إسرائيل ترد على «بالونات غزة» بأعنف ضربات خلال أسبوع

سقوط صاروخ لم ينفجر على مدرسة في مخيم الشاطئ بغزة أمس (د.ب.أ)
سقوط صاروخ لم ينفجر على مدرسة في مخيم الشاطئ بغزة أمس (د.ب.أ)
TT

إسرائيل ترد على «بالونات غزة» بأعنف ضربات خلال أسبوع

سقوط صاروخ لم ينفجر على مدرسة في مخيم الشاطئ بغزة أمس (د.ب.أ)
سقوط صاروخ لم ينفجر على مدرسة في مخيم الشاطئ بغزة أمس (د.ب.أ)

صعَّدت إسرائيل ضد قطاع غزة رداً على استمرار إطلاق البالونات الحارقة، وهاجمت مزيداً من الأهداف التابعة لحركة «حماس» في القطاع، بعد أن قلَّصت مساحة الصيد البحري، وأوقفت تزويد القطاع بالوقود، في سلسلة خطوات اعتبرتها «حماس»: «سلوكاً عدوانياً خطيراً غير محسوب العواقب» مهددة «بكسر المعادلة» الحالية.
وهاجمت طائرات حربية إسرائيلية ومروحيات ودبابات صباح الخميس: «منشآت عسكرية تابعة لقوة (حماس) البحرية، وبنية تحتية تحت الأرض، ومواقع مراقبة تابعة لحركة (حماس)»، بحسب بيان الجيش. وجاء في البيان أن «الهجوم جاء رداً على إطلاق بالونات ناسفة وحارقة من قطاع غزة إلى داخل الأراضي الإسرائيلية الأسبوع الماضي»، مضيفاً أن إسرائيل تحمِّل «حماس» المسؤولية عن جميع الأعمال التي تنطلق من داخل القطاع.
وشكَّل الهجوم، أمس، الضربات الأكثر كثافة للجيش خلال أسبوع متوتر شهد عشرات الحرائق في مناطق غلاف غزة، بفعل البالونات الحارقة. وطال القصف بطريقة أو بأخرى مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا). وقال إياد البزم، المتحدث باسم وزارة الداخلية والأمن الوطني، إن صاروخاً سقط من طائرة «إسرائيلية» مُسيرة على مدرسة ابتدائية لـ«أونروا» في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، محدثاً أضراراً في المكان. وبين البزم أن فرق شرطة هندسة المتفجرات تعمل على إزالة مخلفات الصاروخ، واستبعاد الخطر الناجم عنه.
وأكد عدنان أبو حسنة، المستشار الإعلامي لـ«أونروا»، إصابة إحدى المدارس غرب غزة بأضرار جراء القصف الإسرائيلي على القطاع، وهي مدرسة الشاطئ الابتدائية المشتركة «د»، التابعة لـ«أونروا». ولفت إلى أن الجسم لم ينفجر، ولم يسمح بدخول الأطفال للمدرسة، وتم إغلاقها.
ولم تكتف إسرائيل بالهجمات الجوية؛ بل اتخذت إجراءات أخرى على الأرض، من بينها حظر إدخال الوقود إلى القطاع، وتقليص مساحة الصيد البحري.
ووافق وزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس، أمس، على حظر استيراد الوقود إلى غزة، بعد مشاورات ليلية. واتخذ غانتس القرار بناء على توصيات من رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي، ومسؤولين أمنيين، ومنسق أنشطة الحكومة في المناطق. وقال مكتب المنسق في بيان: «سيتعين على (حماس) أن تتحمل تبعات العنف المرتكب ضد مواطني دولة إسرائيل». وجاءت الخطوة بعد أن قلَّصت إسرائيل منطقة الصيد المسموح بها في غزة إلى النصف، من 15 ميلاً بحرياً إلى 8. وقال مكتب التنسيق إن القيود المفروضة على منطقة الصيد في غزة ستظل سارية «حتى إشعار آخر».
وقبل ذلك، أغلقت إسرائيل معبر كرم أبو سالم التجاري المؤدي إلى غزة، وأوقفت حركة جميع السلع باستثناء الوقود والمنتجات الإنسانية والمواد الغذائية. ولا تسعى إسرائيل إلى مواجهة في الوقت الحالي؛ لكنها تستعد لها كذلك. وقالت وسائل إعلام عبرية إن الجيش الإسرائيلي نشر منظومة القبة الحديدية «بشكل موسع» في الجنوب على وقع التدهور الأمني مع قطاع غزة. ونقلت إذاعة الجيش عن مصدر عسكري قوله إن «الجيش يستعد لجولة تصعيد قتالية جديدة على جبهة غزة خلال الفترة القريبة، ما دام التسخين الحالي مستمراً». وثمة تقدير في إسرائيل بأن «حماس» ماضية في الضغط، وهو ما قد ينتهي إلى مواجهة؛ لكن إسرائيل لا تسعى إلى مثل هذه المواجهة، وإنما تريد الضغط على «حماس» من أجل وقف هجمات البالونات الحارقة التي تسببت في حرائق كبيرة في مستوطنات غلاف القطاع، وقد لجأت إليها «حماس» من أجل الضغط على إسرائيل لإدخال تسهيلات على الحصار المفروض على القطاع، بما في ذلك تمديد المنحة القطرية المالية التي تنتهي الشهر المقبل.
لكن وفي الوقت الذي أرادت فيه «حماس» الضغط على إسرائيل من أجل الحصول على تسهيلات، ردت الأخيرة بإلغاء تسهيلات سابقة. ووصف فوزي برهوم المتحدث باسم «حماس» الإجراءات الإسرائيلية، بأنها «سلوك عدواني خطير»، وقال إن ذلك يعد «خطوة غير محسوبة العواقب».
وحذر برهوم من أن حركته «لا يمكن أن تقبل باستمرار الحال على ما هي عليه». وأضاف: «إن هذه السياسات العدوانية التي تهدف إلى مفاقمة أزمات أهلنا في القطاع المحاصر وشل حياتهم اليومية، وتعطيل جهود مواجهة فيروس (كورونا)، في ظل صمت إقليمي ودولي، سيستدعي إعادة رسم معالم المرحلة مجدداً، وتحديد المسار المناسب لكسر هذه المعادلة».
ويعتمد القطاع الساحلي على إسرائيل في الحصول على معظم احتياجاته من الوقود. وقال محمد ثابت المسؤول بشركة توزيع الكهرباء الرئيسية في غزة، إن وقف واردات الوقود يمكن أن يتسبب في توقف محطة الكهرباء الوحيدة في القطاع، ويؤدي إلى زيادة ساعات انقطاع التيار عن المنازل والأعمال. ويحصل الفلسطينيون في غزة حالياً على الكهرباء لمدة ست ساعات، يعقبها انقطاع التيار لمدة عشر ساعات.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.