سلطات شرق ليبيا تحقق في «مخالفات» توريد مستلزمات لمكافحة «كورونا»

الحصيلة تقترب من 6 آلاف إصابة... وطرابلس الأعلى

جانب من اجتماع اللجنة العليا لمكافحة كورونا بشرق ليبيا (صفحة رئيس الأركان)
جانب من اجتماع اللجنة العليا لمكافحة كورونا بشرق ليبيا (صفحة رئيس الأركان)
TT

سلطات شرق ليبيا تحقق في «مخالفات» توريد مستلزمات لمكافحة «كورونا»

جانب من اجتماع اللجنة العليا لمكافحة كورونا بشرق ليبيا (صفحة رئيس الأركان)
جانب من اجتماع اللجنة العليا لمكافحة كورونا بشرق ليبيا (صفحة رئيس الأركان)

أمرت اللجنة العليا لمكافحة وباء «كورونا» في شرق ليبيا، بقيادة الفريق عبد الرازق الناظوري، بالتحقيق في «مخالفات وتجاوزات» استيراد مستلزمات وأجهزة طبية لمكافحة الفيروس، في وقت اقتربت الحصيلة الإجمالية للمصابين من 6 آلاف حالة بـ«كوفيد - 19».
وسجل المركز الوطني لمكافحة الأمراض 388 إصابة جديدة حتى صباح أمس (الثلاثاء)، تصدرتها مدينة طرابلس بـ159 حالة مقسمة إلى 111 إصابة جديدة، و48 لمخالطين، تلتها مدينة مصراتة بـ79 حالة بينها 77 لمخالطين، مع حالتين جديدتين من خارج البلاد.
وقال المركز إن إجمالي الإصابات في عموم البلاد حتى الآن بلغ 5929 حالة، تعافى منها 724، بينما سجل 125 حالة وفاة.
ولوحظ من خلال النشرة اليومية التي يصدرها المركز الوطني تمدد الوباء في مناطق وبلدات جديدة لم يكن قد وصلها من قبل منذ شهر مارس (آذار) الماضي، في دلالة على انتشار الفيروس، مما زاد من مخاوف الأجهزة الطبية والقيادات التنفيذية بالبلاد.
وانضمت بلدية نالوت (غرب ليبيا) إلى المدن التي تفرض حظراً على مواطنيها بعد مغادرتها، وأمر عبد الوهاب سالم الحجام عميد المجلس البلدي نالوت أمس، بغلق مداخل ومخارج البلدية إلى حين إشعار آخر، مع رفع درجة الاستعداد القصوى للتعامل مع أي أحداث طارئة بسبب الظروف التي تمر بها البلاد، ودخولها المرحلة الرابعة من انتشار جائحة «كورونا»، خصوصاً في المناطق المجاورة للبلدية.
ووجه الحجام رسالة إلى الأجهزة الأمنية بالمنطقة لتفعيل القرار، مع الاستمرار في منع التجمعات الكبيرة وخصوصاً في المناسبات الاجتماعية وبالأسواق والمحال التجارية، مع فرض حظر التجول بالقوة.
في السياق ذاته، أمرت اللجنة العليا لمكافحة وباء «كورونا» في شرق ليبيا بعد اجتماعها مساء أول من أمس، في مدينة بنغازي، بإخضاع «المخالفات والتجاوزات» التي عرضتها عليها لجنة المتابعة، بشأن استيراد المعدات والمستلزمات الطبية المتعلقة بمكافحة «كورونا».
في غضون ذلك، تسلمت حكومة «الوفاق» شحنة جديدة من الإمدادات الطبية لمكافحة فيروس «كورونا» وصلت البلاد عن طريق مطار «معيتيقة الدولي» بطرابلس مساء أول من أمس. وتتضمن الشحنة القادمة عبر مطار إسطنبول الدولي، كميات من مشغلات استخلاص الحمض النووي لـ«كوفيد - 19»، بالإضافة إلى مستلزمات طبية أخرى، ومن المقرر أن توجه هذه الكمية إلى المختبر المرجعي بمدينة مصراتة لزيادة عدد الفحوصات اليومية لـ«كورونا» بالمدينة.
وسبق للدكتور بدر الدين النجار، مدير المركز الوطني لمكافحة الأمراض التحذير من «تفاقم الوضع الوبائي في ليبيا»، خصوصاً في مدينتي طرابلس ومصراتة، ومناطق الجنوب، مطالباً بالتركيز على الضوابط والإجراءات الاحترازية.
ورأى النجار في مقطع فيديو بثته صفحة المركز أن قرارات الإغلاق التام والحظر الكلي لم تعد تُجدي نفعاً، في ظل عدم التزام المواطن بها كما ينبغي، داعياً إلى التعايش مع الفيروس مثل العديد من دول العالم، وعدم إغلاق المحال شريطة الالتزام بالضوابط الصحية، بحيث لا يدخلها المواطن إلا بالكمامة.



«جمعة رجب»... مناسبة حوثية لفرض الإتاوات وابتزاز التجار

مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)
مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)
TT

«جمعة رجب»... مناسبة حوثية لفرض الإتاوات وابتزاز التجار

مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)
مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)

استهلت الجماعة الحوثية السنة الميلادية الجديدة بإطلاق حملات جباية استهدفت التجار وأصحاب ورؤوس الأموال في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء، بغية إجبارهم على دفع الأموال لتمويل احتفالات الجماعة بما تسميه «جمعة رجب».

