تركيا تصعّد «استفزازها» سياسياً وعسكرياً في ليبيا

واصلت تركيا أمس استفزازاتها سياسياً وعسكرياً في ليبيا والبحر المتوسط، بعدما ظهرت بوارجها وطائراتها الحربية في ميناء الخمس.
وأظهرت صور وزعتها وكالة الأنباء الليبية، الموالية لـ«الجيش الوطني» بقيادة المشير خليفة حفتر، وجود فرقاطتين لتركيا في حوض ميناء الخمس البحري، الذي يبعد 120 كيلومترا شرق طرابلس، تزامنا مع تحليق جوي لطائرة هليكوبتر تركية، أثناء دخولها الميناء الخاضع لسيطرة حكومة السراج.
ولم يصدر على الفور أي تعليق مباشر من «الجيش الوطني». لكن الناطق الرسمي باسمه، اللواء أحمد المسماري، كرر في مؤتمر صحافي مساء أول من أمس، تحذيره لكل السفن والطائرات الأجنبية من دخول منطقة العمليات الحالية في سرت، من دون التنسيق معه، موضحا أن المشير حفتر عقد سلسلة اجتماعات مع كبار قادة الجيش مؤخرا لرفع كفاءة وحداته، والوقوف على جاهزيتها للتعامل مع أي طارئ.
وكشف المسماري النقاب عن عمليات «نقل إرهابيين» من معسكرات في منطقة القرن الأفريقي إلى مدينة مصراتة في غرب ليبيا، بدعم وتمويل قطري، وقال إن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان «مستمر في تفريغ إرهابيين» من عدد من الدول في ليبيا، مشيراً إلى احتمال نقلهم لاحقا إلى أوروبا ودول المنطقة.
كما أوضح المسماري أن تركيا نقلت عناصر من منطقة القرن الأفريقي بأموال قطرية، كاشفاً عن وصول 300 عنصر «تكفيري متطرف» مؤخراً من الصومال، بقيادة ضابطين قطريين إلى مصراتة. وأضاف المسماري موضحا: «ما زال إردوغان ينقل العتاد إلى المنطقة الغربية لتعزيز وجوده أمام المجتمع الدولي، وفرضه أمرا واقعا، حيث حوّل قاعدة الوطية إلى غرفة عمليات وقاعدة إمداد عسكري، تستقبل يوميا طائرات الشحن الضخمة التركية، لنقل المعدات والإرهابيين. كما سيطر بالكامل على معسكرات حول العاصمة كاليرموك، وسبلان، والنقلية، ونشر بها مرتزقة سوريين».
وبعدما شدد على أن «الإخوان والإرهابيين يُقاتلون من أجل تركيا وقطر، وهما بدورهما يُحاربان نيابة عن قوى أخرى لتدمير المنطقة العربية»، أكد المسماري «رصد آلاف الإرهابيين الذين تم نقلهم إلى ليبيا من 60 دولة»، مُطالبا البعثة بالكشف عمن يدفع هؤلاء للقتال في ليبيا.
وبينما قالت مصادر في «الجيش الوطني» إنه قصف أمس، لليوم الثاني على التوالي، أرتالاً مسلحة تابعة لقوات «الوفاق» غرب مدينة سرت، أعلنت غرفة عمليات تأمين وحماية سرت والجفرة، التابعة لها، أن قواتها بدأت في تنفيذ دوريات تجوب الصحراء من جنوب السدادة إلى حدود نسمة، لملاحقة من وصفتها بـ«العصابات الإجرامية».
إلى ذلك، قال المصرف المركزي الليبي إن عجز ميزانية البلاد بلغ 15.7 مليار دينار (11.4 مليار دولار) في الأشهر السبعة الأولى من العام الحالي، وأرجع المصرف في بيان له هذا العجز إلى تراجع حاد في إيرادات الحكومة من عائدات النفط، بسبب إغلاق منشآت نفطية منذ بداية العام وجائحة كورونا، وقال إن خسائر البلاد جراء إغلاق المنشآت النفطية هذا العام بلغت 8 مليارات دولار.