ممثلو نتنياهو وغانتس للتفاهم بعد أسوأ استطلاع رأي

شعارات ضد نتنياهو وغانتس في مظاهرات إسرائيل منذ أسابيع (إ.ب.أ)
شعارات ضد نتنياهو وغانتس في مظاهرات إسرائيل منذ أسابيع (إ.ب.أ)
TT

ممثلو نتنياهو وغانتس للتفاهم بعد أسوأ استطلاع رأي

شعارات ضد نتنياهو وغانتس في مظاهرات إسرائيل منذ أسابيع (إ.ب.أ)
شعارات ضد نتنياهو وغانتس في مظاهرات إسرائيل منذ أسابيع (إ.ب.أ)

في ضوء نشر نتائج أسوأ استطلاع رأي حول رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في السنة الأخيرة، وكذلك حليفه، رئيس الوزراء البديل وزير الأمن زعيم حزب «كحول لفان»، بيني غانتس، سارع ممثلون عنهما إلى اجتماع عاجل بهدف إزالة الخلافات بينهما والحفاظ على الحكومة ومنع التدهور نحو معركة انتخابات جديدة رابعة.
وقال ممثلان عن الطرفين، إنهما غير معنيين بجرّ البلاد إلى انتخابات رابعة في غضون 18 شهراً، ليس بسبب الاستطلاعات إنما بسبب الحرص على إسرائيل ومصالحها الاستراتيجية. غير أن لاعبين كثيرين في الحلبة السياسية، أكدوا أن نتائج الاستطلاع التي نشرتها صحيفة «معريب»، أمس (الخميس)، بدت مخيفة لكليهما، فقد أظهر الجمهور من خلالها، خيبة أمل شديدة ونفوراً متزايداً. إذ هبط نتنياهو من 36 نائباً له اليوم ومن 41 نائباً منحه له الجمهور في استطلاعات الصحيفة نفسها قبل شهرين، إلى 27 نائباً في الاستطلاع الأخير. وعملياً هو ربع قوته السياسية، في حين واصل حزب الجنرالات «كحول لفان» بقيادة غانتس تحطمه فهبط من 16 مقعداً حالياً إلى 9 في الاستطلاع.
كما أظهرت نتائج الاستطلاع، الذي أجراه معهد «ماغار كوحوت» لصالح الصحيفة، استمرار التراجع أيضاً في قوة تكتل أحزاب اليمين، وليس فقط حزب الليكود، بحيث يتساوى مع المعسكر المضاد 60:60. فمع أن المستفيد الأول من خسارة الليكود هو اتحاد أحزاب اليمين «يمينا» برئاسة نفتالي بنيت الذي يضاعف قوته ثلاث مرات، من 6 إلى 18 مقعداً، فإن حزب المعارضة الرئيسي أيضاً «ييش عتيد – تيلم» بقيادة يائير لبيد، يزيد قوته من 14 مقعداً، إلى 20 مقعداً في الاستطلاع.
وهكذا جاءت النتائج هذه المرة:
تكتل اليمين: الليكود 27 مقعداً «يميناً» 18، حزب اليهود المتدينين الشرقيين «شاس» بقيادة أريه درعي يهبط عن قوته الحالية بمقعد واحد ويحصل على 8 مقاعد، في حين يحافظ حزب اليهود الأشكناز المتدينين «يهدوت هتوراة»، برئاسة يعقوب ليتسمان، على قوته ويحصل على 7 مقاعد. المجموع 60 مقعداً.
أما في المعسكر المضاد، الذي يضم اليسار والوسط والعرب، فجاءت نتائجه على النحو التالي: حزب لبيد 20 مقعداً، القائمة المشتركة للأحزاب العربية تحافظ على قوتها وتحصل على 15 مقعداً، حزب الجنرالات بقيادة غانتس يحل بعدها ويحصل على 9 مقاعد، كما يحصل حزب اليهود الروس «يسرائيل بيتينو»، بقيادة أفيغدور ليبرمان، على 9 مقاعد (يوجد له اليوم 7 مقاعد)، ثم حزب اليسار الصهيوني «ميرتس»، 5 مقاعد. المجموع: 60 مقعداً.
وتشير هذه النتائج، إلى أنه في حال إجراء الانتخابات الرابعة اليوم والحصول على النتائج نفسها، فإن نتنياهو لن يستطيع تشكيل حكومة يمين متطرف مع حلفائه التقليديين، وخوضه الانتخابات في هذه الظروف يكون مغامرة كبيرة. كما أنه لن يستطيع تشكيل حكومة حتى مع غانتس وحلفائه الحاليين؛ إذ إن أحزاب الائتلاف الحاكم اليوم تخسر ربع قوتها تقريباً وتهبط من 71 نائباً في الكنيست إلى 51 مقعداً فقط. فالليكود يخسر 9 مقاعد و«كحول لفان» يخسر 7 مقاعد. أما أحزاب مثل العمل بقيادة وزير الاقتصاد، عمير بيرتس، و«ديريخ إيرتس» بقيادة وزير الاتصالات، يوعاز هندل، و«غيشر»، برئاسة وزيرة الدولة، أورلي ليفي أبيكاسيس، فستختفي تماماً من الخريطة ولا يعبر أي منها نسبة الحسم.
ويسعى شركاء نتنياهو في الائتلاف إلى إيجاد حلول لكل الخلافات بين نتنياهو وغانتس، لتجنب الذهاب إلى الانتخابات وتفادي هذه الخسائر. ونقلت مصادر سياسية عن قادة الأحزاب الدينية الذين اجتمعوا مع نتنياهو قبل يومين، أنهم عبّروا أمامه عن الغضب من طريقته في إدارة الأزمات وطالبوه بفض الخلافات والحفاظ على الائتلاف. ونقل عن أحدهم قوله «أنت تتصرف كمن يقامر بكل ما معه. هذا جنون. لا تأخذنا معك إلى الهاوية».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.