قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس (الثلاثاء)، إن فرنسا ستشدد إجراءات الأمن لحماية الفرنسيين في منطقة الساحل الأفريقي، وذلك بعد يومين من مقتل 6 موظفي إغاثة فرنسيين بالرصاص في النيجر. وأضاف على «تويتر»: «سنفعل كل ما بوسعنا لمساندة أسر الضحايا، والرد على الهجوم الذي كلفنا أرواح 6 من مواطنينا، و2 من أبناء النيجر». هؤلاء الشبان الستة، الذين كانوا أعضاء في منظمة «أكتيد» غير الحكومية، أبدوا التزاماً بالغاً إزاء السكان المحليين. وتابع: «لقد قررت تعزيز إجراءات الأمن لمواطنينا في المنطقة. سنمضي قدماً في العمل للقضاء على الجماعات الإرهابية بدعم أكبر من شركائنا».
وكان رجال مدججون بالسلاح على متن دراجات نارية قد أطلقوا النار على العمال الستة إلى جانب مرشد وسائق نيجيريين فلقوا حتفهم. وقال المرشدون المحليون إن المجموعة كانت في رحلة سياحية إلى منطقة كوريه المعروفة بزرافات غرب أفريقيا النادرة والمهددة بالانقراض.
وأكد الرئيس ماكرون الذي أجرى محادثات مع نظيره النيجري محمد يوسفو، ثبات التصميم على مواصلة النضال المشترك ضد الجماعات الإرهابية في الساحل، وفق بيان للإليزيه، أورد أن جلسة لمجلس الدفاع عقدت أمس (الثلاثاء). فيما قالت منظمتا الإغاثة الفرنسية والسويسرية «أكتد» و«إمباكت إنيشياتيفز»، في بيان مشترك، إن 7 من أطقمهما، وكذلك المرشد، قتلوا في الهجوم، بدون تحديد جنسياتهم. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم.
وندّدت مديرة منظمة «أكتد» بالوكالة، ماري بيير كالي، بما قالت إنها مأساة غير مسبوقة على الإطلاق لمنظمتي «أكتد» و«إمباكت» و«جريمة مقززة وبربرية لا يمكن وصفها». وأضاف المسؤول في منظمة «أكتد»، فريدريك روسيل، في مؤتمر صحافي عبر تلفزيون «بي إف إم تي في» الفرنسي، إن الضحايا الثماني هم 4 رجال و4 نساء، تتراوح أعمارهم بين 25 و40 عاماً.
وقالت كالي إن الهجوم وقع نحو الساعة 11:30، مضيفة أنه الحادث «الأول من نوعه في هذه المنطقة التي تزورها المنظمات الدولية بشكل متكرر». وفي فترة ما بعد الظهر، أبلغ حراس الحديقة منظمة «أكتد» أنه تم العثور على إحدى مركباتهم محترقة. وقد توجهت سيارة عسكرية فرنسية وسيارة إسعاف إلى مكان الحادث وانتشلت الجثث الثماني. وقال روسيل إنها «مفارقة مأساوية» أن عمال الإغاثة قتلوا في واحدة من المناطق القليلة الآمنة نسبياً في النيجر، فيما يعمل كثير من موظفي «أكتد» في مناطق خطيرة للغاية لمساعدة السكان المحليين.
وتعتبر منطقة كوريه آمنة نسبياً من الهجمات الإرهابية، رغم أن الجماعات المتطرفة المسلحة نشطة للغاية في أجزاء أخرى من النيجر، خصوصاً بالقرب من الحدود مع مالي وبوركينا فاسو. وتنشر فرنسا نحو 5100 جندي في منطقة الساحل التي تمتد من موريتانيا عبر مالي وبوركينا فاسو والنيجر إلى تشاد، لدعم القوات المحلية ضد المتطرفين.
من جهته، أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش جريمة «القتل الوحشي». وصرّح ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم غوتيريش للصحافيين بأن «الأمين العام يدعو السلطات النيجيرية إلى عدم ادخار أي جهد في تحديد مرتكبي هذه الجريمة البشعة وتقديمهم بسرعة إلى العدالة».
في غضون ذلك، قررت السلطات النيجرية أمس «توسيع نطاق حال الطوارئ» لتشمل مدينة كوريه، في جنوب غربي النيجر، التي شهدت الأحد هجوماً قُتل فيه 8 أشخاص، بينهم 6 فرنسيين يعملون في المجال الإنساني على يد إرهابيين مشتبه بهم. وتعطي حال الطوارئ صلاحيات إضافية لقوات الأمن، من بينها «الأمر بتفتيش منازل ليلاً نهاراً»، وفق السلطات النيجرية.
وجاء قرار توسيع نطاق حال الطوارئ بعد اجتماع «استثنائي» للمجلس الوطني للأمن، ترأسه الرئيس النيجري يوسفو، وفق ما أورد التلفزيون الرسمي. وقرر المجلس «توسيع نطاق حال الطوارئ» لتشمل مدينتين لم تكونا حتى الآن معنيتين بهذا التدبير المفروض منذ 3 أعوام على منطقة تيلابيري الشاسعة والواقعة على الحدود مع النيجر وبوركينا فاسو ومالي.
وأصبحت وكراً للتنظيمات المتطرفة في منطقة الساحل، بما في ذلك «تنظيم داعش» في الصحراء الكبرى. ومن بين هاتين المدينتين، كولو التي تتبع كوريه لها إدارياً، وهي منطقة تضمّ غابات كثيفة حيث تعيش آخر زرافات غرب أفريقيا على بعد 70 كيلومتراً من نيامي.
وتسري حال الطوارئ أصلاً في منطقة ديفا (جنوب شرق) القريبة من نيجيريا، والتي تشهد اعتداءات متكررة تنفذها «جماعة بوكو حرام» و«تنظيم داعش» في غرب أفريقيا الذي نشأ بعد انفصال مجموعة مسلحين عن «بوكو حرام».
ماكرون: سنشدد الأمن لحماية الفرنسيين في منطقة الساحل الأفريقي
ماكرون: سنشدد الأمن لحماية الفرنسيين في منطقة الساحل الأفريقي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة