصابات، فيما تعافى 1302 مصاب، وتوفي 53 شخصاً جرّاء الوباء، ولا تزال 492 حالة إصابة حاملة للفيروس وهي بصدد الخضوع للمتابعة الطبية من بينها 15 حالة إصابة وقع التكفل بها في المستشفيات التونسية.
ونجحت البلاد في تفادي آلاف الإصابات المحتملة بالوباء عبر اتخاذها إجراءات صارمة في شهر مارس (آذار) الماضي، غير أن إعادة فتح الحدود يوم 27 يونيو (حزيران) الماضي تسببت في موجة جديدة من الإصابات المحلية.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.