وتزعم الجماعة الحوثية أن دخول اليمنيين في الإسلام يصادف أول جمعة من شهر رجب الهجري، ويستغلون المناسبة لربطها بضرورة الولاء لزعيمهم عبد الملك الحوثي تحت ادعاء أن نسبه يمتد إلى علي بن أبي طالب الذي أدخل اليمنيين في الإسلام قبل أكثر من 14 قرناً هجرياً. وفق زعمهم.

وذكرت مصادر مطلعة في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن مشرفين حوثيين برفقة عربات ومسلحين يتبعون عدة مكاتب تنفيذية تابعة للجماعة، نفذوا حملات واسعة ضد متاجر ومؤسسات تجارية في عدة مديريات في المدينة، وأجبروا ملاكها على دفع جبايات، بينما أغلقوا عدداً من المتاجر التي رفض ملاكها التبرع.

وأكدت المصادر أن الانقلابيين شرعوا في توسيع أنشطتهم الاستهدافية في تحصيل الإتاوات أكثر مما كان عليه قبل أشهر ماضية، حيث لم تستثنِ الجماعة حتى صغار التجار والباعة المتجولين والسكان الأشد فقراً.

الانقلابيون سيطروا بالقوة على مبنى الغرفة التجارية في صنعاء (إعلام محلي)

وفي ظل تجاهل الجماعة المستمر لفقر السكان في مناطق سيطرتها، أقرت ما تسمى اللجنة العليا للاحتفالات والمناسبات في اجتماع لها بصنعاء، إطلاق برنامج الفعاليات المصاحب لما يُسمى ذكرى «جمعة رجب»، بالتوازي مع بدء شنّ حملات جباية على التجار والسكان الذين يعانون من ظروف معيشية حرجة.

وهاجم بعض السكان في صنعاء كبار قادة الجماعة لجهة انشغالهم بابتكار مزيد من الفعاليات ذات المنحى الطائفي وتخصيص ميزانية ضخمة لأعمال الدعاية والإعلان، ومكافآت ونفقات لإقامة الندوات وتحركات مشرفيها أثناء حشد الجماهير إليها.

وكانت تقارير محلية اتهمت في وقت سابق قيادات حوثية بارزة في الجماعة يتصدرهم حمود عباد وخالد المداني بجباية مليارات الريالات اليمنية من موارد المؤسسات الحكومية الخاضعة لسلطات الجماعة في صنعاء، لافتة إلى أن معظم المبالغ لم يتم توريدها إلى حسابات بنكية.

تعميم صوري

في حين زعمت وسائل إعلام حوثية أن تعميماً أصدره القيادي في الجماعة حمود عباد المعين أميناً للعاصمة المختطفة، يقضي بمنع إغلاق أي محل أو منشأة تجارية إلا بعد اتخاذ ما سماها «الإجراءات القانونية»، نفى تجار وأصحاب مؤسسات تجارية بصنعاء توقّف عناصر الجماعة عن مداهمة متاجرهم وإغلاقها بعد رفضهم دفع جبايات.

تجمع للمارة في صنعاء أثناء محاولة اعتقال مالك أحد المطاعم (الشرق الأوسط)

وفي مسعى لتلميع صورتها عقب حملات التعسف كانت الجماعة أصدرت تعميماً يُلزِم قادتها في عموم المديريات والمكاتب التنفيذية في صنعاء بعدم إغلاق أي منشأة تجارية إلا بعد اتخاذ «الإجراءات اللازمة».

وحض التعميم الانقلابي كل الجهات على «عمل برامج شهرية» لتنفيذ حملات نزول ميداني لاستهداف المتاجر، مرة واحدة كل شهر عوضاً عن تنفيذ حملات نزول يومية أو أسبوعية.

واعترفت الجماعة الحوثية بوجود شكاوى لتجار وملاك منشآت تجارية من قيام مكاتب تنفيذية في صنعاء بتحصيل مبالغ مالية غير قانونية منهم بالقوة، وبإغلاق مصادر عيشهم دون أي مسوغ قانوني.

توسيع الاستهداف

اشتكى تُجار في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من تصاعد كبير في حملات الاستهداف وفرض الإتاوات ضدهم عقب صدور تلك التعليمات التي يصفونها بـ«غير الإلزامية».

ويتهم عدد من التجار القياديَين حمود عباد وخالد المداني، والأخير هو مشرف الجماعة على المدينة، بتكثيف الأنشطة القمعية بحقهم وصغار الباعة وإرغامهم في كل حملة استهداف على دفع جبايات مالية مقابل السماح لهم بمزاولة أنشطتهم التجارية.

الحوثيون يستهدفون المتاجر والشركات لإجبارها على دفع الأموال (إعلام حوثي)

ويتحدث (أحمد.و)، مالك محل تجاري بصنعاء، عن استهداف متجره بسوق شعبي في حي السنينة بمديرية معين بصنعاء من قِبَل حملة حوثية فرضت عليه دفع مبلغ مالي بالقوة بحجة تمويل مناسبة «جمعة رجب».

وذكر أن عناصر الجماعة توعدته بالإغلاق والاعتقال في حال عدم تفاعله مع مطالبها غير القانونية.

وتحدث أحمد لـ«الشرق الأوسط»، عن إغلاق عدد من المتاجر في الحي الذي يعمل فيه من قِبَل مسلحي الجماعة الذين قال إنهم اعتقلوا بعض ملاك المحلات قبل أن يتم الإفراج عنهم بعد أن رضخوا لدفع الجبايات.