بغداد تبحث مستقبل العلاقة مع التحالف الدولي

«الدواعش» في العراق وسوريا بين الملفات

TT

بغداد تبحث مستقبل العلاقة مع التحالف الدولي

بحث مستشار الأمن الوطني العراقي قاسم الأعرجي مع نائب قائد قوات التحالف الدولي الجنرال جيرالد ستريكلاند مستقبل العلاقة بين الطرفين، فضلاً عن ملف «الدواعش» من حملة الجنسية العراقية. وقال بيان للمكتب الإعلامي للأعرجي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه إن «الجنرال ستريكلاند استعرض حجم الدعم الجوي والاستخباري والاستشاري للقوات الأمنية العراقية، وأهمية التنسيق المستمر في حماية الحدود مع سوريا».
وأضاف البيان: «كما ناقش الجانبان ملف (الدواعش) من حملة الجنسية العراقية المعتقلين لدى قوات (قسد) والعوائل العراقية من النساء والأطفال في مخيمات النازحين شرق الفرات في سوريا».
وأوضح البيان أن مستشار الأمن الوطني العراقي «أبدى ملاحظاته بشأن أهمية الدعم الدولي للعراق، لا سيما على صعيد الاستمرار في مجالات التدريب والتجهيز والتسليح، مقدماً في الوقت نفسه الشكر للجانب الدولي لدوره في محاربة (داعش) والقضاء على الإرهاب». وأكد الأعرجي أن «علاقة العراق مع المجتمع الدولي مهمة، والحكومة العراقية حريصة على استمرارها» مبيناً في الوقت نفسه «أهمية وضع جدول زمني لإنهاء الوجود العسكري الأجنبي في العراق». كما أكد الأعرجي على «ضرورة أن ينتقل العراق إلى علاقات استراتيجية في مجالات متعددة، وهو يتطلع إلى التعاون الدولي في تفكيك الأزمات بالمنطقة وإيجاد الحلول غير العسكرية لها، لما لذلك من أثر أكبير على الاستقرار وترسيخ السلم في جميع دول المنطقة».
وبشأن ملف «الدواعش» بين سوريا والعراق، يقول الخبير الأمني الدكتور معتز محيي الدين، رئيس «المركز الجمهوري للدراسات الاستراتيجية»، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إنه «بعد سقوط تنظيم ما يسمى (الدولة الإسلامية في العراق والشام)، (داعش)، وفقدانه سيطرته على الأرض، لجأ معظم قياداته إلى معسكر الهول في سوريا حيث يعدّ ذلك بمثابة القلب النابض للتنظيم، حيث أصبح من المناطق التي انتشرت فيها الأفكار المتطرفة للتنظيم بشكل واسع من خلال وجود هذه التنظيمات، فضلاً عن وجود عائلات تنظيم (داعش)».
وأضاف محيي الدين أن «هذا المعسكر كان يؤوي على مدى أكثر من 30 عاماً لاجئين عراقيين كانوا فروا إلى هناك أثناء حرب الخليج، ومن ثم أصبح مأوى العراقيين بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة الأميركية بعد عام 2003». وبين محيي الدين أن «هذا المخيم يعد واحداً من 3 مخيمات رئيسية أقيمت على الحدود العراقية – السورية، ولكن (داعش) استهدف منطقة الهول بالذات لأنها واحة واسعة من السهل اختراقها خلال سنوات التوسع، وبالتالي، فإن مرتكز تلك القيادات موجود في هذا المخيم، فضلاً عن أنصاره، والذي تشرف عليه حاليا قوات (قسد) السورية».
ولفت محيي الدين إلى أن «هناك ظروفاً أخرى ساعدت على أن يكون هذا المخيم مريحاً للاجئين، مثلما ساعدت أطراف دولية على ذلك، مثل الحكومة التركية، والأميركيين، عندما أرسلوا مساعدات إنسانية عن طريق منظمات أوروبية، وهو ما جعل نزلاء المخيم يتمتعون، وبالذات قيادات (داعش)، بالاتصال النسبي بالحياة خارج المخيم من خلال الاستخدام القانوني للأجهزة الجوالة وآليات الاتصال الأخرى، بل وحتى مالياً عن طريق تحويل أموال عن طريق نظام الحوالات»، مشيراً إلى أن «هذا المخيم من المخيمات التي تنظم عمل (الدواعش) وتفرز قيادات جديدة ومقاتلين ومسلحين، ومن بين المقاتلين نساء ما زلن مواليات للتنظيم داخل المخيم، وهو ما يفرز عمليات تزاوج مستمرة بين تلك القيادات وهؤلاء النساء المواليات للتنظيم».
وحول ما تسعى الحكومة العراقية إلى تحقيقه عبر الاتفاق مع التحالف الدولي بشأن ملف هؤلاء، يقول محيي الدين إن «الحكومة العراقية لا تستطيع في الوقت الحاضر ومثلما كان مقرراً سابقاً حول وجود أماكن في سهل نينوى تتضمن قبول بعض المسلحين أو بعض العوائل العراقية المحسوبة على العراقيين، لأن الحكومة العراقية ليست مهيأة في الوقت الحاضر لذلك، فضلاً عن انتشار وباء (كورونا)، مما حال دون إخراجهم من المخيم في سوريا ونقلهم إلى كرفانات في سهل نينوى بالعراق تحت إشراف السلطات العراقية والكردية، مما أدى إلى جعل الأمور أكثر صعوبة في الوقت الحاضر».
وأوضح محيي الدين أن «الأمور على ما يبدو بدأت تأخذ مساراً آخر، وهناك إلحاح أميركي وأوروبي بشأن نقل العوائل الداعشية من المخيم، خصوصاً العراقيين، إلى سهل نينوى، مع أن الأمر بات اليوم أكثر صعوبة بسبب توغل القوات التركية كثيراً في كثير من هذه المناطق، وكذلك الهجوم التركي على سوريا، وهو ما جعل قوات (قسد) تسيطر على هذا المخيم».



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.