مقتل 13 وإصابة أكثر من 40 في صدامات شرق السودان

حكومة البحر الأحمر تعلن حالة الطوارئ لفرض «هيبة الدولة»

TT

مقتل 13 وإصابة أكثر من 40 في صدامات شرق السودان

أعلن عبد الله شنقراي، حاكم ولاية البحر الأحمر الواقعة شرق السودان، أمس، حالة الطوارئ، وحظر التجوال الكامل بالولاية، بسبب تجدد صدامات قبلية بالأسلحة النارية والبيضاء، أوقعت عددا من القتلى وعشرات المصابين. وفي غضون ذلك شوهدت أرتال من السيارات العسكرية تحمل قوات من الجيش، ودخول عناصر الشرطة المدنية.
واندلعت الأحداث في مدينة بورتسودان، عاصمة الولاية، أول من أمس، أثناء مظاهرة سلمية، تحولت لاشتباكات بين مجموعتين من سكان المنطقة، وتطورت لاحقا إلى اشتباكات دامية استخدمت فيها الأسلحة النارية والبيضاء.
وقالت لجنة أطباء السودان المركزية (غير حكومية) إن 13 قتلوا، وأصيب 42 خلال الأحداث التي استمرت ليومين. موضحة في بيان أن المستشفى العام بالمدنية استقبل مصابين بأعيرة نارية وأسلحة بيضاء، وتم تحويل القتلى للمشرحة.
وبحسب بيان لجنة الأطباء فإن الاشتباكات ذات الطابع القبلي تمددت للأحياء السكنية بالمدينة، ما دفع لجنة أمن الولاية لإصدار قرار حظر التجوال لتقيد حركة المواطنين في الضواحي المتأثرة، من الساعة الخامسة مساءً وحتى صبيحة اليوم التالي لاحتواء تجددها.
وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن سحب الدخان لا تزال تتصاعد من بعض أحياء المدنية. مضيفين أن مناوشات متقطعة تجري في ضواحي المدنية، رغم حالة حظر التجوال المعلنة من قبل الحكومة، وأن حالة من الخوف تسيطر على المدينة بسبب انتشار السلاح الناري بين المدنيين.
وشهدت الولاية في الأشهر الماضية أحداثا مماثلة، أدت إلى مقتل وإصابة العشرات. وعلى إثر تلك الأحداث، أعلن حاكم الولاية فرض حظر التجوال الشامل بمحلية بورتسودان، التي تعتبر الميناء الرئيسي للبلاد، وشمل الحظر كل المرافق العامة والخاصة.
وقالت أمانة الحكومة بالولاية في بيان إن حالة الطوارئ تستند إلى المرسوم الدستوري، الصادر من رئيس مجلس السيادة الانتقالي وقانون الطوارئ، مبرزة أن إعلانها فرضته الأحداث الدامية التي تشهدها محلية بورتسودان.
ووقعت الأحداث بعد أقل من أسبوعين من مباشرة مهام الحكم بالولاية. وكان مدير عام الشرطة السودانية، عز الدين الشيخ، قد أعلن عن إرسال قوات إضافية من الاحتياط المركزي من الخرطوم، بهدف تعزيز القوات النظامية بالولاية لفرض هيبة الدولة، والحيلولة دون تجدد الاشتباكات والخروقات من قبل المواطنين.
وأصدرت اللجنة الأمنية أوامر صارمة للقوات النظامية باستخدام القوى اللازمة لتفريغ التجمعات.
وقال شهود عيان آخرين إن إحدى أسواق منطقة أم القرى تعرضت لحريق كامل.
من جهة ثانية، قال مصدر نيابي للصحيفة إن تعزيزات كبيرة وصلت من الخرطوم لتطبيق حظر التجوال في الولاية وفقا للقانون، ولمنع تجدد الصدامات بين المجموعات السكانية بالمدينة.وشهدت بورتسودان في أغسطس (آب) الماضي صداما بين المكونين القلبيين نفسهما، خلف 34 قتيلا وأكثر من 100 جريح، وهي الأحداث التي أطاحت بالحاكم العسكري ومدير جهاز الأمن بالولاية.
ووقعت القبليتان في سبتمبر (أيلول) 2019 بعد تدخل من الحكومة في الخرطوم على وثيقة صلح لإنهاء النزاع بينهما.
وكانت الحكومة الانتقالية قد أشارت إلى ضلوع جهات خارجية وراء اشتعال النزاعات القبلية بشرق البلاد، وأعلنت عن خطة لجمع السلاح من المدنيين.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.